الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أميركا تطمئن الآسيويين

26 يوليو 2011 22:26
حاولت وزيرة الخارجية الأميركية طمأنة الصين، الدولة المالكة لمعظم سندات الخزانة الأميركية، وغيرها من الدول الآسيوية يوم الاثنين الماضي، حول السجال المحتدم في واشنطن حالياً بشأن حجم الديون الهائلة المتراكم على واشنطن، كما قامت في الوقت نفسه بحثِ تلك الدول، على اتباع مبادئ المنافسة العادلة التي تمثل جوهر الاقتصاد الأميركي. وقالت هيلاري كلينتون في كلمة لها بهونج كونج، المركز المالي لآسيا:"لقد طرح العديدون أسئلة حول الكيفية التي يمكن بها للولايات المتحدة حل مشكلة سقف الديون... ولكن دعوني أطمأنكم بأننا ندرك تماماً المخاطر المتضمنة في هذا الموضوع، ونعرف كم هو مهم بالنسبة لنا، مثلما هو مهم بالنسبة لكم أيضاً". وقد لوحظ أن كلمة كلينتون قد اتسمت بنبرة تحفيزية واضحة، كان الغرض منها فيما يعتقد حث الدول الآسيوية على انتهاج القواعد الاقتصادية المعروفة مثل الشفافية والانفتاح والنزاهة في التعامل. وفي حين تجنبت وزيرة الخارجية الأميركية في الجزء الأكبر من كلمتها الإشارة للصين بشكل مباشر. إلا أنه كان مفهوماً أن الكثير من الكلمات الحادة التي استخدمتها موجهة لهذه الدولة الذي ينطوي نموها الاقتصادي السريع، على كافة المظاهر الإشكالية التي أبرزتها كلينتون، وهي القواعد الحكومية المتراخية، والمنافسة غير العادلة من قبل المشروعات المملوكة من قبل الدولة، وسرقة الملكية الفكرية المنتشرة على نطاق واسع. قالت كلينتون مشيرة إلى مبادئ التجارة العادلة:"إننا جميعاً نعرف الإغراء الذي يدفعنا للتغاضي عن تلك المبادئ... فبعض الدول تحقق مكاسب قصيرة الأمد من خلال عمل هذا الشيء على وجه التحديد... وهناك عدد من الدول، الغنية في المجمل، ولكن الأفقر عند قياسها من حيث نصيب كل فرد من مواطنيها من الناتج القومي الإجمالي - قد تعتقد هي الأخرى بأن تلك القوانين لا تنطبق عليها". والواقع أن كلمات كلينتون، قد أبرزت طبيعة العلاقة المعقدة، والتي تتحول أحياناً إلى العدائية بين الولايات المتحدة والصين. ففي نفس الوقت الذي تتلهف فيه الصين على التنافس الشرس مع الولايات المتحدة في كل مجال تقريبا، إلا أنها تعتبر في الوقت نفسه أكبر دولة أجنبية مالكة للديون الأميركية. كنتيجة لذلك، لم يؤد الجمود الحالي في واشنطن فحسب إلى تهديد حكومة الولايات المتحدة بعدم القدرة على سداد ديونها في مواعيد استحقاقها، وتخفيض تصنيفها الائتماني الحالي (AAA) وإنما أدى أيضاً إلى تعريض مجموعة ضخمة من الاستثمارات الصينية في الولايات المتحدة للخطر. وبعد ساعات على تلك التصريحات عبرت كلينتون من هونج كونج إلى البر الصيني الرئيسي لمقابلة مسؤول مرموق هو عضو مجلس الدولة الصيني"داي بينجو". ووفقا لمسؤول أميركي يرافق كلينتون، فإن مباحثات وزيرة الخارجية مع "بينجو" اشتملت على بحث الصراعات الأخيرة على المناطق المتنازع عليها في بحر جنوب الصين، والتي اتخذت فيها الصين موقفاً عدائياً، وكذلك موضوع الاستئناف الأخير للحوار بين كوريا الشمالية وكوريا الجنوبية، حول موضوع نزع الأسلحة النووية. واستغرق لقاء كلينتون وبينجو أربع ساعات، وهو ما يرجع حسب المسؤولين المرافقين إلى حساسية الموضوعات التي كانا يريدان تغطيتها. ووفقا لهؤلاء المسؤولين أيضاً، فإن كلينتون طلبت من القادة الصينيين استخدام نفوذهم لإقناع الكوريين الشماليين بالنظر بجدية إلى الاجتماع، الذي سيتم الأسبوع المقبل في نيويورك بين نائب وزير الخارجية الكوري الشمالي والمسؤولين الأميركيين. وخلال المباحثات اشتكى الصينيون إلى كلينتون بشأن الزيارة الأخيرة التي قام بها الدلاي لاما إلى الولايات المتحدة الأميركية والتقاءه بأوباما، وكذلك مبيعات الأسلحة الأميركية المحتملة لتايوان. ويليام وان - هونج كونج ينشر بترتيب خاص مع خدمة «واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفس»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©