الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

رجال القبائل الأفغانية ينتفضون ضد مقاتلي «طالبان»

رجال القبائل الأفغانية ينتفضون ضد مقاتلي «طالبان»
21 يوليو 2012
اليشينج، أفغانستان (أ ف ب) - قال مسؤولون، إن نحو مائتين من رجال القبائل اجتمعوا في بلدة في شرق أفغانستان قبل أيام لإعلان ما وصفوه بالانتفاضة ضد مسلحي طالبان، في أحدث حلقة في سلسلة من الإعلانات المشابهة. وفي هذه الأثناء، تعهدت باكستان وأفغانستان بالعمل على أن تكون حركة طالبان الأفغانية والجماعات المسلحة المعارضة الأخرى جزءاً من عملية المصالحة الأفغانية، تحقيقاً للسلام والأمن في المنطقة. ويحذر محللون من أن ما يسمى بالانتفاضات يمكن أن يكون مجرد محاولات من قادة المليشيات المحلية لإعادة تأكيد سلطتهم قبل انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي التي تدعم حكومة الرئيس حامد كرزاي في 2014. كما قالوا إنها يمكن أن تكون جزءاً من استراتيجية الحكومة. إلا أن رجال القبائل الذي كان يحمل بعضهم رشاشات من طراز (ايه كاي - 47) أو قاذفات صواريخ أوضحوا نواياهم في اجتماعهم في سوق وسط بلدة اليشينج الزراعية الواقعة في ولاية لغمان الشرقية. وصرح غلام رسول من الموقع “سئمنا من طالبان واعتداءاتهم الوحشية ضد شعبنا”. وأضاف غلام، الرجل المسن الذي كان يرتدي عمامة “نحن نقف ضدهم ولن نسمح لهم باضطهاد أبناء شعبنا وقتلهم”. وقال سارهادي زواك المتحدث باسم إدارة ولاية لجمان، إن انتفاضة الشينج هي الأحدث في سلسلة خطوات مشابهة شهدتها الولاية الواقعة شمال شرق كابول. ومنذ منتصف مايو، سيطرت مليشيات قبلية مسلحة على العديد من القرى في إقليم اندار في ولاية غزني جنوب العاصمة، كما أفاد مسؤول في وزارة الداخلية. وذكر المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، أن تلك المليشيات تمكنت من إبعاد طالبان وساعدت على إعادة فتح عشرات المدارس، كان المسلحون قد أغلقوها. وعلى الرغم من أن هذه الثورات لا تزال في مرحلتها المبكرة، إلا أنها أقلقت المسلحين. وصرح مصدر من طالبان في باكستان بأن “مقاتلي طالبان كانوا يسيطرون على معظم الولايات، إلا أنهم بدأوا الآن يفقدون السيطرة في مناطق مثل هلمند وقندز، ومؤخراً في قندهار وزابل وغزني”. وأضاف “لقد فقدوا السيطرة أمام الميليشيات القبلية؛ لأنهم لا يسمحون للناس بالحصول على خدمات أساسية مثل التعلم في المدارس”. وقال المصدر الذي ينتمي إلى الجناح السياسي لطالبان ويتنقل بشكل منتظم بين باكستان وأفغانستان “هذا ما حدث في غزني قبل شهرين”. وفي تظاهرة في اليشيج، صرح القائد القبلي المسن نور الزمان بأن “طالبان يهينون وجهاءنا ويقتلونهم، وقررنا وضع حد لذلك”. وقال نور الزمان “اليوم نجتمع هنا لنقول لطالبان، إنهم لم يعد مرحب بهم هنا في قريتنا. وإذا حاولوا دخول قريتنا مرة أخرى فسنقتلهم”. وتشن حركة طالبان المتشددة التي كانت تحكم البلاد بين 1996 و2001، حرباً للإطاحة بالحكومة المدعومة من الغرب في كابول والتي يدعمها نحو 130 ألفاً من جنود الحلف الأطلسي. إلا أن التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يسحب قواته تدريجياً، ويسلم المسؤولية الأمنية إلى أفغانستان قبل انسحابه النهائي بحلول 2014. وقال المحلل والمؤلف وحيد موجدا المسؤول السابق في نظام طالبان “مع استعداد قوات الحلف الأطلسي للانسحاب، بدأت حركة طالبان في توسيع نشاطاتها في البلاد”. وأضاف “كلما زاد توسعهم، كلما أصبح أكثر صعوبة بالنسبة لهم السيطرة على قادتهم. كما قام القادة والمقاتلون في بعض المناطق بمضايقة وإغضاب السكان المحليين”. وقال إن “الانتفاضات ليست فقط من عمل الشعب، ففي معظم المناطق يقودها بعض قادة المجاهدين السابقين الذين رأوا في ذلك فرصة لهم للعودة إلى السلطة”. وأقر مسؤول في وزارة الداخلية بحدوث الانتفاضات على مستوى منخفض حتى الآن، إلا أنه قال إن الحكومة تأمل في توسعها. وفي أول تعليق علني له على ذلك قال كرزاي أمس الأول “هذه انتفاضة الشعب في بعض الأقاليم والولايات في البلاد التي مارس فيها طالبان القمع”. وأضاف أن “الحكومة الأفغانية مستعدة لتوفير أي مساعدة لأي خطوة يمكن أن تؤدي إلى الأمن وتعزز السلام، وتجعل الناس يشعرون بالأمان والسعادة”. وفي السياق ذاته، تعهدت باكستان وأفغانستان بالعمل على أن تكون حركة طالبان الأفغانية والجماعات المسلحة المعارضة الأخرى جزءاً من عملية المصالحة الأفغانية تحقيقاً للسلام والأمن في المنطقة. جاء ذلك في بيان مشترك صدر في ختام المحادثات التي جرت بين كرزاي ورئيس وزراء باكستان راجا برويز أشرف في كابول، حيث أكد الجانبان أهمية فتح قنوات متعددة للتواصل مع حركة طالبان الأفغانية وغيرها من الجماعات المعارضة المسلحة تنفيذاً لرغبة الشعب الأفغاني في وضع حد لأعمال العنف وإحلال سلام دائم في البلاد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©