السيد سلامة:
أكد معالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي رئيس جامعة زايد على خطورة الأزمة المالية التي تعاني منها جامعة زايد إذ لاتزال الميزانية المخصصة للجامعة كما هي منذ ثلاث سنوات في حين أن أعداد الطالبات الراغبات في الالتحاق بالجامعة في تزايد سنويا مشيرا معاليه الى أنه بالرغم من خطورة هذه الأزمة فأن الجامعة ستظل حريصة على مواصلة استراتيجية التميز الأكاديمي ، كما أن جهودا تبذلها الجامعة للتغلب على هذه الأزمة قد تؤتي ثمارها خلال الفترة المقبلة·
جاء ذلك في كلمة معاليه صباح أمس خلال افتتاح الملتقى السنوي التاسع للجامعة الذي يستمر على مدى يومين بقصر الإمارات في أبوظبي بحضور كل من سعادة الدكتور سعيد حمد الحساني وكيل وزارة التعليم العالي والبحث العلمي ، سعادة الدكتور سليمان الجاسم مدير الجامعة ، سعادة الدكتور طيب كمالي مدير كليات التقنية العليا وعدد من السفراء ومديري الجامعات وخبراء التعليم في العالم· يأتي الملتقى هذا العام تحت شعار التعليم والتعلم في القرن الواحد والعشرين ويستضيف البروفيسور ديفيد براون نائب رئيس جامعة ويك فوريست الأميركية وعميد المركز الدولي لعلوم الكمبيوتر·
وأكد معالى الشيخ نهيان بن مبارك في كلمته على أن جامعة زايد وبتوفيق من الله قد بلغت في تاريخها القصير مرحلة ملحوظة ومهمة من النضج والنماء وهذا بالطبع انما يدعونا جميعاً إلى ان نعتز بالانتماء لها، بل والفخر بما تحقق ويتحقق فيها على طريق العمل الجامعي المتطور والمتميز·
ولكن علينا أن ندرك تماماً انه على الجانب الآخر قد نرى أحياناً أن اكتمال عدد من الانجازات قد يؤدي بالمؤسسة الى القناعة بما تحقق أو الى التقوقع والانكفاء على الذات وهنا موطن الخطر لأن التطور يتوقف في هذه الحالة وينشأ مناخ هش لا يشجع على استمرار النمو أو الارتقاء·
وإزاء ذلك كله فإننا نحمد الله على أن انجازاتنا دوماً وخلال الأعوام السابقة كانت تدعونا الى المزيد وتجعلنا باستمرار نؤكد بالقول والفعل معا كل الأهداف وكافة الالتزامات التي تشكل طبيعة مسيرة الجامعة في الحاضر والمستقبل على السواء·
وأشار معاليه الى أن نجاح الجامعة انما يعود بتوفيق من الله الى الدعم القوي الذي تتمتع به من قيادات الدولة ومن فعاليات المجتمع وعلى كافة المستويات إننا نعتز كثيراً بدعم صاحب السمو الوالد الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' ونقدر أكثر توجيهاته وحرصه على أن تكون جامعة زايد وبصفة دائمة مثالاً في الأداء والانجاز·
كما اننا نشكر كذلك صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي ونعبر له عن تقديرنا الكبير لما تلقاه جامعة زايد من دعم وتأييد على كافة المستويات في دبي·
كما نشكر ايضاً الفريق اول سمو الأخ الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ونحيي تأكيده المستمر بتوفير كافة الامكانات اللازمة لتكون جامعة زايد بحق جامعة عالمية مرموقة·
ويطيب لي في هذا المجال أن أهنئكم بانتقال الجامعة هذا العام الى الحرم الجامعي الجديد في دبي وهو حرم يضم مرافق متميزة سوف تسهم بإذن الله في تشكيل مستقبل أكثر ازدهاراً لهذه الجامعة إن هذا الحرم تصميماً وتنفيذاً لا يعني فقط مجرد انتقال مادي من مكان الى مكان ولكنه في الوقت نفسه له دلالته الكبيرة في الانتقال بالجامعة من مرحلة الى مرحلة تسعى فيها الى أن تكون بالفعل مثالاً مرموقاً وعملياً للجامعة الوطنية الرائدة والناجحة·
وانتهز هذه المناسبة لأشكر كثيراً حكومة دبي وديوان صاحب السمو الحاكم وبلدية دبي على جهودهم المقدرة في إنشاء وتأثيث هذا الحرم الجامعي الجديد على هذا النحو الرائع الذي سوف يجعل من جامعة زايد مركزاً أصيلاً للتعليم والبحث العلمي وخدمة المجتمع·
وأوضح معاليه الى أن انتقال الجامعة الى الحرم الجامعي الجديد انما يمثل جانباً من مرحلة النضج والنماء التي بلغتها هذه الجامعة، والتي اشرت اليها في بداية هذا الحديث· كما تعلمون فإن المؤسسات الناضجة تتسم بعدد من الملامح والصفات·
وأوضح معاليه أن العام الجامعي الجديد يتضمن عدداً من عناصر العمل الأساسية هي:
أولاً: يجب أن تستمر المناهج ونظم العمل ومتطلبات الأداء في كل كلية بالجامعة على نفس المستوى إن لم تزد عن الكليات النظيرة في الجامعات المرموقة في العالم، بحيث يمتد التطوير دائماً ليشمل كافة أوجه تعليم الطلبة·
ثانياً: أود توجيه نظركم الى ضرورة المراجعة المستمرة لنظم واجراءات تقييم عمل الطالبات في الجامعة بحيث تعتمد هذه النظم والاجراءات على معايير محددة وواضحة ونظم فعالة للقياس وادوات ناجحة لتقييم الاداء·
ثالثاً: أريد أن أشير أيضاً الى أهمية استمرار الجامعة في استقطاب وتعيين نوعيات عالمية متميزة من أعضاء هيئة التدريس في كافة التخصصات·
رابعاً: اننا ملتزمون تماماً بل ومسؤولون مسؤولية مطلقة عن مساعدة خريجات الجامعة في ايجاد الوظائف المناسبة لهن والتي تحقق استفادة الوطن من مؤهلاتهن وكفاءتهن سواء بسواء·
خامساً: علينا في العام الجديد أن ندعم جهود الجامعة في مجال التعليم المستمر وأن نؤسس في سبيل ذلك علاقات التعاون والعمل المشترك مع كافة مؤسسات المجتمع وهيئاته· بحيث نجعل من جامعة زايد مشاركاً مهماً في عمليات التنمية البشرية المستمرة في الدولة بما يفي بالاحتياجات المتزايدة لبرامج التعليم والتدريب - نفيد في ذلك من موقع الجامعة في كل من أبوظبي ودبي وما يوفره كل موقع من فرص أكيدة لقيام جامعة زايد بأدوارها المرتقبة والرئيسية في هذا المجال·
وعلينا أيضاً أن نستمر في مسيرتنا نحو دعم جهود البحث العلمي في الجامعة وربطها بالقضايا ذات الأولوية في مسيرة المجتمع·
واشار معاليه الى عدد من التحديات المهمة التي يجب أن تكون على قمة أولوياتكم في العام الجديد حيث ان قدرة الجامعة على النجاح في مواجهة هذه التحديات وتحقيق تلك الأهداف انما يرتبط بأمرين أساسيين هما:
الأول: الحاجة الى التوسع العاجل في حرم الجامعة في أبوظبي، لاستيعاب الاعداد المتزايدة من الطالبات·
الثاني: الحاجة الى زيادة ميزانية الجامعة نظراً لأن هذه الميزانية ثابتة منذ سنوات في نفس الوقت الذي تتزايد فيه اعداد الطالبات الملتحقات بالجامعة كل عام مع الزيادة الملحوظة في الأجور والأسعار وايجارات المساكن في كل من أبوظبي ودبي انني أطمئنكم اننا ندرس هذه القضايا ونقوم بجهود لايجاد الحلول لها، وأتوقع ان يشهد هذا العام حلولاً مناسبة وعلى قدر الإمكان، ودعوني أنتهز هذه المناسبة لأشير الى ما يعرض عليّ من مراسلات من بعض أعضاء هيئة التدريس والعاملين في الجامعة يعبرون فيها عن قلقهم البالغ لقصور الميزانية وكيف ان هذا الوضع يعوق مسيرة الجامعة وتحقيقها لأهدافها ويتقدمون فيها بمقترحات لإيجاد الحلول الملائمة انني أقدر كثيراً هذه المراسلات واعتبرها احدى ميزات الشفافية في عمل الجامعة·
وقال معاليه: لقد طلبت من مدير الجامعة أن يولي هذا الأمر أهمية خاصة وسوف يشهد العام الجديد بإذن الله جهوداً مكثفة مع الجهات المعنية لزيادة ميزانية الجامعة والبحث عن مصادر تمويل اضافية·
عدد اليوم
