حاول النرويجيون أمس العودة إلى قدر من الحياة الطبيعية بعد المذبحة المروعة التي نفذها متشدد من أقصى اليمين، لكن إخلاء محطة القطارات المركزية في العاصمة أوسلو أمس أصاب الجو العام بالتوتر. ونقل آندرس بيرينج بريفيك المتهم بتنفيذ مذبحة النرويج الأسبوع الماضي في النرويج مساء الثلاثاء إلى سجن قرب أوسلو، بينما استمرت تحقيقات أجهزة الأمن النرويجية في تتبع الاتصالات التي قام قبل تنفيذ العمل الإرهابي، بالتعاون مع عدة دول أوروبية أخرى، لتحديد وجود خلايا إرهابية أخرى داخل النرويج أو خارجها.
وأخليت محطة القطارات المركزية في أوسلو وتوقفت خدمة القطارات والحافلات بعد العثور على حقيبة مثيرة للشبهات في وقت مبكر من صباح أمس. وقالت وكالة الأنباء النرويجية إن شخصاً ما وضع الحقيبة على حافلة متجهة إلى المطار قرب خط القطارات رقم 19 وتركها وغادر المكان. وطوقت سيارات الشرطة والإطفاء المحطة. لكن الشرطة قالت إن الحقيبة المريبة التي نقلتها من حافلة في محطة القطارات المركزية في العاصمة أوسلو باستخدام إنسان آلي لا تشكل أي خطورة. وفي إنذار كاذب آخر عدلت الشرطة قولها إنها تبحث عن رجل له صلة ببريفيك لتقول إنها تريد احتجاز رجل مختل لا علاقة له بالقاتل.
ونقل آندرس بيرينج بريفيك المتهم بتنفيذ مذبحة النرويج الأسبوع الماضي في النرويج مساء الثلاثاء إلى سجن قرب أوسلو، فيما تحقق أجهزة الأمن النرويجية بالتعاون مع دول أوروبية أخرى في تتبع صلات آندرس الدولية. ومزاعم آندرس بوجود “خليتين أخريين” تنشطان في النرويج. وفي مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية “بي.بي.سي” قالت رئيسة الشرطة رئيسة المخابرات المحلية النرويجية جان كريستيانسين إنه “حتى الآن، ليست لدينا أي أدلة بشأن وجود خلايا في بريطانيا أو النرويج”.
وأضافت “ليس لدينا أي مؤشرات على أنه جزء من حركة أوسع نطاقاً أو أنه يتصل بخلايا أخرى أو أن هناك خلايا أخرى”. وقالت إنها تعتقد أن القاتل آندرس بيرينج بريفيك عمل بمفرده عندما قتل 76 شخصاً بحادث إطلاق نار يوم الجمعة في معسكر لشباب حزب العمال الحاكم، وتفجير سابق في منطقة الهيئات الحكومية بالعاصمة أوسلو. وأشارت إلى أن السلطات النرويجية على “اتصال وثيق” مع السلطات في دول أخرى. وشككت في مزاعم محامي القاتل الذي قال إن كل الاحتمالات تشير إلى أن موكله مجنون.
وأعلنت الشرطة أمس العثور على كميات من المتفجرات مخزنة داخل المزرعة التي يمتلكها آندرس، وأنها أتلفتها في تفجير محكوم. ولم تعلن الشرطة عن كمية أو نوعية المتفجرات. من جهة أخرى، ذكرت صحيفة “أفتنبوستن” النرويجية أمس أن سيارة مؤجرة استخدمها المتهم نرويجي بتنفيذ هجومي الأسبوع الماضي، كان الخيط الذي قاد الشرطة إلى التوصل سريعاً لشخصية مرتكب الهجومين. وذكرت “أفتنبوستن” أن صورة التقطتها كاميرا المراقبة الأمنية للسيارة المستخدمة في التفجير ساعدت الشرطة في الوصول إلى الشركة المؤجرة للسيارة ومن ثم التوصل إلى المستأجر.
عدد اليوم
