السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«العلم».. حكاية بدأت فصولها منذ رفعه بـ «دار الاتحاد»

«العلم».. حكاية بدأت فصولها منذ رفعه بـ «دار الاتحاد»
21 أكتوبر 2018 01:52

ناصر الجابري (أبوظبي)

يمثل علم دولة الإمارات رمزاً للقيم والمبادئ التي ترسخت منذ أيام القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وتجسيداً يسرد حكاية التطور الذي وصلت إليه الدولة في مختلف القطاعات ومؤشرات التنافسية، بعد الإعلان عن قيام الاتحاد في الثاني من ديسمبر عام 1971.
ويرتبط علم الدولة بذكرى الاتحاد، وما أنجزته الإمارات من مسيرة نجاحات شاملة بفضل الرؤية الوحدوية التي قامت عليها الدولة، والنهج الحكيم من قبل القيادة الرشيدة التي رسخت مفاهيم البذل والعطاء والتضحية، واستثمرت في المواطن عبر توفير التعليم المعرفي النوعي، ومستويات الرعاية الصحية الشاملة، بما ينعكس على إنتاجيته العملية واندفاعه في ميادين العلم والترقي.
ويعد يوم العلم الذي تحتفي به الدولة في الثالث من نوفمبر من كل عام، صورة من صور التلاحم الوطني والاعتزاز برمزية علم الدولة، وصفحة من صفحات «البيت المتوحد»، حيث يجسد رفع الأعلام في مختلف الدوائر والمؤسسات والجهات، إضافة إلى المنازل، تأكيداً على عمق الولاء من شعب دولة الإمارات لوطنه، ودلالة تعكس مشاعر الوطنية والفخر بالانتماء إلى دولة الخير والسعادة والإنجازات.

قصة العلم
وتعود قصة علم دولة الإمارات، إلى الإعلان الذي نشرته صحيفة «الاتحاد» عن طرح مسابقة لتصميم علم دولة الإمارات، من قبل الديوان الأميري في أبوظبي حينها بالتعاون مع دائرة الإعلام في حكومة أبوظبي، وذلك قبل نحو شهرين من إعلان اتحاد الدولة، حيث تقدم للمسابقة 1030 تصميماً، تم اختيار 6 منها كترشيح أولي، ووقع الاختيار نهائياً على الشكل الحالي للعلم. واستلهم عبدالله المعينة، مصمم علم دولة الإمارات، تصميم ألوان العلم من بيت الشعر الذي قاله الشاعر صفي الدين الحلي «بيض صنائعنا خضر مرابعنا.. سود وقائعنا حمر مواضينا»، والصنائع هي الأعمال التي تميل للبر والمعروف والخير ويرمز لها اللون الأبيض، أما الوقائع فهي المعارك والحروب ويرمز لها اللون الأسود، والمرابع هي الأراضي الواسعة المعطاءة ويرمز لها اللون الأخضر، والمواضي هي السيوف التي خضبتها دماء الأعداء بعد الانتصار عليهم ويرمز لها اللون الأحمر.
وتنقسم المواصفات الفنية للعلم إلى 4 أقسام مستطيلة الشكل، حيث يبلغ طول القسم الأول «أحمر اللون»، بعرض العلم ويقع في الناحية التي تجاور السارية، وطول عرضه مساو لربع طول العلم، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فتحتل مساحة أفقية متساوية ومتوازية من العلم وبألوان مختلفة هي: الأخضر في الأعلى والأبيض في المنتصف والأسود في الأسفل.
وفي حال تثبيت العلم بوضعية أفقية يكون اللون الأحمر جهة اليسار، وفي حال تثبيته بوضعية رأسية يكون اللون الأحمر في الأعلى واللون الأخضر يكون جهة اليمين، وطول سارية العلم 3 أضعاف طوله، ويضاف شعار الدولة بمنتصف العلم باللون الأبيض في العلم الخاص برئيس الدولة، وعند تنكيسه، ينزل إلى منتصف السارية، أي تبقى السارية فارغة في الثلث الأعلى والثلث الأسفل ويبقى العلم في الثلث الأوسط.
العلم خفاقاً في المحافل الدولية
ورفع علم الإمارات في جامعة الدول العربية بعد الانضمام إليها في السادس من ديسمبر 1971، ثم رفع في الأمم المتحدة بعد الانضمام إلى عضويتها في العام ذاته لتصبح العضو 132 الذي يعترف بميثاق الأمم المتحدة، حيث رفرف علم الإمارات للمرة الأولى في مقر الأمم المتحدة في التاسع من ديسمبر عام 1971، ويعد عدنان الباجه جي أول ممثل للإمارات في الأمم المتحدة، وهو أول من رفع العلم في المقر بنيويورك بالولايات المتحدة الأميركية.

قانون العلم
وأصدر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، قانوناً اتحادياً رقم (2) بتاريخ 21/‏‏12/‏‏1971 بشأن علم دولة الإمارات والذي ينص على أنه يكون علم دولة الإمارات على الشكل والمقاييس والألوان التالية: «مستطيل طوله ضعف عرضه، ويقسم إلى 4 أقسام مستطيلة الشكل القسم الأول منها لونه أحمر يشكل طرف العلم القريب من السارية، طوله بعرض العلم القريب وطول عرضه مساو لربع طول العلم، أما الأقسام الثلاثة الأخرى فتشكل باقي العلم وهي أفقية متساوية متوازية، العليا منها خضراء والوسطى بيضاء والسفلى سوداء».
وأصدر مجلس الوزراء لاحقاً قراراً بشأن العلم تضمن أنه يرفع علم الدولة طيلة أيام الأسبوع بما فيها أيام الجمعة والأعياد الرسمية على جميع مباني الحكومة ووزاراتها ودوائرها وهيئاتها ومؤسساتها، ويجوز رفعه على المباني الخاصة في الأعياد والاحتفالات العامة والخاصة، كما يرفع العلم بصفة مستمرة ليلاً ونهاراً على المراكز الحكومية الواقعة على الحدود، كمراكز الشرطة والجمارك وسلاح الحدود وعلى المطارات والموانئ البحرية.
وشمل القرار رفع علم الدولة بصفة مستمرة ليلاً ونهاراً على كل سفينة أو قطعة بحرية تجارية أو حربية أجنبية أثناء وجودها داخل البحر الإقليمي للدولة، كما يرفع علم الدولة على السفن أو القطع البحرية الوطنية للملاحة في أعالي البحار أثناء وجودها في أي ميناء من شروق الشمس إلى غروبها، وعند دخولها أي ميناء أو خروجها منه، كما تضمن رفع العلم في المؤتمرات والحفلات، ويكون مكانه على جدران قاعة الاجتماع أو صالة الحفل ونحوهما.

دليل الاستخدامات الإرشادي
وينص الدليل الإرشادي لاستخدام علم الدولة، والذي اعتمده مجلس الوزراء على عدد من الإرشادات للعناية بالعلم، منها يجب أن يكون العلم دائماً نظيفاً ومكوياً، ويتم استبدال العلم بشكل دوري لضمان احتفاظه بألوانه ورونقه، كما يتم استبداله في حال تمزقه أو تلفه أو تغير لونه، كما يجب فحص العلم قبل رفعه في كل مرة. وأشار الدليل إلى ضرورة فحص العلم والتأكد من سلامته بعد هبوب العواصف القوية أو حدوث التقلبات المناخية المختلفة، وذلك للتأكد من سلامته، كما يطوى العلم في حال الانتهاء من مهمة رسمية أو مناسبة رسمية.

ساريات العلم
وتضم كل إمارة من إمارات الدولة، سارية خاصة بالعلم، حيث افتتحت سارية العلم في أبوظبي خلال عام 2007، ويبلغ طول العلم 30 متراً وعرضه 15 متراً، ويرفرف العلم على سارية بلغ طولها 123 متراً على كورنيش أبوظبي، بينما تحتضن دبي سارية علم الاتحاد في دبي، حيث يرفرف العلم على ارتفاع 120 متراً فوق المبنى الذي شهد إعلان ميلاد دولة الاتحاد في دار الاتحاد «قصر الضيافة».
وفي الشارقة، تحتوي جزيرة العلم على سارية بارتفاع 123 متراً، ليرفع عليها علم الدولة في أكبر سارية علم في الإمارة، وسابع أكبر سارية في العالم. ويقع مشروع جزيرة العلم قبالة المباني الحكومية في إمارة الشارقة، وتم تصميم سارية العلم لتكون العلامة الأبرز وسط جزيرة العلم، لتشكل نقطة جذب سياحية جديدة في الإمارة، ويضم المشروع مساحات خضراء للتنزه ومسرحاً مفتوحاً ومعرضاً فنياً.
وفي عجمان، تتواجد سارية العلم في حديقة الغرفة بمنطقة الجرف في مدينة عجمان، على ارتفاع 120 متراً، ليرفرف عالياً خفاقاً في سماء الإمارة، بينما يرتفع علم الدولة قرب مدينة محمد بن زايد في الفجيرة على سارية العَلم، التي يبلغ ارتفاعها 120 متراً، فيما تبلغ أبعاد العلم 30 متراً، وعرضه 15 متراً، وقطر دائرة العلم 60 متراً.
وفي أم القيوين، وتزامناً مع احتفالات الدولة باليوم الوطني الـ42، دشنت إمارة أم القيوين سارية العلم في حديقة الخور بأم القيوين على ارتفاع 120 متراً، كما دشنت في العام نفسه إمارة رأس الخيمة سارية علم بطول 120 متراً على خور رأس الخيمة بكورنيش القواسم.

رمز لهويتنا ولعزّة ورفعة وطننا
قالت سميرة النعيمي نائب مدير جامعة محمد الخامس أبوظبي للشؤون الإدارية والمالية: يتجدّد الاحتفاء بيوم العلم كرمز لهويتنا ولعزّة ورفعة وطننا الغالي إمارات المحبة والسلام، فالاحتفاء بيوم العلم من كل عام يرسّخ مرتكزات تردّدها قلوبنا قبل عقولنا وتحدّد هويتنا، لأنه عندما يعرف الإنسان من هو وما هو هدفه وإلى أين سيتجه.. حينها يشعر بالأمان والاستقرار فيعمل ويُبدع ويُعمّر بكل حب وسعادة. وتابعت: إن هذه المناسبة الجليلة ترسخ في نفوس أبناء وبنات الإمارات هذه المرتكزات وتحتفي بكل ما قدمته أيدي مؤسسي الدولة وما قدمته وتقدمه قيادتنا الرشيدة من عطاء وقدوات في العمل والجد والإخلاص والمثابرة والإبداع والابتكار في خدمة الوطن والمواطن.. ونشر الإيجابية ومبادئ الإنسانية وخدمة الناس داخل الدولة وخارجها.. وربط مشاعر الولاء والانتماء بالبيت الإماراتي المتوحّد لرفع علمه خفاقاً في جميع الميادين بسواعد أبنائه وبناته المخلصين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©