الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

هزة كبرى في دائرة الأسد لكن النظام لم يفقد السيطرة بعد

هزة كبرى في دائرة الأسد لكن النظام لم يفقد السيطرة بعد
19 يوليو 2012
مع اشتداد القتال في دمشق واستماتة عائلة الرئيس بشار الأسد التي تحكم سوريا منذ أربعة عقود من أجل الصمود في وجه انتفاضة متنامية، واجهت دائرته المقربة هزة قوية بانفجار أودى بحياة عناصر رئيسية فيها. في مركز دائرة الأسد يقف بشار الذي تسلم الحكم بعد والده في عام 2000 ويرى أنه يحارب مؤامرة حيكت ضده وضد سوريا ويعتقد أصدقاؤه وأعداؤه على السواء أنه ينفصل عن الواقع بشكل متزايد. ومن حول الأسد دائرة ضيقة من أفراد عائلته ومؤسسة أمنية يتولى فيها هشام بختيار رئيس مكتب الأمن القومي مسؤولية التنسيق الأمني ومعه داود راجحة وزير الدفاع وآصف شوكت زوج شقيقة الأسد نائب رئيس أركان القوات المسلحة اللذين قتلا امس في تفجير استهدف مبنى الأمن القومي في دمشق أثناء اجتماع عدد من الوزراء والأجهزة الأمنية مما أحدث هزة قوية في هذه الدائرة التي تضم أيضا المستشار الأمني علي مملوك ورئيس المخابرات العسكرية عبد الفتاح قدسية إضافة إلى محمد ناصف خير بك وهو مسؤول مخضرم من عهد الراحل حافظ الأسد. وقال أيمن عبد النور الذي عمل مستشاراً لبشار الأسد حتى عام 2007 وأصبح الآن من الشخصيات المعارضة “إنه يعتقد أنه حتى الأشخاص الذين يحبون الأسد يشعرون الآن أنه لم يعد بمقدوره توفير الأمن وأنه عديم الفائدة ومنفصل عن الواقع”. وأضاف “أن الأسد يرى نفسه نبيا مرسلا لحكم سوريا وإنه يستمع إلى متسلقين حوله يقولون له إنه هدية من السماء”. وتابع قائلا “إن الأسد مقتنع بأنه على حق وبأن من يعارضه خائن”، وذكر أن العديد من أصدقائه المقربين ومستشاريه نأوا بأنفسهم عنه أو نفوا أي صلات به. وقال سياسي لبناني قريب من الدائرة الحاكمة في سوريا “إن الأسد يتولى قيادة وحدة عسكرية لإدارة الأزمات ويتخذ كل القرارات اليومية من انتشار وحدات الجيش إلى المهام الموكلة للأجهزة الأمنية بالاضافة إلى تعبئة الشبيحة الذين اتهموا بارتكاب سلسلة من المذابح خلال الشهرين المنصرمين”. ومن أبرز عناصر دائرة الأسد المقربة ماهر الأسد الشقيق الأصغر لبشار الذي يقود القوات الرئيسية المؤيدة للنظام. وقال السياسي إن ماهر ضالع بشكل مباشر في المواجهة على الأرض ويتولى مسؤوليات عسكرية مباشرة. واضاف إن اللهجة المستخدمة أصبحت أكثر واقعية لان وضع النظام وصورته تضررت. وأكد عبد النور أنه لا يوجد اتجاه ذاتي في طريقة عمل وحدات الحكومة سواء فيما يتعلق بقصف أحياء المعارضة من قبل عربات ماهر المدرعة أو قتل الشبيحة لقرويين، وقال إن كل الوحدات تعمل تحت قيادة بشار وكلها تربطها ببعض صلات قرابة، ولكل منطقة في سوريا قائد شبيحة خاص بها. ويعتقد بعض المراقبين لدهاليز السياسة في سوريا أن محاولة الأسد إحكام قبضته على قواته لن تحميه بالضرورة من الإطاحة به من الداخل إذا بدا أنه لا يمكن له الانتصار عسكريا. وقال باتريك سيل الذي كتب سيرة لحافظ الأسد “الأسد رجل في الواجهة لمؤسسة أمنية كبيرة تضم 300 ألف جندي في الجيش النظامي، لديه زمرة صغيرة تزوده بالمعلومات، لكن من الممكن أن يقوموا بانقلاب عليه ويبقى هذا تهديدا كبيرا”. وبعد 16 شهرا من اندلاع الانتفاضة في سوريا وصل الصراع إلى كرسي الحكم في دمشق. وتتقاتل القوات الحكومية وقوات المعارضة بشراسة من يعرف ماذا سيحدث له إن هو خسر المعركة. وقال السياسي اللبناني “إن الوضع في سوريا هو إما أن تقتل وإما أن يقتلك آخرون”. وقال دبلوماسي غربي “يقاتلون كالذئاب”. ورأى مراقبون ان الصراع تحول الآن من انتفاضة في بلدات وقرى فقيرة إلى حرب أهلية وصلت إلى شوارع العاصمة. وقال دبلوماسي غربي كبير “النظام السوري يغرق ببطء..لا أعرف الجدول الزمني لكن أصبح من الصعب على الدولة السيطرة على البلاد..الأمر أشبه بعربة إطفاء تذهب لاخماد حريق فتجد حريقا في مكان آخر”، وأضاف “الجيش منهك والحكومة تحت العقوبات وهناك تآكل للسلطة”. وقال سوريون في اتصالات هاتفية إن القوات الحكومية تخشى دخول بعض مناطق المعارضين وتستخدم المدفعية وطائرات الهليكوبتر لقصف مواقع المعارضة. وقال سيل “اهتز ثبات الأسد ونظامه كثيرا لكن هناك شكوكا في إمكانية إطاحة المعارضين به للأسباب التالية: حماية روسيا وانقسام المعارضة والعزوف عن التدخل العسكري”، لكنه أضاف “لا يمكن لنظام البقاء للابد.. لا يمكنني أن أرى تسوية سلمية في الوقت الحالي..أرى جمودا داميا والمزيد من إطلاق النار والمزيد من القتل.. تزداد عمليات الخطف والقتل وأخذ الرهائن والتطهير العرقي”، وأضاف أن أجهزة الأمن التابعة للأسد لن تتخلى عنه إلا إذا شعرت أنه سيكون لها دور من بعده. ورغم الفوضى والفشل الذي شاب جهود السلام الدولية حتى الآن، قال دبلوماسيون غربيون إن تدخلا عسكريا على غرار ما حدث في ليبيا أمر غير مطروح بسبب التعقيدات السياسية والخوف من اندلاع صراع شامل في المنطقة. وقال السياسي اللبناني “ليبيا مختلفة عن سوريا.. روسيا لها دور على الأرض وتدعم الأسد، وتقدم إيران الكثير من المساعدات المالية والعسكرية لنظام الأسد”، وأضاف أن روسيا وإيران لا تمدان الأسد بالأسلحة وحسب وإنما تزودانه بأجهزة للتشويش على اتصالات الجيش السوري الحر. وينصب تركيز الولايات المتحدة ودول اخرى على محاولة حض كبار المسؤولين والضباط في سوريا على الانشقاق عن دائرة الأسد لاضعاف قبضته على السلطة. وقال الدبلوماسي الغربي “سيشعرون عند نقطة ما أنه لا سبيل للخروج وإن عليهم القفز من السفينة قبل ان تغرق”. وقال العديد من المراقبين إنه في غياب التدخل العسكري الخارجي فإن الصراع قد يتطور إلى حرب أهلية شاملة تضعف عائلة الأسد أكثر وتدخل لاعبين جددا إلى الساحة وتفرض نقلا للسلطة تحت إشراف دولي. وقال أيهم كامل من مجموعة اوراسيا “لم يفقد النظام السيطرة بالكامل..سننتقل إلى حرب أهلية. أصبحت المعارضة أكثر قوة وقدرة على المستوى المالي والعسكري بمساعدة الخارج”، وأضاف “سيصبح النظام أضعف تدريجيا.. سيأتي التغيير بطريقتين.. إما بحدوث تغير في ميزان القوى في الصراع أو بحرب أهلية طويلة أو بتسوية يجري التفاوض عليها وخطة انتقال دولية ترعاها الولايات المتحدة وروسيا”.
المصدر: بيروت
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©