السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

مجلس الأمن يمدد للمراقبين في سوريا 30 يوماً «أخيرة»

مجلس الأمن يمدد للمراقبين في سوريا 30 يوماً «أخيرة»
21 يوليو 2012
وافق مجلس الأمن الدولي بالإجماع أمس، على تمديد مهمة بعثة المراقبين الدوليين في سوريا مرة أخيرة، تمتد 30 يوماً. في وقت حذرت فيه روسيا من أي تحرك بشأن سوريا خارج مجلس الامن، وإن كانت قررت من جهة ثانية إرجاء تسليمها شحنة المروحيات الهجومية. بينما أكدت كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عزمهما زيادة الدعم للمعارضة السورية. وكانت روسيا قد هددت باستخدام حق النقض (الفيتو) مجدداً ضد مشروع قرار تقدمت به بريطانيا، لكن مندوبها فيتالي تشوركين صوت في النهاية لصالح إقراره. في وقت أوضح دبلوماسيون أن القرار إنما يهدف إلى إعطاء وقت للمراقبين الذين أوقفوا جولاتهم منذ منتصف يونيو للاستعداد للمغادرة. وأوضح القرار أنه بعد هذه المرحلة النهائية لن يكون في الإمكان تمديد المهمة مجدداً، إلا إذا وفت دمشق بتعهدها سحب الأسلحة الثقيلة من المدن، مع تراجع كافٍ في وتيرة العنف للسماح لبعثة المراقبين بإنجاز مهمتها، أي تطبيق الخطة التي طرحها المبعوث العربي الأممي كوفي عنان. وأضاف أن تمديد مهمة المراقبين سيأخذ في الاعتبار توصيات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بتغيير مسار البعثة. وقال السفير البريطاني إلى الامم المتحدة مارك ليال جرانت للصحفيين “إذا حدث على مدار الثلاثين يوماً القادمة تغير في هذا الوضع، وتحققت هذه الشروط، فبالتأكيد سيقوم مجلس الأمن بناء على توصية الأمين العام بالنظر مرة أخرى في مستقبل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا”، وأضاف “لكن إذا لم يتغير الموقف، فمن الواضح أن بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا ستسحب بعد 30 يوماً”. وقالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة سوزان رايس إن واشنطن وافقت على القرار الجديد على مضض، لكنها وصفته بأنه خطة خروج لفرق المراقبين، وأضافت “قرار مد عمل بعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا لفترة نهائية مدتها 30 يوماً لم يكن القرار الذي كانت الولايات المتحدة ترغب في تبنيه في البداية. كان ما نفضله بشدة هو القرار الذي تم الاعتراض عليه بحق النقض أمس الأول”. وأضافت رايس أن مد عمل البعثة سيسمح لبعثة مراقبي الأمم المتحدة في سوريا بالانسحاب بأمان وبشكل منظم. وتابعت أنها تشك في أن السلطات السورية ستتوقف عن استخدام الأسلحة الثقيلة أو أن العنف سيتراجع بما يكفي لينظر مجلس الأمن في مسألة تجديد مهمة البعثة لما بعد الثلاثين يوماً المقررة. إلى ذلك، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أمس، الدول الكبرى الغربية من القيام بأي تحرك ضد النظام السوري خارج إطار مجلس الأمن. ونقلت وكالات الأنباء الروسية عن المتحدث باسم الرئاسة ديمتري بيسكوف قوله “إنه في نظر الرئيس الروسي، فإن أي محاولة للتحرك خارج مجلس الأمن ستكون غير مجدية وستؤدي فقط إلى تقويض سلطة هذه المنظمة الدولية”. وأوضح المتحدث أن بوتين عبر عن وجهة نظره هذه خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي الروسي. وأضاف أن روسيا ترفض الاتهامات الغربية لها بأن “الفيتو” الذي استخدمته الخميس ضد مشروع قرار غربي يهدد بفرض عقوبات على النظام السوري إذا لم يسحب أسلحته الثقيلة من المدن، سيؤدي إلى استمرار دورة العنف في سوريا، وقال “إن أعضاء مجلس الأمن القومي الروسي شددوا على أن محاولات ربط تصاعد التوترات في سوريا بالموقف الروسي، هي محاولات خاطئة تماماً وغير مقبولة”. وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية الكسندر لوكاشيفيتش قال في وقت سابق “إنه من غير المقبول إطلاقاً السعي لإلقاء مسؤولية الوضع في سوريا على روسيا بسبب استخدامها الفيتو”. وأضاف في مؤتمر صحفي “إنه وبدلاً من تلميحات فظة حول السياسة الروسية، كان من الأفضل لو قام شركاؤنا الغربيون بشيء على الأقل لحث المعارضة المسلحة على الموافقة على حل سياسي”. وتابع “أن تصريحات بعض ممثلي الوفود الغربية بأن هجمات دمشق الإرهابية تؤكد ضرورة الضغط على النظام، بدت وقحة في أقل تقدير”، مشدداً على أنه بهذه الطريقة نبرر الأعمال الإرهابية. وقال “إن تسوية النزاع السوري لا يمكن أن تتم بتصعيد العنف والهجمات الإرهابية”، معتبراً أنه ليس هناك سوى حل واحد هو خطة عنان واتفاق جنيف في 30 يونيو الماضي. ورأى أن أي رغبة من الولايات المتحدة في الالتفاف حول مجلس الأمن يمكن أن تشكل إشارة مثيرة للقلق فعلاً. وانتقدت روسيا الولايات المتحدة بشدة بسبب تصريحات للسفيرة الأميركية بالأمم المتحدة، تحدثت فيها عن خطط للعمل مع شركاء خارج مجلس الأمن للضغط على الحكومة السورية. وقال ألكسندر لوكاشفيتش المتحدث باسم وزارة الخارجية في إفادة صحفية أسبوعية “إذا كانت مثل هذه التصريحات ومثل هذه الخطط تدخل في إطار سياسة فعلية، فأعتقد أن هذه إشارة مثيرة للقلق جداً جداً بالنسبة لنا جميعاً”. لكن على الرغم من الموقف الروسي المتشدد، ذكرت وكالة “انترفاكس” نقلاً عن مصدر عسكري ودبلوماسي أن “روسيا قررت إرجاء تسليم ثلاث مروحيات قتالية إلى سوريا حتى عودة الوضع الطبيعي في البلاد”. وتابع المصدر أن قرار إرجاء تسليم المروحيات طراز “ام آي 25” مرتبط بتدهور الوضع العسكري والسياسي وبالاعتداء الإرهابي الأربعاء في دمشق الذي قتل فيه عدد كبير من القادة العسكريين الكبار، وتكثف الأعمال العسكرية للمعارضة”. وأضاف “إنه في هذه الظروف لا تستطيع السلطات ضمان تسلم المروحيات بكل أمان، مؤكداً أن المروحيات وأنظمة الدفاعات الجوية ستسلم إلى سوريا بعد عودة الوضع إلى طبيعته هناك”. من جهتها، أعلنت الولايات المتحدة أمس أنها ستستمر في تقديم دعم سياسي لا يؤدي إلى القتل للمعارضة السورية، وستعمل مع مجموعة أصدقاء الشعب السوري لإنهاء الصراع الدائر في سوريا. وقالت رايس “إن أيام الرئيس الأسد معدودة”. وذكرت “سنقوي ونكثف من عملنا مع دول من خارج مجلس الأمن، خاصة أصدقاء الشعب السوري”، مضيفة أن هذه المجموعة تطالب بإجراءات قوية من جانب الأمم المتحدة ضد دمشق، غير أنها أشارت إلى عدم إمكانية تلبية هذا الطلب نظراً لحق الفيتو “الذي تستخدمه روسيا والصين”. وقالت إن الولايات المتحدة ستزيد من حجم معونتها الإنسانية. وفي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني ويليام هيج إن روسيا سوف تندم على قرارها الخميس برفض قرار مجلس الأمن بشأن سوريا. وحذر من أنه من المحتمل الآن أن تزيد الدول إمداداتها العسكرية للمعارضين، وأضاف “إن مصالح روسيا في الشرق الأوسط سوف تعاني على المدى البعيد نتيجة لذلك”. وتابع قائلاً في حوار مع هيئة الإذاعة البريطانية “سوف نبذل جميعنا المزيد خارج مجلس الأمن، ونكثف عملنا لدعم المعارضة السورية وتقديم المساعدة الإنسانية”. وأوضح أن بلاده ستقدم دعماً عملياً للمعارضة، لكن ليس بالسلاح. وأضاف “في نزاعات الشرق الأوسط كافة، كانت سياستنا تقوم على عدم إرسال مساعدات مميتة للأطراف المنخرطة في النزاع”، لكنه مع ذلك لم يستبعد أي خيار في المستقبل حيث لا أحد يعرف كيف ستتطور الأمور”. وفي برلين، استبعد وزير الدفاع الألماني توماس دي ميزير مجدداً إرسال مهمة عسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بتفويض من الأمم المتحدة إلى سوريا لإنهاء النزاع هناك. وقال “إن المجتمع الدولي لا يزال حتى الآن بعيداً عن إصدار قرار من مجلس الأمن بشأن سوريا، ومثل هذه المهمة صعب تنفيذها من منظور عسكري”. وأضاف “إننا نتحدث هنا عن نزاع معقد جداً، في الواقع عن حرب مدن، والتدخل العسكري الخارجي في مثل هذه الحرب سيحتاج إلى تكلفة باهظة وسيسفر عنه خسائر فادحة”، موضحاً أن الولايات المتحدة استخدمت 250 ألف جندي لدخول العراق، وأن التدخل العسكري من الجو لن يفيد في السيطرة على النزاع السوري. وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد أعرب عن أسفه الشديد لعدم تمكن مجلس الأمن من إصدار قرار حول الوضع الذي يتدهور سريعاً في سوريا. وقال المتحدث مارتن نيسيركي “إن التصويت الخميس مخيب للأمل، في حين كان المطلوب تحديداً مزيداً من العزم والضغط لتحقيق الأهداف التي حددها مجلس الأمن، وبينها وقف العنف والبدء بانتقال سياسي في سوريا”.
المصدر: عواصم
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©