الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كيف تروّج لكتابك الفارغ؟

كيف تروّج لكتابك الفارغ؟
27 يوليو 2011 19:25
هذا كتاب به ورقات معدودات، اختار له مؤلفه عنوانا مغريا ومثيرا وهو: “نشاط المخابرات الاميركية في تونس بالوثائق حتى 14 يناير 2011”، والعنوان الفرعي هو: هذا ما يدين به بن علي المخلوع في قضية إبادة بشرية: حقائق من داخل مكاتب الاستعلامات العامة يرويها أحد أبرز رجالاتها. والمؤلف كما يقدم نفسه عمل في إطار المخابرات التونسية، ورغم أن الكتاب لايتضمن ما جاء في عنوانه الطويل العريض إلا أن المؤلف وضع في آخره تنبيها في صفحة كاملة مرفوقا برقم هاتفه جاء فيه: “يحجر على أي صحيفة أو مجلة تونسية كانت أو أجنبية، نشر أو تلخيص أو نسخ أي صفحة أو جزء من هذا الكتاب، دون ترخيص مسبق من المؤلف شخصيا، وفي صورة تجاوز المتعمد (لاحظ الأخطاء اللغوية) يعرض نفسه لغرامة مالية قدرها مائة ألف دينار”. (حوالي 90 ألف دولار). والكتاب جاء محررا بأسلوب رديء على طريقة تقارير عناصر المخابرات، وبه خليط من معلومات غير دقيقة وتحاليل سطحية تكاد تكون بدائية وانفعالية، ولم يتضمن هذا الكتيب الأسرار التي وعد بها المؤلف في غلاف الكتاب، إنما كان به رواية لأحداث يقول عون المخابرات انه كان شاهد عيان عليها أو شارك فيها وبعضها يدينه. ثم ولتشويق القراء، جاء في خاتمة هذا الكتيب وعلى طريقة المسلسلات: “انتظروا عديد الأسرار في الجزء الثاني”. والمؤكد أنه بعد عهد كانت فيه حرية التعبير معدومة طيلة 23 عاما من حكم الرئيس المخلوع، فإن البعض أراد استغلال الفرصة لنشر ما حبسه بين ضلوعه طيلة هذه المدة، ولكل هدفه. والحقيقة أن هذه الكتب تعددت هذه الأيام، ومن بينها كتب جادة وأخرى تبحث عن النبش في ما تراه أسرارا وخفايا وفضائح، والمهم أن كل هذه الكتب تجد إقبالا كبيرا لدى القراء الذين اكتشفوا متعة قراءة كتب تونسية مهما كان مستواها وقيمتها. والمؤكد أيضا أن غرض الربح المادي ليس غائبا على المؤلف أو على الناشر، فالكل اغتنم لهفة القراء على الاطلاع واكتشاف أسرار وخفايا بقيت مغيبة، لنشر الغسيل القذر لعهد بن علي. والملاحظ ان لا أحد من أشباه الكتّاب الذين ألفوا الكتب المتزلفة لبن علي وزوجته ليلى، كانت له الشجاعة للدفاع عنه.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©