الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

رقية السعيدي: خدمة المعاقين تمنح مقدمها متعة ذات بعد إنساني

رقية السعيدي: خدمة المعاقين تمنح مقدمها متعة ذات بعد إنساني
15 أغسطس 2014 15:05
رقية ناصر السعيدي، واحدة من نساء الإمارات اللاتي استطعن تحقيق إنجازات واعدة في مجال عملها مع ذوي الاحتياجات الخاصة، ما أهلها للحصول على وسام رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، إلى جانب العديد من الجوائز والتكريمات التي حصدتها في مسيرة عملها، لتؤكد قدرة نساء الإمارات على تحقيق النجاح في الأعمال الموكلة إليهن، والدور المهم الذي تقوم به المرأة الإماراتية في المجالات كافة ضمن مسيرة التطور التي تشهدها الدولة، والتي تنطلق إلى آفاق عالمية اعتماداً على جناحي التنمية التي يمثلهما الرجل والمرأة. تقول رقية ناصر السعيدي، أستاذ التربية الخاصة في مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، إن العمل مع هذه الفئة المهمة في المجتمع يحمل أبعاداً إنسانية لا يشعرها إلا من عمل في هذا المجال، ويستطيع أن ينجح فيه ويعطي الكثير عبر التسلح بمزيد من العلم والمعرفة في هذا التخصص، والتعرف إلى أحدث أساليب التربية الخاصة، مؤكدة أن التكريم يحملها مسؤولية تدفعها إلى بذل المزيد في مجال عملها. وتلفت السعدي إلى أن سبب اختيارها للعمل في هذا النطاق يرجع إلى أنه يجمع بين المتعة والفوائد لما فيه من تحديات متجددة، وهذه التحديات جعلتها أكثر قوة في حياتها العملية وأكثر قدرة على تحمل مشاق طريق التميز. مصاعب المهنة تشرح السعيدي أن تعدد الإعاقات واختلاف درجاتها يأتي في مقدمة مصاعب هذه المهنة، ما يتطلب من المتخصص أن يكون مطلعاً على البرامج المختلفة في العلاج والتأهيل وكل حديث في تلك العلوم، ويعرف الأساليب المتنوعة حتى يكون قادراً على إعطاء كل ذي حاجة الخطط العلاجية المناسبة من حيث التدريب والتأهيل. وعن رؤيتها لمدى الاهتمام بمجال ذوي الاحتياجات الخاصة في أبوظبي، وهل يوازي الاهتمام التي توليه الدولة للمجالات كافة، تؤكد السعيدي أن مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة قد تكون حديثة العهد في مجال رعاية المعاقين مقارنة بالدول المتقدمة، إلا أنها قطعت شوطاً كبيراً، ووصلت إلى ممارسات عالمية في البرامج والأساليب الحديثة والتقنيات المتطورة المتبعة في تدريب وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، ومنها الجانب الترفيهي الذي يلعب دوراً مهماً في عمليات إعداد وتأهيل ذوي الاحتياجات، وكذلك على صعيد الرياضة فقد حصد أبناؤها على العديد من الميداليات في المسابقات التي شاركوا فيها، وبرهنوا بشكل واضح على كفاءة العمليات التدريبية والعلاجية التي يخضعون لها ضمن البرامج التي تشرف عليها المؤسسة بإداراتها المختلفة. وفيما يخص فوزها بوسام رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي، وحصولها على جائزة التميز عن فئة المجال التخصصي، باعتبارها أعلى درجات التكريم التي يتطلع إليها أي موظف في العاصمة، توضح «نيل هذه الجائزة تشريف كبير لي، وفرحة لا توصف عندما تكرم من رئيس المجلس التنفيذي، وفي الوقت نفسه هو مسؤولية للاستمرار في درب التميز وبذل المزيد من العطاء لهذه الفئة الغالية على قلبي، وأن تكون نموذجاً للآخرين من خلال أداء مهام العمل بشكل متميز، خاصة بالنسبة لخطواتي القادمة في مجال التعامل مع ذوي الاحتياجات والحرص على الارتقاء بقدراتهم وإمكاناتهم». اهتمام بالمتفوقين بالنسبة إلى اهتمام الدولة بالمتفوقين، وإلى أي مدى يمثل حافزاً للتفوق والعطاء، تؤكد السعيدي أن الدعم المتميز من قبل القيادة الرشيدة يمثل أهم عوامل التشجيع التي تجعل الفرد يبذل كل ما بوسعه من أجل خدمة الوطن الذي نعيش على أرضه، اقتداءً بأولي الأمر الذين يبذلون الكثير من أجل إسعاد شعبهم وهو ما نجحوا فيه، بحيث أصبح المواطن الإماراتي من أسعد الأشخاص على وجه الأرض، وذلك وفق معايير عالمية صدرت مؤخراً، تتناول درجة الرفاه والحياة الكريمة التي يعيشها الناس داخل بلدانهم، فاحتلت الإمارات موقعاً متقدماً بينهم، مشيرة إلى أن اهتمام الدولة بذوي الإعاقي يأتي ضمن السعي الحثيث لتلبية احتياجات كل فئات المجتمع وتحقيق رغباتهم. وتوضح السعيدي أن نجاح الإنسان في عمله يتطلب منه أن يكون محباً له، حتى يكون قادراً على العطاء والتفاعل الإيجابي، خصوصاً العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة، لافتة إلى أن هذا التركيز في العمل والإخلاص له كان سبباً رئيساً في حصولها على عديد من الجوائز والتكريمات من جهات مختلفة، ومنها نيل جائزة خليفة التربوية للعام الدراسي 2013/2014 فئة العاملين مجال التربية الخاصة، ووسام رئيس المجلس التنفيذي عام 2013، وعلى أفضل موظف قدم مشروعاً عام 2012 من مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة. مزيد من العطاء عن طبيعة عملها الحالية والمهام التي تقومي بها والأهداف التي تسعى إلى تحقيقها، تورد السعيدي أن المهام التي تقوم بها حالياً هي تدريب الأطفال من ذوي الإعاقات المختلفة مثل الإعاقة العقلية والبصرية والسمعية واضطرابات التوحد والمركبة من خلال إعداد الخطط الفردية المناسبة لهم، والأساليب المتنوعة والتقنيات الملائمة، وتسعى من وراء كل ذلك للأخذ بيد هؤلاء الأطفال إلى آفاق أوسع وأكثر رحابة يستطيعون من خلالها الاعتماد أكثر على الذات، ومن ثم تحقيق المزيد من العطاء لأنفسهم ومجتمعهم. وحول ما منحته لها جائزة المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي على المستوى الشخصي والمجتمعي، تؤكد «أضافت لي الجائزة الكثير وجعلتني أكثر ثقة بنفسي ورغبة في بذل المزيد في خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة، كذلك أصبحت أشعر بمسؤولية مجتمعية كبيرة، الأمر الذي دفعني للمشاركة في العديد من الجمعيات التي ترعى هذه الفئة والبحث عن كل ما هو جديد». وتضيف أن الجائزة حفزت طموحاتها المستقبلية، بالاستمرار على درب التميز والسعي إلى جانب تطوير المشاريع التي قدمتها لذوي الاحتياجات الخاصة لتصل إلى العالمية، كما تطمح أن تكون مؤسسة زايد العليا جهة رائدة ويشار إليها بالبنان في خدمة ذوي الإعاقة على مستوى العالم، وليس ذلك ببعيد في ظل القيادة الرشيدة وجهود المسؤولين في المؤسسة. النجاح الحقيقي عن الطريقة التي تمزج بها ما بين نجاحها في الحياة العملية وبين واجباتها الأسرية، توضح رقية السعيدي، أستاذ التربية الخاصة في مركز أبوظبي لرعاية وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة، التابع لمؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وذوي الاحتياجات الخاصة، أن «النجاح الحقيقي يأتي بتحقيق التوازن بين الحياة العملية والأسرية أو الشخصية، وتفوق الإنسان في إحداها دون الأخرى لا يسمى نجاحاً، وإنما هو نجاح جزئي أو نجاح أعرج»، مضيفة «لكي يكون الإنسان ناجحاً، لا بد أن ُيلم ببعض المهارات، مثل مهارة التخطيط، فهي تساعد الإنسان على التركيز وعدم التشتت في أعمال جانبية لا تحقق أهدافه». وعن المهارات الضرورية للنجاح، تقول إن «مهارة إدارة الوقت تحدد نجاحك وفشلك. إلى جانب مهارة التعامل مع الآخرين (مهارات التواصل) الذي يجب أن يتعلمها كل شخص يود أن يحقق أهدافه، فلا نجاح من غير علاقات ولا نجاح من دون التعامل مع الآخرين والتعاون معهم، كذلك لا بد أن يكون الناجح شخصاً مبدعاً، يبحث عن الجديد ويقدم الشيء الجديد الذي يميزه عن الآخرين». تأثير الأم في حياة كل إنسان ناجح مواقف أو مرجعيات أو ناس أثروا في تكوينه، ووالدة رقية السعيدي، هي أكثر شخص أثر في تكوينها وشخصيتها، إذ تعلمت منها الكثير، مثل الصبر وتحدي العقبات التي تواجهها، كذلك زميلاتها المتميزات كان لهن الأثر الإيجابي في نواحي حياتها العملية، وكذلك إدارة العمل التي دفعتها إلى الأمام من خلال الدعم المتواصل.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©