ظل لافتاً ما يمكن استخلاصه من نتائج تفاعل الإنسان مع الجدار، وبالأخص دخول الفن، بأنواعه المختلفة كمؤشر للتعبير الاجتماعي، الذي أعاد صياغة محور الجدار، ممثلاً بذلك بانوراما بصرية؛ متضمناً الفن التشكيلي، كأيقونة تفاعلية، وتقنية الجص المجففة «سيكو» المستخدمة من العصور القديمة، وفن «الجرافيتي»، الذي يلاقي رواجاً محلياً والأكثر تأثيراً في حس المشاهدة المحلية، خاصة أن «الجرافيتي» ساهم في إحياء استخدامات الخط العربي، بعد سنوات من جموده في إطار اللوحات المتحفية.
وما يمكن ملاحظته من اهتمام ملحوظ بالجداريات، يقدم تصوراً نوعياً لإمكانية تحول المدينة إلى «جاليري» مفتوح، يُلهم الثقافة في الإمارات، ويُعيد رسم خريطة الفنون البصرية، وبالتالي الانفتاح على متغير فكري، يقود المجتمع إلى فهم علمي لاهتماماته وتوجهاته، مما يؤهل المؤسسات الثقافية، لاستحداث وسائل بصرية مبتكرة، للتفاعل مع الثقافة، من خلال الدفع بعجلة تأسيس البيئات التعليمية. وفي سياق آخر، فإن فن «الجداريات» يوازي القطاع العمراني، بوصفه القطاع الأكثر نمواً في الإمارات، والبحث في سبل دعمه لهذا الفن يُعد رؤية مستقبلية واردة.
سبب للاتصال
![]() |
|
![]() |
ويحسب للمؤسسات الحكومية الخدمية تبنيها الجانب الفني، الذي انطلق من فكرة زيادة الوعي المجتمعي، بأهمية الفنون كرافد ثقافي، يساهم في رفع الذائقة الفنية، ويؤدي لتعميق مستوى الحوار بين الأفراد، بل ويدعوهم للمشاركة في الإنتاج الفني، والأخير يستدعي دائماً حضور تجربة الفنان نفسه، وعن ذلك قال الفنان الصيني (Zeng Fanzhi) في أحد الحوارات الصحفية: إنه يتساءل عن ضرورة تجربة الحياة كما هي، وكيف أنه قرر رسم الأشياء التي من حوله، تلك التي جربها ورآها يوماً بيوم، الأشياء التي حركته وجعلته يشعر.
![]() |
|
![]() |