وصلت شركة “تويوتا” للسيارات إلى قناعة إجراء تحول بالغ الأهمية في استراتيجية مبيعاتها المحلية بتوفير سيارات اقل سعراً وحجماً وتقنيةً لعملائها اليابانيين، وذلك بحلول العام المقبل.
وقامت الشركة خلال العقدين الماضيين بتغيير كبير في سوقها المحلي بالرغم من المعارضة القوية التي تواجهها من قبل اليابانيين بسبب ذلك التغيير، ونتيجة لحالة الضعف الكبير التي يعاني منها الاقتصاد الياباني حالياً، تشكل السيارات الصغيرة الرخيصة نحو 40% من مبيعات السيارات الجديدة مقارنة بأقل من الربع في عام 1990.
وتعكس الشعبية التي حققها هذا النوع من السيارات مدى ضعف عمليات “تويوتا” في اليابان، والتي تعرضت لخسائر بلغت نحو 225 مليار ين (2,7 مليار دولار) في السنة الماضية، وقاومت “تويوتا” حتى الآن بيع السيارات الصغيرة المعروفة محلياً باسم “كي جيدوشا” خوفاً من تشويه علامتها التجارية الراقية. وبدلاً من ذلك، تركت هذه الشريحة من السيارات لشركة “دايهاتسو” التي تملك أغلبية أسهمها والتي تعتبر شركة مستقلة ذات شبكة منفصلة من المبيعات.
ويقول يوشيرو إيشيمارو نائب مدير تويوتا التنفيذي عند إعلانه هذا القرار “في حقيقة الأمر يجيء هذا القرار نتيجة للطلب الكبير والمتزايد من قبل المستهلكين للسيارات الصغيرة”.
ومن مميزات السيارات الصغيرة بالإضافة إلى حجمها، أنها لا تكلف ضرائب كثيرة وكذلك قلة متطلبات التأمين والفحص، وفي كثير من مدن اليابان، فإن مالك هذا النوع من السيارات ليس مطالبا بإبراز الترخيص الدائم الخاص بمواقف السيارات، وحتى تكون السيارة من صنف “كي جيدوشا” ينبغي ألا يتعدى طولها 3,4 متر ومحركها لا تزيد سعته على 660 سي سي. وتوفر “هوندا” و”نيسان” سيارات صغيرة بالفعل الآن، تقوم بصناعة معظمها شركات صناعة الفئة الثانية من السيارات مثل “سوزوكي” و”ميتسوبيشي”.
وتخطط “تويوتا” لأن تعهد بصناعة السيارات الصغيرة لشركة “دايهاتسو” التي ستقوم بصناعة ثلاثة موديلات لها بدءاً من خريف العام القادم، حيث تتوقع أن تبلغ مبيعاتها منها في 2012 نحو 60,000 سيارة.
ويذكر أن تسجيل السيارة في اليابان، فضلاً عن الضرائب المرتبطة بوزنها، تضيف مئات الآلاف من الينات لتكلفة شرائها، بالإضافة إلى ضريبة الاستهلاك العادية المفروضة على كل السيارات بغض النظر عن أنواعها. وعندما علقت الحكومة بشكل مؤقت بعض أنواع الضرائب على السيارات ذات الانبعاثات الكربونية المنخفضة في العام الماضي، ارتفعت المبيعات الكلية للسيارات لمستويات لم تبلغها منذ عقود من الزمان. لكن صلاحية ذلك الإعفاء تنتهي بنهاية هذا الشهر الحالي.
ويقول كوجي إيندو المحلل لدى الأبحاث اليابانية المتطورة “من المنتظر أن يعود سوق السيارات إلى ركوده مرة أخرى مع انتهاء برنامج دعم السيارات “الخضراء”، وليس أمام “تويوتا” خيار آخر غير اللجوء إلى السيارات الصغيرة”.
نقلاً عن: فاينانشيال تايمز
ترجمة: حسونة الطيب
عدد اليوم
