كانت الرحلة إلى طنجة أشبه باستجابة لدعوة حضور حفل زفاف في الحلم، عرس من طيف ومنام، هكذا كانت حفلة هروبنا الجميل ذات صباح ربيعي إلى ساحل تلك العروس الشمالية المتأملة في استرخائها العميق على البحر الأبيض المتوسط.
وهاأنذا أحاول من خلال الكتابة أن أمسك بالحبل السحري الخاطف الذي بعثر اشراقات دائمة في الذاكرة، وسويعات مدهشة توغلت في التفاصيل البعيدة في الروح، وانحازت في الذرات القصية للمخيلة، فكونت في اللاوعي رؤى إيحائية تبوح، في لحظات تجلي الحنين، بركضي السريع الذي كان بين رائحة أزقة طنجة وساحلها الوديع الأخضر وصخب مقاهيها في يوم واحد فقط.
برفقة ساق النبات
![]() |
|
![]() |
(هنا كان يمشي محمد شكري) قالها الكاتب المبدع عبد الرحيم جيران، الذي كان أبرز المصاحبين لنا في رحلة الملتقى، الرجل المدهش الذي يحمل في جسده روح النهار والنهر، رجل في هيئته يشبه ساق النبات الوليد الجديد في الحقل العتيق، كان يهرول في الشمس والهواء المتسلل بين فراغات الأزقة، ويستحثنا على ضرورة الحفر عميقاً في ثنايا تلك المتاهات للتعرف الجدّي على جوهر طنجة وسرها العجيب.
![]() |
|
![]() |