الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

أسعار النفط.. هل هي فقاعة؟

أسعار النفط.. هل هي فقاعة؟
25 أغسطس 2006 01:12
اعداد - أيمن جمعة: تتباين بشدة آراء المحللين إزاء ما يحدث في أسواق النفط وآفاق المستقبل· فهناك من يرى ان كل ما يحدث في السوق من تقلبات وتطورات يجعلهم يتوقعون ان يقفز سعر البرميل الى 100 دولار للبرميل، في حين يؤكد آخرون ان تراجع الاسعار بنسبة 8 % خلال الاسبوعين الماضيين يكشف أن سوق الذهب الاسود ربما تعاني من ''فقاعة'' قد تنفجر قريبا، وهو ما قد يدفع الاسعار في دوامة نزولية كارثية ربما تهوي به الى مستوى عشرة دولارات فقط··! ويقول توم فان ريبر في مقال نشرته مجلة فوربس ''لقد جاء اغلاق شركة بي بي البريطانية لخط انابيب الاسكا من حقل برودو باي في أسوأ توقيت لاسواق النفط· فموسم ذروة القيادة الصيفي قد انطلق بالفعل حيث يقبل الاميركيون وهم اكبر مستهلك للطاقة في العالم على التوجه لتمضية عطلاتهم بالسيارات الكبيرة· وموسم الاعاصير المدمرة في نصف الكرة الشمالي على وشك الانطلاق، في حين أن توترات الشرق الاوسط لا تزال تلقي ظلالها السلبية على أسواق النفط· الا يكفي عامل واحد فقط من هذه العوامل لرفع الاسعار الى مستويات قياسية؟ أعتقد ان الاجابة هي نعم بالتأكيد·'' ويرى ريبر ان الامر لا يتوقف عند هذه العوامل فهناك ايضا ''المخاوف المتعلقة بالطاقات الانتاجية الاضافية'' للدول المنتجة للذهب الاسود هي كلها ترشح الاسعار لمزيد من القفزات السعرية· ويمضي قائلا ''ويجب الا نتجاهل المناوشات والجدال المستمر بين الحكومات وأنصار البيئة الذين ينتقدون اقامة أية منشآت جديدة للوقود الاحفوري بسبب تأثيراته الضارة على البيئة· وتم تتويج كل هذه العوامل بإعلان ادارة معلومات الطاقة الاميركية ان مخزونات النفط انخفضت 1,1 مليون برميل الاسبوع الماضي مقارنة مع الاسبوع الاسبق·'' ''مسيرة المئة دولار'' ويعتقد مؤيدو التوقعات الايجابية لسعر النفط ان من الغريب ان أسواق النفط لم تتفاعل بشكل كامل مع كل هذه العوامل، فارتفعت بنسب صغيرة، لكنهم يضيفون ''وهذا لا يعني انها لن تتوجه في نهاية الامر الى حاجز 100 دولار·'' ومن غير المتوقع أن يكون هذا الارتفاع نتيجة للعوامل الاساسية في السوق بل نتيجة استمرار ''قرع الطبول في الاسواق'' بسبب نمو الطلب وتوترات منطقة الشرق الاوسط، وهما عاملان تسببا بالفعل في ارتفاع سعر البرميل من 12 دولارا قبل ستة أعوام الى مستوياتها الحالية· ويقول ريبر ''هناك شبه اتفاق على ان هذين العاملين هما المحرك الرئيسي للاسعار· فرغم ما حدث في حقل ''برودو باي'' بالاسكا فانه لا يمثل سوى ومضة على رادار سوق النفط، وذلك لان انتاج الحقل وهو 400 الف برميل يوميا لا يمثل سوى 2 % من اجمالي الاستهلاك اليومي الاميركي ولا يتعدى نصف في المئة من الاستهلاك العالمي البالغ 84 مليون برميل· ويقول فاضل جيت المحلل النفطي في شركة اوبنهايمر للنفط ''يجب ان نضع نصب اعيننا انه سوق عالمي·'' ورغم ان ازمة حقل برودو باي لم يكن لها تأثير كبير على الاسعار فان ريبر يؤكد ان النظرة الشاملة لما يحدث في سوق النفط تكشف ان تلك الازمة كانت بسيطة للغاية ولم تضف الكثير الى مشاعر القلق الموجودة بالفعل، ويكفي الاشارة الى ان نيجيريا تفقد يوميا كميات أكبر بكثير مما ينتجه هذا الحقل الاميركي·'' ''فقاعة سعرية'' وعلى الجانب الآخر فإن هناك من يؤكد ان سوق النفط تعاني من فقاعة سعرية على وشك الانفجار خاصة مع تراجعها عن مستوياتها القياسية التي سجلتها مؤخرا· ويعزز هذه التوقعات وجود علامات استفهام حول العامل الرئيسي الحقيقي لرفع أسعار النفط وهو مستويات المخزونات او بمعنى اخر العلاقة بين الطلب والعرض، أو ما يصطلح المراقبون على تسميته بـ ''العوامل الاساسية للسوق''· ويقول تيم ايفانز محلل العقود الاجلة في سيتي جروب ''اذا استمرت أسعار النفط في التراجع وحتى مع استمرار التوترات الدولية '' فسيكون من الصعب للغاية بعد ذلك القول إن سوق النفط صعودية دائما وان الجميع يبحث فيها عن فرص· ويرفض من ينظرون بتشاؤم الى مستقبل أسعار النفط فكرة ان الارتفعات الاخيرة تمثل نقطة تحول في مسار أسعار النفط· وهم يشيرون بدلا من ذلك الى عدة مؤشرات تؤكد ان الاسعار مرشحة لموجة هبوط عنيفة منها تحرك ''جولدمان ساكس جروب'' هذا الشهر لتخفيض محفظتها في مجال البنزين في مؤشر جولدمان ساكس للسلع، والذي تهتم الاسواق كثيرا بمتابعته· ''موسم الأعاصير'' ويشيرون ايضا الى ان تداعيات اغلاق خط أنابيب ''بي بي'' في الاسكا لم يكن له التأثير الكبير المتوقع على الامدادات العالمية، هذا فضلا عن عدة عوامل موسمية تحد من ارتفاع النفط ومنها موسم الاعاصير الهادئ نسبيا، وانقضاء فترة طويلة من موسم الصيف الذي يصل فيه الاستهلاك الاميركي من البنزين الى ذروته، اضافة الى الانخفاض المتوقع في الطلب على النفط الخام من مصافي التكرير مع تحولهم لانتاج المنتجات المطلوبة لفصل الشتاء· ويقول مارك فونديرهيدج رئيس التعاملات النفطية في دويتشه بنك ''هناك زيادة كبيرة في المخزونات العالمية، فلماذا ترتفع الاسعار؟· ويصل التشاؤم مداه عند فيليب فيرليجر المحلل الاقتصادي المستقل في قطاع الطاقة الذي يشير الى تصريحات وزراء النفط في دول أوبك على انها أبرز دليل بانه لا يوجد مبرر في الاسواق للزيادات السعرية المتتالية التي جعلت سعر النفط يقفز الى ثلاثة أمثاله خلال ثلاثة أعوام تقريبا· ويقول ''هناك استثمارات ضخمة في العقود الاجلة للنفط، والخطر أن أي تراجع في هذه الاستثمارات قد يؤدي لركود وربما هلع بين المستثمرين الذين سيتطلعون لأية وسيلة يخرجون بها من الاسواق· وعندها فمن يضمن الا تتهاوى الاسعار الى عشرة دولارات·''
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©