الإثنين 6 مايو 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

80 قتيلاً بخروج قطار عن سكته في إسبانيا

80 قتيلاً بخروج قطار عن سكته في إسبانيا
26 يوليو 2013 12:23
قُتل 80 شخصا على الأقل ليلة أمس الأول بحادث خروج قطار عن سكته في إحدى كبرى كوارث القطارات في سانتياجو دي كومبوستيلا شمال غرب إسبانيا. ويرجح أن يكون الحادث ناتجا عن السرعة الزائدة. فيما تقوم السلطات التي أعلنت الحداد في البلاد لمدة ثلاثة أيام بإحراء تحقيق دقيق للتأكد من سبب هذه الكارثة. وأكد أحد سائقي القطار أن السرعة التي كان يسير بها هي 190 كلم في الساعة بينما تم تحديد السرعة بـ 80 كلم في الساعة في ذلك الجزء من السكة حيث وقع الحادث عند منعطف، كما كتبت صحيفة “ال باييس”. وقال السائق من قمرة القيادة عبر اتصال لاسلكي مع المحطة بعيد وقوع الكارثة وقبل التعرف على حجمها “آمل أن لا يكون هناك قتلى لأن ضميري سيؤنبني”. وقبل خروج القطار عن سكته، أكد السائق أنه كان يسير بسرعة 190 كلم في الساعة ثم قال إن السرعة كانت 200 كلم وأخيرا كرر أن سرعته كانت 190 كلم في الساعة، كما ذكرت الصحيفة. وروى العديد من الشهود المصدومين أنهم سمعوا صوت انفجار عنيف. وقالت ماريا تيريسا راموس البالغة من العمر 62 عاما والمقيمة على مسافة أمتار من موقع الحادث “كنت في منزلي وسمعت ما يشبه دوي الرعد، صوت قوي جدا، ورأيت دخانا كثيفا”. وتابعت المرأة وهي جالسة في حديقتها من حيث تراقب رافعة عملاقة تستعد لحمل العربات المنقلبة والمحطمة “إنها كارثة.. الناس كانوا يصرخون. هرع الجميع لإحضار أغطية لمساعدة الجرحى. لم يسبق لأحد هنا أن رأى مثل هذا المشهد”. وأمام المشرحة، كان أفراد عائلات يبكون، وآخرون ينتظرون بغضب التعرف على أصحاب بعض الجثث، في حين كان آخرون يتلقون مساعدة أطباء نفسانيين في مركز للمساعدة النفسية وضعته البلدية تحت تصرفهم. ووقع الحادث الذي يعتبر من أسوأ كوارث السكك الحديد في تاريخ إسبانيا، عند الساعة 20,42 (18,42 ت ج) على خط القطار السريع عند منعطف قوي على مسافة حوالي 4 كلم من محطة سانتياجو دي كومبوستيلا، المزار الذي يقصده السياح الدينيون من أنحاء العالم. وخرج عدد من العربات عن السكة وانقلبت ثم تكدست الواحدة فوق الأخرى. ومن بين 222 راكباً، قُتل 80 على ما أعلنت سلطات غاليثيا، كما أُصيب نحو 140 بجروح. ووصل رئيس الوزراء الاسباني ماريانو راخوي المولود في سانتياجو دي كومبوستيلا، صباح أمس إلى موقع الكارثة حيث تفقد الجرحى، ثم أعلن ثلاثة أيام من الحداد في كافة أرجاء البلاد. وقال الشاهد فرنثيسكو اوتيرو (39 عاما) الذي كان لحظة وقوع الحادث في منزل والديه المشرف على السكة الحديد”سمعت صوتا يشبه الرعد. كان الأمر أشبه بزلزال”. وأضاف في اتصال هاتفي “وصلت بعد ذلك بدقيقة.. أول ما رأيته كانت جثة امرأة. لقد تأثرت كثيرا. لم أر سابقا أي جثة في حياتي”، مضيفا “لكن أكثر ما اثر بي هو الصمت المطبق. كان هناك أيضا قليل من الدخان وحريق صغير”. وتابع “الأمر كله كان يفوق التصور. كان ثمة جيران يقتربون، حاولوا سحب الأشخاص العالقين في العربات مستخدمين معاول ومهدات نجحوا في النهاية مستخدمين منشارا يدويا”. وانقلبت أربع عربات على السكة، واحدة منها ممزقة تماما تكومت فوق اخرى، وكانت ألسنة اللهب والدخان تنبعث من العربات بينما قذف الارتطام عربة اخرى في الهواء حتى بلغت تلة. وانتشرت الجثث على السكة تغطيها بطانيات. وروى أحد الركاب في تصريح لإذاعة كادينا سير “يبدو أن في المنعطف أخذ القطار ينقلب وانقلبنا مراراً وتكدست العربات على بعضها الواحدة فوق الأخرى”.وفي حين لم يعلن رسمياً عن أسباب الحادث رجحت الصحف أن يكون ناجما عن السرعة الزائدة في هذا الجزء من الخط الواقع في منعطف في منطقة سكنية يمنع فيها تخطي سرعة 80 كلم في الساعة. وعنونت صحيفة الموندو “السرعة الزائدة القاتلة” موضحة أن القطار دخل المنعطف الصعب بسرعة 220 كلم في الساعة وكتبت “السرعة الزائدة بين الاحتمالات الأكثر ترجيحاً”. وذكرت صحيفة الباييس أن القطار دخل المنعطف بسرعة 180 كلم في الساعة. وكان القطار القادم من مدريد متوجهاً إلى ايل فيريول على ساحل الأطلسي، يسير على جزء من سكة القطار السريع في اقليم غاليثيا، وقد بدأ تشغيله في ديسمبر 2011 ويربط بين مدينتي اورنسي وسنتياجو دي كومبوستيلا ثم لا كورونيا، وكان ينقل 218 راكباً وأربعة موظفين في شركة السكك الحديد “رينفي”. وقال متحدث باسم الشركة “التحقيق جار وعلينا الانتظار.. سوف نعرف السرعة بعد قليل وسنحلل الصندوقين الأسودين للقطار”. ووقع الحادث عشية عيد القديس يعقوب وهو عيد تقليدي في منطقة غاليثيا. وأعلنت الحكومة المحلية إلغاء كل الاحتفالات المقررة بهذه المناسبة. وسرعان ما هرعت سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث، مطلقة صفاراتها، وعمل المسعفون في سباق مع الوقت لإجلاء أكبر عدد من الجرحى، ومع غروب الشمس، امتلأت كل الشوارع المجاورة بسيارات الإسعاف في حين كان المنقذون يعملون بكد على السكك. وقال رجل ينتظر خبراً عن صديقيه كانا في القطار وهما طالبان (21 سنة) وهو يجهش بالبكاء “نظن أنهما توفيا” مضيفاً أن “أهلهما داخل المبنى منهارون”. وعلق الملك خوان كارلوس وولي العهد الأمير فيليبي نشاطاتهما الرسمية “حدادا” على ضحايا الحادث كما قال ناطق باسم القصر الملكي بينما أعلن رئيس الحكومة المحلية البرتو نونييث فيخو “أكبر حداد في تاريخ المنطقة”. من جانبه أعلن رئيس شركة رينفي خوليو غوميث بومار رودريغث لإذاعة كادينا كوبي ان “ما نعلمه هو أن القطار لم يواجه اي مشكلة تقنية، وتم فحصه في صباح” يوم الحادث.
المصدر: سانتياجو دي كومبوستيلا، إسبانيا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©