الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحرب ومابعدها

الحرب ومابعدها
24 يوليو 2013 21:55
بعد مشاركته في مهرجانات سينمائية عالمية وعربية عديدة وتحقيقه سلسلةً من النجاحات والجوائز، عاد الفيلم “لما شفتك”، للمخرجة والكاتبة الفلسطينية آن ماري جاسر، إلى أبوظبي حيث عرض في سينما فوكس ـ مارينا مول ابتداء من مساء 18 يوليو 2013 وطيلة شهر رمضان الكريم. وكان هذا الفيلم قد أُطلق للمرة الأولى في مهرجان أبوظبي السينمائي لعام 2012 وحاز فيه على جائزة أفضل فيلم عربي ضمن مسابقة آفاق جديدة. يعتبر عرض هذا الفيلم العربي الطويل في العاصمة الإماراتية إنجازاً كبيراً لصناعة الأفلام المستقلة التي تعتمد على جهود المخرجين الذاتية وتطرح نفسها بديلاً عن السينما التجارية، كما أنه خير دليل على جودة الإنتاجات المدعومة من صندوق “سند” التابع لمهرجان أبوظبي السينمائي والهادف إلى مساعدة المشاريع السينمائية العربية في مرحلتي التطوير وما بعد الإنتاج. وقد استفاد فيلم “لمّا شفتك” من منح الصندوق التمويلية في كلا المرحلتين. بالإضافة إلى نجاحه في مهرجان أبوظبي السينمائي، حقق “لمّا شفتك” عدداً من الإنجازات، منها تمثيله فلسطين رسميّاً في جوائز الأكاديمية “الأوسكار” لعام 2013 عن فئة أفضل فيلم أجنبي، ومشاركته في مهرجان تورونتو السينمائي الدولي، وحصوله على جائزة شبكة تعزيز السينما الآسيوية NETPAC عن فئة أفضل فيلم آسيوي في مهرجان برلين السينمائي 2013، وجائزة لجنة التحكيم الخاصة بمهرجان القاهرة السينمائي 2012، وجائزة لجنة التحكيم في المهرجان الدولي للفيلم العربي 2012، وجائزة دون كيشوت في مهرجان قرطاج السينمائي 2012. تدور أحداث الفيلم في العام 1967 وتسلّط الضوء على الصعوبات التي تواجه طارق، الطفل البالغ من العمر 11 سنة، وهو يحاول الهرب من فلسطين إلى الأردن برفقة والدته. وبعد انفصاله عن والده وانتقاله إلى مخيم للّاجئين، يبحث طارق عن سبيل للعودة إلى حضن الوطن. يجسّد فيلم “لما شفتك” قصة مفعمة بالمغامرة والحب والفكاهة والرغبة في الحرية، كما أنه يبعث رسالة بأنّ الإنسان قادر على تحقيق المستحيل بالرغم من كل العراقيل. تم تصوير الفيلم في الأردن من خلال فريق عمل محلي. وهو من إنتاج أسامة بواردي، وبطولة الوجه الجديد على ساحة التمثيل، الطفل محمود عسفا الذي يؤدي شخصية طارق، بالإضافة إلى عدد من الممثلين الذين سبق لهم أن شاركوا في أعمال جاسر، مثل صالح بكري وربى بلال. تطرح المخرجة، آن ماري جاسر، وجهة نظر في القضية الفلسطينية يعبر عنها بطل الفيلم محمد عسفة (11 عاما)، الذي يرفض البقاء في المخيم ويبحث عن منزله بدون فهم واضح لسبب مغادرتهم أراضيهم وترك والده له، فيما والدته “غيداء” تجسد المرأة الفلسطينية التي تتحمل مسؤولية تربية طفل وسط غياب والده والتشرد والإبقاء على حياة العائلة متماسكة. وسخرت جاسر أسئلة الطفل طارق بطريقة ذكية ليطرح كل تلك الأسئلة التي تتعلق بالوطن المسلوب وموعد “العودة للمنزل” وسط رغبته في إيجاد طريق العودة ليخوض مغامرة تنتقل به الى مستوى مختلف من التعاطي مع واقع أكبر منه وهو الدخول لعالم الفدائيين. ومع انتقال طارق بهربه من المخيم لمعسكر تدريب الفدائيين الذين يؤمنون أن المقاومة هي سبيل العودة لمنازلهم يقضي وقته في متابعة تدريباتهم في معسكر يضم شبابا من مختلف الفئات العمرية. الصورة التي رسمتها جاسر من خلال شخصية طارق تعكس جانبا نفسيا كبيرا في رغبته في العودة إلى منزله وسط قوته وتحديه للعالم الخارجي واكتشافه المحيط بطريقته الخاصة حتى النهاية التي تقود لقرار حاسم. الفيلم الذي يطرح تساؤلات بسيطة ومعقدة حول الوطن ومصيره، يستغرق أكثر في تساؤلاته الشخصية حول الوالد الغائب، والعلاقات داخل المخيم، وما نشأ من هواجس لدى الفلسطينيية بعد حرب السادس من حزيران عام 1967. يذكر أن فيلم جاسر هو الأول، بعد الفيلم الذي أدخلها لترشيحات الأوسكار في العام 2008 بعملها السينمائي “ملح هذا البحر” ولكنها منعت من دخول فلسطين بسبب الفيلم، وتجربتها السينمائية هذه تطرح وجهة نظرها لمخرجة فلسطينية من المنفى بعيدا عن وطنها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©