الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

الكاتب الأميركي جيم هاريسون سابحاً في النهر

الكاتب الأميركي جيم هاريسون سابحاً في النهر
13 أغسطس 2014 22:19
يحتوي كتاب الأميركي الكبير جيم هاريسون المولود عام 1938 على قصتين طويلتين. الأطول منهما حملت عنوان: «السابح في النهر». بطل هذه القصّة الذي يدعى «ضاد» أمضى فترة من حياته على ضفاف النهر يصطاد السمك، ويسبح في الصيف، ويتجول في المركب في بقيّة الفصول. في سنّ السابعة عشرة، أحبّ فتاة تدعى فراندلي فرانك غير أن أباها غضب غضبا شديدا عندما اكتشف ذلك، وأمره بحزم أن يبتعد عن ابنته وإلاّ فإن العاقبة ستكون وخيمة. بعدها أحبّ «ضاد» فتاة تدعى إميلي، وهي ابنة مقاول ثريّ، ومعها تبدأ حياته الحقيقية التي أرادها أن تكون على ضفاف النهر وسط الطبيعة الساحرة بعيدا عن صخب المدن. وفي حوار أجري معه مؤخرا في صحيفة «لوموند» الفرنسيّة قال جيم هاريسون أنه نشأ وسط الطبيعة. لذلك كان يرى أنه لا يختلف عن العصافير وعن الأسماك. ومرة سأل والده عن الفرق بين الحيوانات وبين البشر فأجابه قائلا: «هي ـ أي الحيوانات ـ تعيش في الخارج ونحن نعيش في الداخل». لذلك هو يحسّ دائما أن الطبيعة هي بيته المثالي. ومنذ عقود طويلة، اختار جيم هاريسون، خصوصا بعد حصوله على الشهرة، أن يعيش في بيت ريفي تحيط به الغابات والسهول الشاسعة. وهو يحب صيد الطيور، والسباحة في النهر. والتجوّل في الغابة في أوقات الفراغ. كما أنه يستهوي التفكير والتأمّل وهو جالس أمام الأفق العريض المنفتح أمامه. وعندما يكون في مثل هذه الهيئة، ينسى مشاكل العالم، والحروب المشتعلة هنا وهناك، والسباق المحموم نحو الثروة والجاه والمجد. ففي قلب الطبيعة ينسى الإنسان وحشيّة الإنسان الآخر، وأنانيّته المفرطة، وأمراضه المعقّدة. ويضيف جيم هاريسون قائلا: «أنا أعجب من أمر شيوخ وعجائز أثرياء يملكون شققا هائلة الاتساع في قلب مدن كبيرة مثل نيويورك، ودائما يتذمّرون، يريدون المزيد! أما أنا فأكتفي بالعيش في قلب الطبيعة بصحبة الكتب والموسيقى التي تعجبني». وعن المشاكل الجنسية التي تكثر في قصصه ورواياته، يقول جيم هاريسون: «حياة الأميركييّن الجنسيّة تقليدية لذا هي مثيرة للحيرة. وأنا أتجادل دائما مع الناشرين بخصوص بعض المشاهد الجنسية في رواياتي، وفي قصصي. فهم يعيشون في نيويورك ولا يقرأون سوى «النيويورك تايمز» من دون أن تكون لهم أدنى فكرة عن حالات الفسق والفجور في ثقافتنا. وهم لا يقرأون الصحف المحليّة التي تتحدث عن جرائم وأحداث غريبة، وعن علاقة جنسية بين قسّ وفتاة في الثالثة عشرة من عمرها. وأعتقد أن الجرائم الجنسية كانت دائما وأبدا موجودة في كلّ الثقافات والحضارات رغم القوانين، ورغم التعاليم الأخلاقيّة». وعن الشيخوخة والكتابة يقول جيم هاريسون: «الأفضل أن يتجاوز الكاتب أناه عندما يتقدم في السن. فالبساطة والتواضع هما سمتا المبدع الحقيقي. وأنا سعدت جدا عندما بلغني أن فيليب روث فضّل في النهاية الانقطاع نهائيّا عن الكتابة. أما أنا فلست قادرا على أن أفعل ذلك لأني لا أجد للحياة مذاقا ومعنى من دون الكتابة». ويضيف جيم هاريسون قائلا: «لست خائفا لا من الشيخوخة ولا من الموت. فأنا الآن عجوز ودائما أقول في ما بيني وبين نفسي: «لا أحد ينجو من الموت!». وكل كائن حيّ مكتوب عليه أن يقضي ذات يوم».
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©