السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قَصْفٌ مُنفردٌ على مَقامِ الرَّصْد!

قَصْفٌ مُنفردٌ على مَقامِ الرَّصْد!
24 يوليو 2013 21:55
شِعر: د. عبدالله بن أحمد الفَيْفي مِنْ حَلْمَةِ الشِّعْرِ آياتُ الشَّجَا شَجَرُ تِلْكَ الحَيَاةُ بِما تُرْدِيْ وتَبْتَذِرُ في طَلِّها شَرَرٌ، مِنْ جَمرِها مَطَرُ، ضِدٌّ بِضِدٍّ، وبالأَضْدَادِ تَبْتَكِرُ وما الحَيَاةُ؟ سِوَى ثَدْيَيْنِ مِنْ حَجَرٍ يَسْقِيْكَ ماءً ونارًا ذلكَ الحَجَـرُ لا تَسْتَقِرُّ على حَالٍ حَبائِلُها إِنْ أَمْهَلَتْ أَمَلًا في مَهْلِها النُّذُرُ لَوْ صَحَّ في هذهِ الدُّنيا لنا نَسَبٌ في الرَّاحِلِيْنَ، لَما جِئْنا وما عَبرُوا نَحْنُ بَنُوْ التُّرْبِ، لا أَسبابَ نَجْمَعُها في راحَتَينا، سِوَى الأَوهامِ نَدَّخِرُ نَحْنُ بَنُوْ المَوْتِ، لاأَسفارَ تَجْمَعُنا في رِحْلَتيها، سِوَى التَّاريخِ يُسْتَطَرُ ? ? ? إِنَّ الحياةَ كَرُؤْيَا حالِمٍِ خَطَرَتْ تَستيقظُ الرُّوحُ مِنْها حِيْنَ تَنْحَسِرُ يَجْرِيْ، مِعَنًّا مِفَنًّا، لا خِطَامَ لَهُ يَهذِي بِأَنجُمِها العُلْيَا ويَنْبَهِرُ بَيْنَا يُؤَمِّلُ في الآتِيْ ويَرْقُبُهُ يَمْضيْ ويَتْرُكُهُ لِلنَّاسِ تَعْتَصِرُ ليس الفَقِيْدُ فَقِيْدَ المَوْتِ مُضْطَجِعًا إِنَّ الفَقِيْدَ فَقِيْدُ الحُزْنِ يَنْصَهِرُ ونَحْنُ إذْ نَنْدُبُ المَوْتَى ونَذْكُرُهُمْ فإِنَّما فَقْدَنا نَبْكِيْ ونَدَّكِرُ فاكْتُبْ نَهارَكَ مِنْ أَنفاسِ بَارِحةٍ وارْكَبْ مَعَ اللَّيْلِ نَجْمًا سَوْفَ يَنْكَدِرُ! ? ? ? مُهْرِيْ تَطِيْرُ بِوَجْهِ الشَّمْسِ غُرَّتُهُ يُوَجِّهُ الرِّيْحَ أَنّى شَاءَتِ الفِكَرُ والمُهْرَةُ/ الشَّهْقَةُ الصَّهْباءُ، تَعْزِفُهُ، ولا عِنَانَ، سِوَى ما أَمْلَتِ البُكَرُ الرِّيْحُ نَاءَتْ بِأَضواءٍ تُوَزِّعُها، مَعْزُوْفَتَيْ عُمُرٍ، يَعلُوْ، فَيَنْكَسِرُ إذْ يُزْهِرُ الفَرَحُ المَخْبُوْءُ في دَمِهِ وجَمْرَةُ السَّاعَةِ الشَّقْراءِ تَنْهَمِرُ يَهْوِيْ على رَفَّةِ الأَوتَارِ بُلْبُلُهُ وتَسْتَمِرُّ بِناعِيْ حَيِّهِ المِرَرُ يَهْمِيْ قَنادِيْلَ في عَيْنَيكِ، كاهِنَتِيْ، مِنْ شُرْفَةِ الأَنجُمِ الخَرْسَاءِ تَنحَدِرُ يَذْوِيْ ويُزْهِـرُ والأَشجارُ حُجَّتُهُ مَن لِيْ بِحُجَّتِهِ العَذراءِ تَعْتَذِرُ؟! ? ? ? يا بِنْتَ شَمْسِ زَمَانٍ لا أَرَاهُ بِها شَذَا الدِّنَانِ يُنَادِي: ها هُوَ السَّحَرُ آنَ الرَّحِيْلُ بِنا، استَيْقِظْ، فِداكَ فَمِيْ هذا القِطَارُ بِقَلْبِيْ ما لَهُ عُمُرُ مِنْ جُلَّنَارِ شِفاهِيْ، الشَّهْدَ تَرْشُفُهُ كُلُّ العَصافيرِ، وافَتْ رِيْشُها العُصُرُ انْهَضْ بِيَ، ابْنَ أَبِيْ، وارفَعْ لِواءَ دَمِيْ قد آنَ أَنْ تَشْتَفِيْ مِنْ ثَأْرِكَ الدُّهُرُ! ? ? ? يَنْمَاثُ قَلْبِيْ على أَثبَاجِ هاتِفِها في ذاتِ وَجْدٍ بِغُصْنِ الرُّوْحِ يَشْتَجِرُ بِيْ زَهْرَةٌ لم تُجاوِزْ عُمْرَ لَيْلَتها، رَيَّا بِعُمْرُ اللَّيَالِيْ، والدُّنَى زَهَـرُ أَيا حَبِيْبَة شِعْرِيْ، شَفَّها ظَمَأٌ مِنْكِ عُرُوْقُ سَمَائِيْ، والمَدَى مَطَرُ القَحْطُ يَشْرَبُ مِنّيْ كَفَّ بَارِقَتِيْ كَأنَّ قَفْرَ دَمِيْ دَيْمُوْمَةٌ شَرَرُ! ويا غَزالَةَ مِحرابِيْ الجَدِيْدِ، أنا في ذِمَّةِ اللّغَةِ الإِشْراقِ أَنتظِـرُ صَلِّيْ بِأَمْسِيْ لِيَوْمِيْ، شَطْرَ وَجْهِ غَدِيْ، أَنتِ الإِمامُ الذي تَأْتمُّهُ السُّوَرُ! ? ? ? يُحَلِّقُ الشَّوْقُ، حَتَّى لا سَماءَ لَهُ مِنَ السَّماءِ، وما في الأَرْضِ مُنْهَمَرُ فإِنَّ حَرْفَكِ مِنِّيْ سَرْمَدٌ أَزَلٌ وحَرْفَ غَيْرِكِ مِنيْ النَّأَيُ والحَـذَرُ وأَنتِ أَوْطَفُ أَنوائِيْ وأَنوأُها مِنْكِ ابْتِدائِيْ.. وفِيْكِ يَنْتهِي الخَبَرُ لا أَسْكُبُ الشِّعْرَ إِلَّا كُنْتِ جَذْوَتَهُ أو أَكْتُبُ النَّثْرَ إلَّا ثَغْـرُكِ الدُّرَرُ سُبْحَانَ مَنْ سَيَّرَ الأَفْلاكَ في شَفَةٍ حَتَّى تَعَانَقَ فيها الشَّمْسُ والقَمَرُ أَرْيٌ وصَابٌ هُما مِنْ ثَغْرِ صاحِبَتي لا سَيْفَ بَيْنهما، لَوْ يَصْدُقُ النَّظَرُ قالُوا مُراهَقَةٌ ما قُلْتَ! قُلْتُ لَهُمْ: مَنْ ماتَ بِالعِشْقِ حَيٌّ، والهَوَى قَدَرُ سَافِرْ بِبَدْرِكَ في أَشْهَى مَغارِبِها إِنْ لَم يَكُن لَكَ في إِشْراقِها سَفَـرُ! ? ? ? قِفْ بالمَسِيْحِ، حَمامًا يَنْهَمِيْ عَبَقا، لَمْ يُمْهِلُوْهُ يُرَوَّى خَفْقُهُ العَطِرُ غُصْنُ الشَّبَابِ تَدَلَّى ـ هكذا زَعَمُوا ـ على النَّهارِ، ودَالَ القاتِلُ الأَشِرُ ثَلاثةٌ وثَلاثونَ ارْتَوَتْ عَطَشًا يا وَيْلَ هذا الضَّمِيْرِ الذِّئبِ كَمْ يَزِرُ! يا أُمـَّنا، مَرْيَمَ العَذراءَ، مَعْذِرَةً: لَوْ عاشَ قُربانُنا، ما هُنِّئَتْ سَقَـرُ! ? ? ? وقِفْ بِطَهَ، سَمَاءً مِنْ غمائِمِهِ للنَّاسِ وارفَـةُ الأَهدابِ تَبْتَدِرُ كَمْ حَارَبُوْهُ، وأَلْقَوا في سَحائِبِهِ مِنْ آسِنِ الجَهْلِ بِئْرًا صَفْوُها الكَدَرُ ذاكَ اليَتِيْمُ الذي أَلْقَى بِعَرْصَتِهِمْ رِيْشَ الطَّواوِيْسِ تَتْرَى، فارْعَوَى الفَخَرُ ومَرَّغَ العِزَّةَ القَعْسَاءَ صاغِرَةً واسْتَلَّ صَارَمَ “لا” في وَجْهِ مَنْ كَفَرُوا تَألَّبُوا زُمَرًا مِنْ كُلِّ دَاجِيَةٍ دُونَ الصَّبَاحِ.. ألا يا بِئْسَتِ الزُّمَرُ كَمْ مَخْرَقُوا، وبَغَوْا، والنَّاسُ سَابِلَةٌ، مَنْ قالَ “لا”، أَنـَفًا، أَهْوَتْ بِهِ الحُفَرُ حتَّى أَتاها الفَتَى الصَّمْصَامُ ، نَاجِذُهُ لا يَقْتَرِيْ الخَسْفَ، لَوْ في حَلْقِهِ البَشَرُ لكنَّ “ظُلْمَ ذَوِيْ القُرْبَى” أَعَقُّ دَما والظُّلْمُ في شِرْعَةِ الأَعْرَابِ مُشْتَهِرُ ? ? ? واليَوْمَ، كُلُّ ابْنِ نَغْلِ الأُمِّ مُنْخَرِقٍ يَحْثُـوْ الرَّغامَ بِجَفْنَيْهِ ويَنْشَطِرُ فَمِلَّةُ الغُلْفِ مَاضٍ ما لَهُ أَبدٌ ومُذْ أَبِيْ جَهْلِها واللَّيْل يَنْثَجِرُ! ? ? ? ما كانَ في ذا الوَرَى قَطُّ، ولَنْ يَجِدُوا مِثْلَ الذي ـ شَرَفًا ـ أُوْلُوْهُ أو أُمِرُوا دارُوا بِهِ، فَلْتَةً، شَوْطَيْنِ، فاشْتَجَرُوا ثُمَّ اعْتَلَوا صَهْوَةَ البَالِيْ ومَنْ غَبَرُوا عَدُّوا “النُّجُوْمَ”، إلى أَنْ صاحَ عارِفُهُمْ: “صَلُّوا لِعَنْتَرَةَ العَبْسِيِّ واعْتَمِرُوا!” ...تَبَّتْ يدا العُجْمِ طُرًّا في تَآمُرِهِمْ: “كالثَّوْرِ يُضْرَبُ لَمَّا عافَتِ البَقَرُ”! ? ? ? ماذا يَقولُ الذي أَنّى أَدارَ فَمًا ذَاقَ المَرارَ، وأَدْمَتْ طَرْفَهُ الغِيَرُ؟! ماذا يَقولُ الذي في كُلِّ جارِحَةٍ نَصْلٌ يَرُوْحُ بِجَنْبَيْهِ ويَبْتَكِرُ؟! إذا استَفَاقَ رَأَى أَبناءَهُ سَلَبًا وإذْ يَنَامُ يَرَى الآباءَ تُحْتَضَرُ في كُلِّ وَجْهٍ لَهُ وَجْهٌ يُطَالِعُهُ: أَمْسٌ ضَرِيْرٌ، وشَمْسٌ ما لَها بَصَرُ! ? ? ? غَنَّيْتُ، عَيْنِيْ طُيوْرٌ لا جَناحَ لَها، كَيْ أَبْعَثَ الطَّيْرَ مِنْ صَوْتِيْ فَتَنْتَشِرُ والطَّيْرُ مِنْ أَبْكَمٍ، لا مَاءَ في فَمِهِ، ومِنْ أَصَمِّ الفُؤادِ ليس يَزْدَجِرُ تلكَ السَّنابِلُ كَسْلَى، والنَّشِيْدُ غَفَا، كأسُ النَّبيذِ انْطَفَى، واسْتَنْوَقَ القَمَرُ! ? ? ? يا عِطْرَ قِيثارَتِيْ، عَفْوًا، فلستُ أَرَى هذا المَقَامَ يُدَاوِيْ نَبْضَ مَنْ قُبِرُوا قالتْ: سَيَأْتِيْ زَمانٌ آخَرٌ وفَمٌ يَصُوْغُ شَدْوَكَ فِيْهِ فِتْيةٌ أُخَرُ لا يَبْتَنِيْ الشِّعْرُ مِنْ أَحلامِهِ فَلَكا إنْ لَمْ يَدُرْ بِشِبَاكِ العُمْرِ يَنْتَظِرُ!
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©