نهاريا (اسرائيل) - أ·ف·ب: يرى سكان شمال اسرائيل ان الحرب في لبنان لم تنته الا على الورق في نص القرار الدولي 1701 وهم واثقون من ان المواجهة مع ''حزب الله'' قد تندلع مجددا في اي لحظة·
وتقول شولاميت بيريتس (47 عاما) التي تعمل نادلة في مطعم للبيتزا في بلدة نهاريا الساحلية التي تبعد حوالى عشرة كلم عن لبنان واصيبت بصواريخ ''حزب الله'' :''لن نكون يوما بامان بعد الان في اسرائيل، لا يمكن لاحد الانتصار في حرب الشوارع هذه''·
وتضيف المرأة التي تظهر علامات توتر شديد ان ''ابني يخدم في الجيش في لبنان ولم اره منذ اكثر من شهر، اريد العيش بسلام لكن المعارك قد تندلع مجددا الاسبوع المقبل''· وتوضح ''اقيم في شلوميت ومنزلي قريب جدا من لبنان، يمكنني حتى مشاهدة مقاتلي حزب الله، ما زالوا هناك''· وتضيف ''فقدت سبعة كيلوجرامات خلال شهر'' مشيرة الى سروالها الفضفاض·
ولا يرى ايزي زينو بائع المثلجات البالغ من العمر 29 عاما اي امل في هدنة دائمة برعاية الامم المتحدة· ويقول ''قوات يونيفل؟ عند اول طلقة نارية سيستقلون الطائرة ويعودون الى ديارهم وسيبدأ كل شيء من جديد''·
وفي كريات شمونة (24 الف نسمة) الواقعة على بعد خمسة كيلومترات عن الحدود وكانت اكثر مدن وبلدات اسرائيل عرضة لصواريخ حزب الله وقد تلقت اكثر من الف صاروخ، يستعد السكان نفسيا لـ ''الجولة الثانية'' التي انذر بها وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس·
واوضح عوفر زافريني مساعد مدير ثانوية دانسيجر التي يرتادها تلامذة من جميع انحاء المنطقة: ''وحده حل سياسي يمكن ان يضع حدا لكل هذا،
الناس متشائمون ويعتقدون انه ستكون هناك جولة ثانية''· وكان زافريني يتحدث وسط شظايا الزجاج والنوافذ المحطمة التي لا تزال تكسو ملعب المدرسة بعد ان اصيبت بصاروخ·
واوضح الشاب وهو من جنود الاحتياط وقد خدم في لبنان ''لم نكن مهيئين لهذا النوع من الهجمات، كنا نعتقد اننا ننعم بالسلام''· وكان من الممكن ان يتقبل السكان الاسرائيليون صدور طلقات متفرقة بين الحين والاخر مثلما كان الوضع عليه قبل الحرب الاخيرة، غير انهم يستعدون الان لامر اكثر خطورة·
وعبر رئيس البلدية حاييم بارفيفاي هو ايضا عن خشيته من اندلاع جولة جديدة من العنف· وقال ''طالما اننا لم نتوصل الى السلام، فهذا ممكن· يكفي ان نرى كيف وجدنا انفسنا في ثانية نخوض حربا ووجدناها تتوقف في ثانية ايضا''· ويتهرب رئيس البلدية من الرد على الاسئلة حول طريقة معالجة مشكلات المنطقة بعد ان واجه انتقادات شديدة من قبل السكان اخذت عليه عدم اعداد المدينة لسيل القذائف التي تساقطت عليها·
واكتفى بالقول ''بعد ان تعود الامور الى طبيعتها، سنجتمع كلنا معا لنرى كيف علينا ان نستعد''·
ومع الاقتراب من الحدود تزداد الاراء حدة وتتصاعد النبرة العسكرية ويقول بياليك بيلسكي صاحب فندق في بلدة المطلة الشمالية ''لطالما واجهنا مشكلات مع حزب الله في السنوات الست الاخيرة'' بعد انسحاب القوات الاسرائيلية من لبنان عام2000 ورأى انه ''طالما ان حزب الله على حدودنا فان الحرب ستستمر''، مؤكدا ''لكننا سنبقى، انا فلسطيني، يهودي فلسطيني، ونحن سكان المطلة لا نخشى الحرب''·
عدد اليوم
