صيام مريض الأنيميا يستدعي الإكثار من السكريات والتقليل من المنبهات

هناء الحمادي (أبوظبي) - فقر الدم ليس مرضا بحد ذاته، بل حالة ينخفض فيها عدد كريات الدم الحمراء الصحية إلى ما تحت الحالة العادية، وتسمى أيضا الأنيميا، ويحدث فقر الدم كنتيجة لمجموعة مختلفة من الأمراض والاختلالات الجسدية والتي ينتج عنها فقدان الدم. وتحطيم مفرط لكريات الدم الحمراء. ونظرا لنقص الحديد لا يستطيع دم الشخص المصاب بفقر الدم نقل الأكسجين الكافي للأنسجة، وبالتالي لا يتم دمج الأكسجين مع الغذاء، الأمر الذي تقل معه إنتاج الطاقة، وبذلك يحس المصاب بالضعف والإرهاق والغثيان وآلام الرأس وشحوب في البشرة وقصر النفس وتسارع في النبض. ومع قدوم الشهر الكريم يتساءل الكثير من مرضى الأنيميا وسوء التغذية عن إمكانية الصيام، وكذلك تتساءل الأمهات عن إمكان صيام أطفالهن الذين يعانون من فقر الدم ونقص الفيتامينات والعناصر الأساسية فى الجسم. وما هى الأطعمة المناسبة لهم أثناء الصيام. صيام مرضى الأنيميا يقول الدكتور سمير سامي، ماجستير التغذية العلاجية وأخصائي علاج السمنة: من الواجب أن ننصح المرضى المصابين بفقر الدم بالإفطار إذا كانوا غير قادرين على الصيام، إلا في حال الالتزام بالعلاج بحيث لا يتعرضون إلى مضاعفات الصيام. كما لابد من المرضى المصابين بفقر الدم الذين يُسمح لهم بالصيام مناقشة أطبائهم قبل حلول شهر رمضان، ومن أجل الوصول إلى إفطار صحي لهم ينصح باتباع برنامج غذائي يحتوي على الأغذية الغنية بالحديد وفيتامين B12 وحمض الفوليك. ويُعرّف سامي مرض فقر الدم قائلاً “الأنيميا هي نوع من أنواع سوء التغذية الناجمة عن الافتقار لعنصر الحديد خاصة لدى الرضع والأطفال والحوامل والنساء بعد البلوغ، ويؤدي ذلك إلى انخفاض نسبة الهيموجلوبين فى الدم القادر على حمل الأكسجين من الرئتين وتوصيله إلى خلايا الجسم. لافتا إلى أن السبب الأكثر شيوعاً لفقر الدم هو نقص الحديد فهو عامل أساسي في الإصابة بفقر الدم، وإذا افتقد الشخص كمية كبيرة من الحديد، فإن ذلك يتلف تكوين كريات الدم الحمراء. ويتابع: “نسبة النساء اللاتي يعانين من مرض فقر الدم يصل إلى 20% بينما تصل إلى 50% عند الأطفال”. وأضاف سمير سامي: “فقر الدم يُعد عادة مرض مستتر لأن الأعراض قد تمر بدون التعرف عليها بسهولة، لكن من أولى علامات ظهور فقر الدم قد تكون فقدان الشهية والإمساك، الصداع، الاضطراب أو صعوبة التركيز. وفقر الدم المحقق قد يسبب أعراضاً مثل الضعف والإجهاد وبرودة الأطراف والاكتئاب، والدوار وشحوب عام، ويلاحظ بصورة أكبر في الجفون والشفاة الشاحبة، وحرقان في الفم وتوقف الحيض عند النساء. لذلك لتجنب ذلك يُنصح أن تجري فحوصات فقر الدم ويحدد السبب للإصابة بفقر الدم، وتناول الغذاء الذي يحتوي على الحديد، وهذا من خلال الطبيب الذي يجب أن يجري اختباراً بسيطاً يدعي سرعة ترسيب كريات الدم الحمراء لاكتشاف أي التهاب كامن في الجسد”. نصائح وللوصول للصيام الناجح الخالي من التعب والإرهاق، ينصح الدكتور سامي مرضى الإنيميا بالصيام مع تنظيم الغذاء اليومي على الإفطار والسحور، ويقول “عند بدء الإفطار من المستحسن تناول بعض حبات التمر لاحتوائه على السكريات الطبيعية سريعة الامتصاص، وكذلك احتوائه على الحديد ومعادن وفيتامينات متعددة، مع الإكثار من شرب السوائل المختلفة كعصير الليمون. وأثناء الإفطار يجب تناول شوربة خضار ومن ثم تناول الطبق الرئيسي والذي يُفضل أن يحتوي على الأغذية الغنية بالحديد وعلى الخضراوات الداكنة اللون مثل السبانخ والبقدونس وعلى اللحوم الحمراء، والسمك بالإضافة إلى الحبوب والفواكه والبقوليات. مع تناول الأغذية المحتوية على حمض الأكساليك والتي توجد في اللوز. واللفت، والسبانخ، والشمندر السويسري ومعظم المكسرات. وفي الحالات المتوسطة والخفيفة من فقر الدم من الأفضل تناول الأغذية التي تحتوي على فيتامينات (ب) وفيتامينات (أ) كالتمر والجرجير، الكبدة والسمك والبيض، والطماطم الطازج، والموز، والتفاح مع تناول الزبادي مع العسل. والحرص على تناول فاكهة الفراولة والتين بما تحويه من حديد “المادة الأساسية لكريات الدم الحمراء”. وبعد الانتهاء من الإفطار حاول أن تكون الوجبات بعد الإفطار معتدلة مع تناول الخضراوات، والإكثار من شرب السوائل، أما عند السحور فيمكن تناول وجبة غنية بالحديد ‏والتي يُفضل أن يحتوي طعامها على اللحم الأحمر والفول على أن يعصر ليمون على جميع الأكلات فهو يساعد على امتصاص الحديد، مع الاهتمام بالعسل الأسود في السحور. تحذيرات مهمة وعلى الجانب الآخر يحذر الدكتور سمير مرضى الأنيميا من خطورة تناول المنبهات خاصة الشاي والقهوة بعد الإفطار، موضحاً: “نظراً لقدرة تلك المنبهات على تكسير الحديد والفيتامينات في الجسم، كما يجب على مرضى فقر الدم أيضا الامتناع التام عن تناول المسكنات كالإسبرين ومشتقاته، لتأثيرها القوى على المعدة الذى قد يصل إلى الإصابة بقرح المعدة والإثني عشر.