السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

عطاء زايد.. قصص ترويها الأجيال

26 يوليو 2013 02:39
السيد حسن (الفجيرة)- من مسافي، إلى دبا، مروراً بالثنية ومربح وطويين، لم ينقطع عطاء زايد. لم تردّه الجبال، ولا السهول، فراح يروّض الحياة، ويصنع الرفاهية من المستحيل واقعاً ملموساً، ويحول العيش من القساوة إلى الرغد. كان الهدف الأسمى التحول من “الإمارات المتصالحة” إلى “المتراحمة”، وبما أن التراحم لا ينفكّ عن الوحدة والتعاضد، كان “الاتحاد” الذي استمد الجميع قوته من تلاحمه، وعزته من تماسكه، والذي أصبح عنواناً لدولة الإمارات العربية المتحدة، وروحاً للعطاء، تروي جذوره همم الآباء، فيما يحكي الأبناء قصته جيلاً بعد جيل. ويحكي المواطن غالب خميس بخيت المسماري (70 عاماً) عن الحياة قبل الاتحاد، بالقول: كانت الأحوال في غاية الصعوبة، فيما لم يكن لدينا شيء سوى التمر والأغنام، بينما كانت حياتنا بالغة القسوة لاسيما في فترة الصيف. ويضيف: وما أن أعلن زايد الخير قيام الاتحاد المبارك، حتى تغيرت معالم الحياة في الفجيرة، وتبدلت شيئاً فشيئاً. ويتحدث عن المشاريع التي أمر بها الشيخ زايد رحمه الله في بداية قيام دولة الاتحاد، والتي تعددت ما بين البيوت الجديدة، والطرق المعبّدة، فيما رأى أهل الفجيرة الكهرباء للمرة الأولى، وتوافرت مياه الشرب النقية، بفضل الله سبحانه وتعالى، ثم جهود المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه. ويختتم حديثه بالقول: فاض خير زايد حتى غطى جبال الفجيرة الشاهقة، هكذا شعرنا، وهكذا كان العطاء. قدرات بشرية ويعتبر المواطن سعيد علي راشد الشيبه الكعبي (75 عاماً) من مربح، أن زايد خلق من الإمارات أمة قوية تعرف الآن في جميع أنحاء العالم، وترك الخير الكثير، لافتاً إلى القدرات التعليمية والثقافية التي لم تكن موجودة قبل قيام الاتحاد، هو أهم ما تركه القائد المؤسس. ويشير إلى ما أحدثه “الاتحاد” من تلاحم، بالقول: كلنا أصبحنا بعد إعلان قيام الدولة على قلب رجل واحد من القائد زايد، وخليفته من بعده صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله، إلى أصغر مواطن في الدولة. ويتابع: الجميع يمتثل لتوجيهات القائد وتعليماته لأنه يعمل بكل تأكيد لصالح الوطن ومواطنيه. زيارة زايدالخير أما المواطن راشد سالم عبيد المطوع اليماحي (75 عاماً) من القرية بالفجيرة، فيقول: كان زايد ولا زال عزاً وفخراً ومعلماً نسير على دربه فلا تضيع منا الدروب أبداً. وينوه إلى الفرحة العارمة التي عاشتها الفجيرة وخاصة القرية في أوائل السبعينات عندما علم الجميع أن القائد زايد مؤسس الدولة الفتية سيقزور الإمارة، حيث خرج الجميع، ومن كل المناطق البعيدة والقريبة ليسعدوا برؤية القائد الغالي زايد الخير. ويصف اليماحي هذا اليوم بالسعيد والمحفور في الذاكرة، حيث رأى الجميع زايد الخير ماثلاً أمامهم في شموخ وعزة وإباء، وتواضع العظماء الذي لا يمنحه الله إلا للقادة الصادقين مع شعوبهم، حيث كان زايد أحدهم بل في مقدمتهم. الجود من خصاله المواطن سيف سالم حسن الكندي (65 عاماً) من منطقة البثنة، يتحدث عن البثنة التي كانت تحيا مثل باقي مناطق الفجيرة قبل قيام الدولة على مزارعها العامرة الوارفة، فيما كان حالها بسيطاً، ولم يكن هناك وجود لبيوت بل هي مجرد أكواخ من الطوب والخوص. ويضيف: ومع قيام الاتحاد أقبلت علينا الخيرات التي منّ الله بها على زايد الخير فلم يكتنزها لنفسه، ولم يحتكرها لحسابه، بل راح بكل جهده وعزمه يوزعها على جميع أبناء الوطن الجديد بكل حبّ وصدق وشفافية، حتى ظهرت البيوت الحديثة وشيدت الطرق واختلفت ملامح الحياة وتبدلت في البثنة كما سبقتها الفجيرة إلى ذلك وأصبحنا في نعمة كبيرة بفضل الله ثم الجهود التي بذلها زايد الخير. وينوه الكندي إلى أوامر زايد ببناء المساكن وشق الطرق في الجبال وتوصيل المياه والكهرباء للبيوت في كل ربوع الوطن. مكارمه عمت العالم يشير عبيد سعيد أحمد العبدولي من “القرية” إلى أن عطاء زايد لم يقتصر على الدولة، بل فاض ووصل إلى الكثير من الدول الأخرى، حيث توجد الكثير من الفئات المعوذة التي هي بحاجة إلى المساعدة، حيث تعلم منه الجميع حبّ الخير والتطوع لوجه الله العلي القدير دون انتظار شكر من أحد. وينتهز العبدولي الذكرى في الاحتفاء بالوالد والقائد والمؤسس، ومعاهدة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله على الولاء التام والوفاء له ولإخوانه أعضاء المجلس الأعلى حكام الإمارات. إخلاص في السياق ذاته، يؤكد عبدالله إبراهيم أحمد البلوشي أن زايد الخير كان رحيماً بأهله، وبني جلدته، حيث تعدت هذه الرحمة إلى الخارج، وتحولت إلى عطاء وإيثار؛ الأمر الذي تعلمنا معه قيم الرحمة والحب والتلاحم داخل المجتمع، وعشنا ولا زلنا في كنف زايد الخير وأبنائه المخلصين والصادقين تجاه شعبهم وعروبتهم وعالمهم. ويشيد البلوشي بمدرسة زايد الخير التي خرجت قادة ورجال هم الآن على رأس المسؤولية يعملون كل في موقعه بصمت وإخلاص للدولة وقيادتها الرشيدة وقد عاهدوا الله كما عاهدوا صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله على صون الوطن وحمايته من كل جور ومن كل من يحاول الانقضاض على منجزات هذا الوطن الفتي الذي بناه زايد بحكمته وعطائه وعمل معه جميع أبناء الشعب عن حب في إعلاء مسيرة العطاء والفداء لهذا الوطن، فيما تواصل قيادتنا الحكيمة الآن في استكمال مسيرة زايد العطاء. التلاحم سر النجاح إلى ذلك، يؤكد ناصر علي عبيد الحميدي أنه لولا الرؤية الثاقبة للمغفور له بإذن الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله لما قامت لنا قائمة، وما كنا في هذا الخير الوفير، وما استطعنا الوصول إلى هذا التقدم الكبير الذي يعيشه شعب الإمارات في الوقت الحالي. ويشير إلى أن زايد الخير لم يب دولة فحسب، بل أخذ على عاتقه بناء الإنسان ذاته، وقد علمنا بحكمته وقدرته الفائقة في قراءة الأحداث أن نكون دائماً متحدين عاشقين لقيم التلاحم والعطاء. تجديد العهد ويدعو يعقوب هيكل عبدالرحمن البلوشي في ذكرى وفاة المغفور له بإذن الله الشيخ زايد إلى وقفة أبناء الشعب مع أنفسهم ومراجعة مبادراتهم تجاه الوطن الغالي وقيادته المباركة، لنقابل العطاء بالعطاء. ويضيف البلوشي: علينا في تلك المناسبة أن نجدد عزيمتنا على العمل من أجل هذا الوطن، والالتفاف حول قيادتنا الحكيمة ومعاهدتها على بذل كل غالي وفاء لها. ويختتم عبدالله بن سالم الكندي تلك الآراء بالقول: إن زايد والدنا جميعاً، ولا يوجد في دولة الإمارات العربية المتحدة مواطن لا يشعر أن زايد الخير رحمه الله كان ولا زال والده الذي قدم له كل شيء منذ الولادة وحتى زواجه واستلامه للبيت الذي يعيش فيه. ويضيف: لا يمكن أن ننسى اليوم الذي زار فيه الفجيرة في عام 1974 وأصدر توجيهاته بعد تفقده للمناطق بإقامة عدد من السدود والبيوت الشعبية للمواطنين. حياة رغيدة من جانبه، يحث خلفان سالم سيف الكندي الجميع، في ذكرى وفاة زايد العطاء، على الوقوف تقديراً واحتراماً لهذا القائد الفذ الشجاع والحكيم، الذي صنع من المستحيل واقعاً ملموساً، وحول الحياة من القساوة إلى الرفاهية والعيش الرغيد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©