الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الجزائر تستضيف 80 فناناً من 15 بلداً في مهرجانها الدولي للمنمنمات

الجزائر تستضيف 80 فناناً من 15 بلداً في مهرجانها الدولي للمنمنمات
25 أكتوبر 2010 20:07
احتضن “قصر حسن باشا” بالجزائر العاصمة مؤخراً المهرجان الدولي الرابع للمنمنمات والزخرفة وفن الخط، وشارك في المهرجان 80 فناناً ينتمون إلى 15 بلداً ومنها إيران وتركيا وفرنسا والعراق والأردن والمغرب وتونس. المشاركة الإيرانية شاركت الجزائر بـ40 فناناً، إلا أن المهرجان تميَّز بتألق الفنانين الإيرانيين سواء من حيث العدد أو النوعية، إذ شاركت إيران بـ13 فناناً مقابل 3 فقط العام الماضي، ما يدل على أن هذا المهرجان بدأ يستقطب الاهتمام. وقدم الإيرانيون لوحاتٍ فنية عالية استوقفت طويلاً طلبة مدرسة “الفنون الجميلة” بالجزائر الذين زاروا المهرجان للاطلاع على مدى تطور فن المنمنمات والزخرفة في مختلف دول العالم الإسلامي وبخاصة الدول الرائدة والمعروفة بمدارسها العريقة في هذا المجال كإيران والعراق وتركيا، وأعربت طالبتان مختصتان في الخزف الفني والرسم على البلاط لـ”الاتحاد” عن إعجابهما البالغ بلوحات عدد من الفنانين الإيرانيين الذين حرصوا على الدقة في الرسم وروعة الزخارف والتنسيق بين الألوان، ونقل صور تراثية عريقة في رسوم صغيرة معبِّرة وفاءً لتقاليد فن المنمنمات. وبرز من الفنانين الإيرانيين كمال إلهام ورضا أبو بدر سماي أبو القاسم وأشفازاشكي، وأقميري مصطفى، الذين قدموا لوحات جميلة للحياة التقليدية في إيران وللطبيعة مطعَّمة بآيات قرآنية مكتوبة بالخط الفارسي. خطوط ذهبية شاركت فرنسا لأول مرة في المهرجان بخمسة فنانين، منهم اسبنيوز مارتين وأودري هلويز، بينما برز الفنانون الأتراك بلوحات تتضمن رسوماً جميلة في إطار مزيَّن بخطوط ذهبية وهي الطريقة التي برزت في الخلافة العثمانية منذ القرن الـ16، واستقطبت هذه اللوحات، وهي للفنانة التركية سوفلات مراي زهية، الجمهورَ الوافد لاكتشافها لأول مرة والوقوف أمامها طويلاً. وشارك فنانو باكستان والهند بمجموعة منمنمات أبرزت الحضارة الإسلامية في عصرها الذهبي، فركَّز ميرزة محمد علي بيق من الهند على جيوش الفاتحين المسلمين وأسلحتهم وكذا حياة السلاطين القدامى بالهند في مجموعة رسومات صغيرة ودقيقة أحيطت بزخارف لا تقل عنها دقة وجمالاً، ونافسه حسين مريم من باكستان برسوم مستوحاة من أساطير تشبه رسوم ألف ليلة ولية، بينما عرَّج برانسا صايمة علي من باكستان على الطبيعة ليستوحي منها منمنمات جميلة، مع عدم التأنّق كثيراً في الإطار الزخرفي. المدرسة العباسية المشاركة العربية، ميَّزها الحضور العراقي النوعي بلوحات وَسْماء الآغا التي أبرزت الحياة العباسية العريقة من خلال حياة الجواري، وذلك في مجموعة لوحات جميلة عرفاناً منها بدور تلك الفترة التاريخية المجيدة في تطور فن المنمنمات والزخرفة والخط العربي، كما برزت سيرين الشويكي من الأردن بدورها بلوحات زخرفية جميلة متناسقة الألوان، بينما فضلت فاطمة شريف وأحمد الصافرة من اليمن إبراز التقاليد اليمنية في أعمالهما مع إحاطتها بحروف عربية. أما المشاركة المغاربية فتميزت بإقحام الخط المغاربي الشهير في معظم اللوحات، فجاءت مزيجاً من الرسوم والزخارف والخط معاً، ما أكسبها ثراءً وتنوعاً، فاتكأت لوحات علي الداهية من المغرب وصادفي سلمى من تونس وفنانين آخرين من البلدين إلى الخط المغاربي كخلفية لمنمنماتهم تميزها عن منمنمات فناني المشرق التي تعتمد على خطوط أخرى كالكوفي والفارسي. وسار الفنانون الجزائريون الـ40 الذين شاركوا في المهرجان على نفس المنوال من حيث الاهتمام بالخط المغاربي كخصوصية محلية لفناني وخطاطي بلدان المغرب العربي. وأبرز الفنانون الجزائريون التقاليد الجزائرية في مجمل لوحاتهم كتقاليد الأمازيغ وفروسيتهم وأعراسهم ومنتجاتهم المحلية كالفخار والملابس. جوائز المهرجان تتنصل من العرب انتهى المهرجان الدولي الرابع للمنمنمات والزخرفة وفن الخط بالإعلان عن أسماء الفائزين في اختصاصي المنمنمات والزخرفة حيث حصدت إيران نصفها بـ4 جوائز من 8، ونالت تركيا جائزتين، وعادت الجائزتان المتبقيتان للهند وباكستان، بينما خرج العرب صفر اليدين، وهو ما كان مفاجأة كبيرة لاسيما للفنانين الجزائريين الـ40، إلا أن بعضهم اعترف بصعوبة منافسة المدرستين الإيرانية والتركية في فن المنمنمات والزخرفة والخط، فهما مدرستان عريقتان ضربتا بجذورهما في التاريخ وتتكآن على إرث كبير، بينما لم يبدأ الجزائريون يهتمون عملياً بهذا الفن الإسلامي العريق سوى في العصر الحديث على يد عمر راسم (1896- 1975) الذي يعدُّ رائد فن المنمنمات والزخرفة والخط في الجزائر.
المصدر: الجزائر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©