السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

إنتر العراقة.. ليل وسماء وهوية بلا عنصرية !

إنتر العراقة.. ليل وسماء وهوية بلا عنصرية !
24 أكتوبر 2018 00:11

دبي (الاتحاد)

للتاريخ قيمة تتجاوز استدعاء مشاعر الفخر تحت وطأة الواقع المؤلم، ومن هذا الإطار يحق لعشاق الإنتر التمسك بآمال العودة إلى مصاف الكبار، فالنادي الإيطالي العريق يملك تاريخاً كبيراً لم تغب الإثارة عن تفاصيله أبداً، وتزامناً مع بارقة الأمل في عودته من جديد إلى مصاف أندية القمة في دوري الطليان، وكذلك خطواته الناجحة في دوري الأبطال حتى الآن، يمكن القول إن التاريخ والجماهيرية هما وقود معركة العودة من جديد.
يملك الإنتر في رصيده 18 لقباً للدوري الإيطالي، و3 بطولات لدوري الأبطال، وثلاثية لمونديال الأندية، منها واحدة بالمسمى الجديد حصل عليها في أبوظبي عام 2010، وثنائية حينما كانت تحمل اسم إنتركونتننتال حصدها في ستينيات القرن الماضي، وهي حقبة المجد والتاريخ في عهد إنجيلو موراتي إمبراطور تجارة النفط، وأحد أشهر أثرياء إيطاليا، ووالد ماسيمو موراتي الذي أعاد مجد النادي، وبلغ به قمة الإنجاز بالحصول على خماسية 2010، وهي الدوري والكأس ودوري الأبطال، وسوبر إيطاليا، ومونديال الأندية.
بالعودة إلى حقبة الأب بين عامي 1955 و1968، فقد توهج الإنتر بجلب اللاعبين أصحاب القدرات الخاصة، فضلاً عن بناء النادي وتطوير بنيته التحتية وفقاً لأعلى معايير الجودة في وقتها، وهو ما يشهد عليه مركز تدريبات الفريق أبيانو جنتيلي، كما استعان النادي بأحد أكثر المدربين تأثيراً في تاريخ كرة القدم، وهو الأرجنتيني هيلينيو هيريرا الذي قاد الإنتر للفوز بالدوري أعوام 1963 و1965 و1966، والبطولة الأوروبية عامي 1964 و1965.
تاريخ الإنتر لا يرتبط بحقبتي الأمجاد والبطولات في عهد موراتي الأب، وحقبة موراتي الابن فحسب، بل إن للنادي قصة تاريخية مثيرة في مرحلة التأسيس التي جاءت عام 1908، بعد أن انشق عدد من أبناء نادي الميلان اعتراضاً على العنصرية التي ظهرت في رفض وجود اللاعب الأجنبي في إيطاليا، وفي ليلة 9 مارس 1908 استوحى الرسام والفنان الإيطالي جورجيو موجياني ألوان قميص النادي من السماء بلونها الأزرق، والليل الذي يرمز إلى اللون الأسود، والأهم من ذلك أنهم أطلقوا على الكيان الجديد اسم إنترناسيونالي، وتختصر إلى الإنتر، ولم تتم إضافة كلمة ميلانو إلا في حقبة الستينيات من القرن الماضي.
الإنتر اسم يرمز إلى الهوية العالمية التي ترفض العنصرية، وهي الهوية الأساسية التي يتمتع بها الإنتر على مدار تاريخه، فهو الأكثر جلباً للمواهب الأجنبية، وعلى الرغم من أن أقوى دوريات العالم، ومن بينها دوري الطليان، لم تصنع شهرتها إلا بوجود اللاعب الأجنبي، إلا أن الإنتر يحسب له أنه سبق الجميع في هذا الجانب، وأصر على أن يحتفظ بهذه الهوية طوال تاريخه الكروي.
ولم يكن ممكناً أن يبتعد الإنتر بتاريخه الكبير عن تجاذبات السياسة، فقد تم إجبار النادي على تغيير هويته العالمية في عهد بينيتو موسوليني، ليتغير الاسم إلى أمبروزيانا إنتر بعد دمجه مع فريق آخر، وكذلك تغيرت ألوان قمصانه، وكثير من ملامح هويته الإنتراوية، ثم عاد من جديد عقب نهاية الحرب العالمية الثانية عام 1945 لاسم الإنتر، واستعاد قميصه الأزرق والأسود الذي يحاكي قصة الفنان الذي استوحى ألوانه من الليل والسماء.
وعلى الرغم من هويته التي ترفض العنصرية، وتنحاز للانفتاح على العالم، وجلب المواهب لصفوف الفريق من دون النظر إلى جنسيتها، إلا أن ذلك لا يعني تجاهل الإنتر لهويته الإيطالية والميلانية، فقد اتخذ النادي من الأفعى شعاراً ورمزاً له، وهو شعار النبلاء الذي تشتهر به مدينة ميلانو وعائلاتها العريقة، التي كانت تحكم المدينة قبل 750 عاماً، وهو شعار لمدينة ميلانو.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©