بتريوس: تراجع تدفق المقاتلين على العراق بنسبة 50%

أعلن قائد القوات الأميركية في العراق الجنرال ديفيد بتريوس في مقابلة أجرتها معه ''رويترز'' أمس الأول تدفق المتشددين على البلاد عبر الحدود السورية للقتال في صفوف تنظيم ''القاعدة انخفض بمقدار النصف لأسباب منها منع الدول الإقليمية الشبان من التوجه إلى سوريا المجاورة، فيما حذر من تلاشي المكاسب الأمنية الأخيرة إذا تم خفض عديد قواته بأسرع مما ينبغي· وقال بتريوس ''نعتقد أن تدفق المقاتلين انخفض بنحو 50 في المئة ولا يرجع هذا إلى النشاط السوري فحسب، وإنما أيضاً إلى تقييد دول المصدر سفر الذكور في سن التجنيد العسكري إلى سوريا''· ولم يذكر أي دولة بالاسم لكن وثائق الجيش الأميركي تفيد بأن أقل بقليل من نصف المقاتلين العرب يأتون من السعودية وليبيا واليمن وسوريا وتونس والمغرب وأن 90 % من المهاجمين الانتحاريين لتنظيم ''القاعدة'' أجانب· وذكر أن المهاجمين الانتحاريين لا يزالون يعبرون رغم أنه من الصعب تقييم أعدادهم· ويدخل جزء من المقاتلين إلى العراق عبر محافظة نينوى الشمالية المحاذية لسوريا· وقال بتريوس إنها المحافظة العراقية الوحيدة التي لم تتراجع فيها الهجمات خلال الشهور القليلة الماضية· واضاف، دون ذكر تفاصيل، ''لقد زادت الهجمات في واقع الأمر''· وقد أمر رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بشن ''معركة حاسمة'' ونهائية ضد ''القاعدة'' في الموصل عاصمة نينوى وثالث كبرى مدن العراق بعد العاصمة بغداد والبصرة جنوب البلاد· غير أن بتريوس حذر من أن القتال سيستغرق شهوراً· وقال ''لن تكون هذه حملة خاطفة، لا يمكنك تطهير مدينة عدد سكانها 1,6 مليون نسمة كما تطهر بها مدينة سكانها 200 ألف أو 400 ألف نسمة''· وأضاف ''تلقى تنظيم القاعدة ضربات شديدة للغاية، لكنه لا يزال فتاكاً ونعتبره العدو الأول للشعب العراقي''· ودافع بتريوس عن النهج الحذر في سحب قوات أميركية من العراق· وقال ''سنقتطع ربع قوتنا القتالية خلال فترة تتراوح بين ستة وثمانية أشهر''· واضاف ''هذا تخفيض جوهري ونريد أن نكون حريصين فيما نفعله بعد ذلك حتى لا نخاطر بالمكاسب التي قاتلت قواتنا وقوات شركائنا العراقيين كثيرا لتحقيقها''· ورفض اتخاذ اي قرارات في وقت مبكر محذرا من أن تنظيم ''القاعدة'' لم ينهزم وأن جذوات الكراهية الطائفية يمكن إشعالها وان المصالحة الوطنية بحاجة إلى ان تترسخ وأن قوات الامن العراقية بحاجة الى النضج· وأوضح ''سنقيم بحرص امكانية المزيد من التخفيضات لأن المكاسب في بعض المناطق هشة وواهية''· وسيكون التخفيض المزمع لخمسة ألوية قتالية وكتيبتين قوامها 20 الف جندي قيد التنفيذ حين يقدم بتريوس إلى الكونجرس الأميركي تقريره عن الوضع الميداني أوائل شهر أبريل المقبل· وقال بتريوس ''سنرى أين نكون في ابريل· من المنطقي انك تريد ان تستكمل ما تقوم به قبل ان تقدم توصيات صعبة وسريعة بالاستمرار في المزيد''· وأضاف أنه اتفق الزعماء العراقيون على إجراء الانتخابات المحلية في شهر أكتوبر المقبل كما هو مقرر مبدئياً، فقد يبرر ذلك الاحتفاظ باعداد أكثر من القوات الاميركية للمساعدة في تأمين الناخبين· وقدر ان القوات العراقية زادت بمعدل 100 ألف جندي في العام الماضي بينما أضافت قوات ''مجالس الصحوة'' للعشائر العربية السنية نحو 85 ألف مسلح الى الجهد العسكري·