الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أوروبا... عودة «اليمين» المتطرف إلى الواجهة

أوروبا... عودة «اليمين» المتطرف إلى الواجهة
26 يوليو 2011 22:23
الحادث الإرهابي الأخير الذي وقع في النرويج يوم الجمعة الماضي، والذي أسفر عن سقوط ضحايا بالعشرات، لفت الانتباه إلى "اليمين" المتطرف والقوى السياسية التي تمثله، لا سيما وأن الشخص الذي ارتكب الحادث يتبنى أفكاراً يمينية متطرفة. ومن الواضح أن ثمة تيارات سياسية تعبر عن هذا الطيف المتطرف، وضمن هذا لإطار، يأتي حزب "الديمقراطيين السويدي"، الذي فاز بعشرين مقعداً (أي قرابة 5.7 في المئة من إجمالي مقاعد البرلمان السويدي) في آخر انتخابات برلمانية أجريت في البلاد عام 2010، وذلك بعد حملة انتخابية رفع خلالها شعار تخفيض معدل الهجرة بنسبة 90 في المئة، وهي حملة وصفها منتقدو الحزب بأنها" عنصرية" و" مصابة بخوف مرضي من الإسلام". ووفقا لما جاء في الموقع الإلكتروني لحزب "الديمقراطيين السويدي"، فإن الحزب يرفض" التعددية الثقافية" ويعزو تزايد معدلات الجريمة إلى المهاجرين، ويدعو لإنهاء "الدعم العام لمنظمات المهاجرين". ويضيف الموقع:"إن جميع الأنشطة الأخرى الهادفة إلى الترويج للثقافات والهويات الأجنبية يجب أن تُلغى". ويريد الحزب أيضاً تحريم"المنشآت الدينية" المبنية وفقا لطُرز معمارية غريبة مختلفة عن طراز العمارة السويدي، ومنع الموظفين العموميين من ارتداء ملابس لافتة للنظر ذات رمزية سياسية أودينية مثل الحجاب والعمامة. والأكثر من ذلك أنه يطالب الحكومة بدعم المهاجرين الذين يريدون العودة إلى أوطانهم. وفي فنلندا، حصل حزب"الفنلنديين الحقيقيين" على ثالث أكبر كتلة مقاعد في الانتخابات البرلمانية التي جرت في ذلك البلد في أبريل عام 2011 وهو ما يعادل 19 في المئة من إجمالي الأصوات.وهذا الحزب يتبنى مبادئ مبنية على القومية والمحافظة الاجتماعية. وميثاقه يعرف المسيحية بأنها علامة مميزة للفلندية ويهاجم حرية الهجرة، وأسلمة أوروبا. والفوز الذي حققه الحزب في الانتخابات كان رد فعل لظاهرة "حزم الإنقاذ" المقدمة للاقتصادات الأوروبية، ولكن بعض الفنلنديين يشعرون بالغضب بسبب تدفق المهاجرين، وما يسميه البعض منهم تآكل القيم الفنلندية الأصيلة. وفي هولندا نجد "حزب الحرية، ومعظم الشهرة التي حصل عليها هذا الحزب تُنسب إلى زعيمه المثير للجدل "جيريت ويلدرز"، الذي كان له الفضل الأكبر في تحقيق الحزب لانتصار انتخابي غير متوقع الصيف الماضي انتزع عن طريقه 23 مقعداً في البرلمان الهولندي ليصبح ثالث أكبر حزب في البلاد. وكان البرنامج الذي طرحه الحزب في حملته الانتخابية يقوم على ركائز أساسية منها منع القرآن، وبناء المساجد وفرض ضريبة على ارتداء الحجاب (أطلق على الحجاب مسمى"خرقة الرأس") . وبعد الفوز الذي حققه في الانتخابات قال السيد "ولدرز" في كلمة على شاشة التلفزيون الرسمي "لقد اختارت هولندا المزيد من الأمن، والأقل من الجرائم، والأقل من الهجرة، والأقل من الإسلام". وقد بُرأ "ويلدرز" في تاريخ سابق من هذه الصيف من تهمة تأجيج الكراهية ضد المسلمين. وتبرئته" تعد دليلاً على أن آراءه الراديكالية قد باتت تياراً رئيسياً في بلد ظل ينظر إليه لسنين طويلة على أنه الأكثر ليبرالية والأكثر سماحة في العالم" كان هذا ما جاء في تقرير لمجلة التايم. وفي الدانمارك، يوجد "حزب الشعب"، الذي احتلت أخباره الصدارة في وسائل الإعلام في تاريخ سابق من هذا الصيف للطلب الناجح الذي قدمه ولقي قبولا بأن تقوم الدانمارك بتطبيق بعض القيود على الحدود وهي قيود كان قد جرى منعها بموجب اتفاقية شينجن في تسعينيات القرن الماضي. ويحتل حزب الشعب الدانماركي 13.9 من مقاعد البرلمان وكان قد تم تأسيسه عام 1998، وتمكن بسرعة وبشكل منتظم من اكتساب المزيد من الأنصار ونجح في تحويل العديد من أحزاب التيار العام إلى "اليمين" وخصوصاً عندما كانت تلك الأحزاب تحاول إعادة استرداد الناخبين الذين اتجهوا إلى التيار "اليميني" وفقاً لتقرير "نيويورك تايمز". وبرنامج الحزب يقول إن المسيحية "جزء لا يتجزأ" من حياة الشعب الدانماركي، كما يقول إن الدانمارك ليست أمة مهاجرين ولم تكن كذلك في أي وقت من تاريخها. وأن الحزب لن يقبل بحال تحويل المجتمع الدانماركي إلى مجتمع متعدد الأعراق. وفي فرنسا يطغى "حزب الجبهة الديمقراطية" على أية تقارير تتناول اليمين المتطرف في البلاد، وذلك تحت قيادة "مارين لوبان"( ابنة مؤسس الحزب جون ماري لوبان). بدأ حزب "الجبهة الديمقراطية" ينحو إلى الاعتدال، ولكن لا يزال من الممكن وصفه -على الرغم من ذلك - بأنه حزب الجناح اليميني الفرنسي. في خطابها الأول كقائدة للحزب، تبنت "لوبان"موقفاً منفتحاً على كل من اليمين واليسار. ودعت إلى "وطنية اقتصادية واجتماعية"، وأكدت أن فرنسا ليست"خلافة"، وليست دولة إسلامية، ووصفت تيارات العولمة التي يتبناها اليسار الفرنسي بأنها" تسونامي ثقافي وتشيرنوبيل أخلاقي". وتحدثت "لوبان" عن الآراء الجوهرية التي تمثل صلب برنامج "الجبهة الوطنية" ومنها أن مصير فرنسيا كدولى عظمى يتعرض لتهديد ولتدمير من قبل الأجانب ومن قبل مشروعات التكامل الأوروبية. وقالت في هذا الصدد"إن بلدنا يواجه خطر التمزق... وقيم حضارتنا، وتقاليدنا، وأسلوبنا في الحياة، وأعرافنا تتعرض للتحدي في العديد من الأماكن سواء في المدارس أو في المجال العام أو في كافة دول الجوار". لم يتمكن حزب" الجبهة الوطنية" من كسب الكثير من المقاعد في الانتخابات، ولكن مما لاشك فيه أن حضوره في الفضاء السياسي الفرنسي كان عاملاً من العوامل التي دفعت ساركوزي للتحول "يميناً". وفي الانتخابات المحلية الأخيرة التي جرت في فرنسا، حصل الحزب على 15 في المئة من مجموع الأصوات. ارييل زيرولنيك محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©