إعداد - عدنان عضيمة:
أصبح الصراع الدائر في أسواق الأجهزة المحمولة يحسم لمصلحة أولئك الذي يبتدعون الأفكار الجديدة الأكثر انسجاماً مع أمزجة المستهلكين· ولم تكن شركة موتورولا الأميركية غافلة عن هذه الحقيقة حيث أعلنت قبل ايام قليلة عن ابتكار جديد في ميدان التركيب المادي للهواتف المحمولة يمكنه أن يزيدها رشاقة ونعومة وخفّة· ويأتي هذا التوجه الجديد بعد أن تساءل خبراء الشركة: لماذا نجد الهواتف الخليوية على مثل هذا السمك الكبير والوزن الزائد؟، أليس من الممكن إخضاع ''الموبايل'' لـ''ريجيم'' قوي يجعله أكثر نعومة ومن دون أن يفقد شيئاً من فعاليته وسرعته في الأداء؟
وينقل تقرير كتبته ريبيكا بار في صحيفة '' ذي وول ستريت جورنال''، عن إيد زاندير كبير المدراء التنفيذيين في شركة موتورولا ما أشار إليه من أنه يعتقد جازماً بأن الجيل الجديد من الهواتف المحمولة ذات الثمن الرخيص والسمك القليل سوف يساعد الشركة على زيادة عوائدها كما سيضمن لها الفوز في جولة التنافس في الأسواق التي دأبت شركة نوكيا على الاستئثار بها؛ وخاصة في الأسواق الناشئة الكبرى ذات النمو السريع كما في الصين والهند·
وعلى أن ''موتورولا'' التي تعد ثاني أكبر منتج للموبايل في العالم بعد شركة نوكيا، سوف تبدأ بطرح جهازها الجديد ''موتوفون'' Motofone في الأسواق العالمية الشهر المقبل؛ وهو الأقل سمكاً من بين كل أنواع أجهزة الموبايل التي صنعت من قبل حيث يبلغ سمكه ثلث بوصة (8,5 ميليمتر)· ويذكر في هذا الصدد أن موتورولا لا بد أن تكون قد استفادت من تجربة أكثر تواضعاً أطلقتها قبل بضع سنوات عندما طرحت في الأسواق سلسلة (رازر) Razr من الهواتف المحمولة والتي يبلغ سمك كل منها 0,5 بوصة (1,26 سنتمتر)؛ إلا أن الجهاز الجديد ''موتوفون'' يستخدم قطعاً أقل ولكنه أكثر فعالية، ويحمل الكثير من الوظائف الجيدة، وهو مجهز ببرنامج تطبيقي يتميز بفعالية عالية· وتهدف هذه الخصائص أيضاً إلى تخفيض تكاليف التصنيع وسعر البيع للمستهلكين·
ويعني هذا التطور أيضاً بالنسبة لشركة موتورولا أن عدد أجهزة الموبايل التي تقذف بها خطوط إنتاجها إلى الأسواق سوف يرتفع مع ابتكار الجهاز الجديد ''موتوفون''، إلى 15 جهازاً في الثانية الواحدة بعد أن بلغت 5 أجهزة في الثانية في حالة الجهاز السابق ''رازر''· وتحتاج الشركة إلى هذه الزيادة في الإنتاجية حتى تحقق الأهداف المسطرة لبلوغ نسبة في نمو الإنتاج تتراوح بين 13 و15 بالمئة؛ وهو الهدف الذي فشلت سلسلة ''رازر'' في تحقيقه منذ بدأ إنتاجها في عام ·2004
وفيما تجنب مسؤولو شركة موتورولا تحديد موعد محدد لبلوغ هذا الهدف، إلا أنهم أعربوا عن ثقتهم في أنهم وجدوا في ''موتوفون'' ضالتهم المنشودة لبلوغه حيث يشير زاندير في هذا الصدد إلى التنافس الحامي مع شركة نوكيا حين يقول: ''هذه هي فرصتنا للحاق بها· ونحن نعلم تمام العلم كيف يمكن للمنافس الشرس أن يقفز إلى المرتبة الأولى· ويكمن أحد أسرار النجاح في الذهاب إلى الأسواق الناشئة وإثبات الوجود فيها بأجهزة فعالة تباع بأسعار منافسة''·
وحتى بعد أن تمكنت موتورولا من بيع أكثر من 50 مليون جهاز موبايل من طراز ''رازر''، بقي هناك بعض القصور المسجل من حيث الأرباح الصافية التي يتم تحقيقها والتي تساوي هنا ببساطة الفارق بين سعر التكلفة الإجمالية وقيمة المبيعات· وقال رون جاريكيز رئيس وحدة إنتاج الموبايل في شركة موتورولا: ''سوف يكون الجهاز الجديد موتوفون الأسرع في العالم من حيث الزمن المنقضي بين ابتكاره وإنتاجه· وهو الذي سيحقق لنا القفزة النوعية التي نعتزم تسجيلها في الأسواق''·
ومع هذا الكمّ الضخم من التفاؤل الذي تنضح به زوايا وأركان شركة موتورولا بعد ابتداع موتوفون، يمكن للمرء أن يسمع بعض الأصداء الأقل تفاؤلاً حيث قال إيندير سينج المحلل الاقتصادي في مجموعة ''بودينشيال إكويتي جروب'' أن زيادة عوائد المشاركة في الأسواق الناشئة الضخمة كالهند والصين تنطوي على الكثير من الصعوبات لأن الخبرة المستقاة من واقع هذه الأسواق تفيد بأن الدخول الجديد إليها يتضمن زيادة غير متوقعة في التكاليف النهائية للمنتج· وأما شركة نوكيا فإن لها باعاً طويلاً مع مشاكل هذه الأسواق، ولهذا فإنها تبدو أصلب عوداً في مجال القدرة على جني الأرباح منها·
وفيما تقرر أن يكون هناك إصدار خاص غالي الثمن من مجموعة ''رازر'' يضم كاميرا متطورة ، إلا أن سعر النسخة العادية سوف يكون منخفضاً للحد الذي يضمن له الاستئثار بكل الأسواق العالمية· وتقول مصادر الشركة أنها تلقت حتى الآن طلبات لشراء بضعة ملايين من الجهاز الجديد ''موتوفون'' من بينها مليوني جهاز للهند وباكستان وبنجلادش· وتوقع زاندير أن يبلغ سعر بيع الجهاز الواحد 35 دولاراً (129 درهماً) في الأسواق الناشئة للهند والصين وغيرهما من الدول الآسيوية· ويذكر أيضاً أن موتورولا لم تعمد حتى الآن إلى تحديد سعر جهازها الجديد· ولا يشك خبراء الشركة بأن ''موتوفون'' سوف يصبح موضة العصر بالنسبة لمئات ملايين الآسيويين الذين سيجدون فيه السعر المناسب والوظائف التي يحلمون بها·
عدد اليوم
