قمر خلف فاجأت الجمهور واستحقت التصفيق

نجحت النجمة السورية قمر خلف في رهانها على الأدوار المميزة والفارقة في مسيرتها الفنية، وعدم الدخول في مشاركات كثيرة، بهدف تحقيق الحضور على الشاشة الصغيرة، فحققت نجوميتها بالأدوار اللافتة البعيدة عن التكرار والتقليد والنمطية، وأضافت هذا العام إلى رصيدها نجاحاً جديداً من خلال شخصية (نسمة) في مسلسل (صبايا) الذي حصد جماهيرية واسعة. الجمهور الذي اعتاد على قمر في الأدوار الجادة ونجاحاتها في بعض الشخصيات السلبية، فوجئ بالإطلالة اللطيفة لها في (صبايا)، فقد قدمت شخصية (نسمة) الصحفية الجريئة المتخصصة بالحوادث بروح الفكاهة الكوميدية وبخفة ظل محببة، مما جعلها تحظى بالإعجاب والقبول والاهتمام منذ الحلقات الأولى للعمل. ولعل التناقض بين الاسم (نسمة) وفحوى الشخصية الجريئة والشجاعة والمغامرة. أضاف المزيد من الطرافة. فنسمة التي يشير اسمها إلى الهدوء والرومانسية، هي في الحقيقة (إعصار) كما دلت الأحداث وتفاصيلها وكما سمتها زميلاتها، وشكلت عنصر القوة في المنزل الذي يضم الصبايا الخمس، وهي التي أنقذتهن بذكائها وقوة شخصيتها من مواقف كثيرة. ويحسب لقمر أنها غامرت في أداء الدور وتمكنت من اللعب على تناقضاته ببراعة، فتخلت عن الرقة الأنثوية، لتأخذ هيئة (أخت الرجال) إن صح التعبير، على الرغم من أنها تمتلك كل ما يؤهلها لتعبر عن الأنوثة، فصنعت (كركتراً) مميزاً، أضيف كنقطة جديدة لامعة إلى سجلها الفني. وتكشف قمر بأنها درست في قسم الإعلام بكلية الآداب قبل أن تتوجه إلى الفن، وتضيف بأن هذه الدراسة ساعدتها على فهم روح الشخصية التي لعبتها في (صبايا) من حيث شروط الجرأة والمغامرة اللتين يتحلى بهما الصحفي الناجح. قدرات مختلفة وتعترف قمر أنها فاجأت الجمهور بهذا الدور المختلف عن طبيعة أدوارها في الفترة الأخيرة، وتحقق لها ما كانت تتوقعه منه تماماً، فقد غلب على مشاركاتها طوال مشوارها الفني الأدوار الجدية في الأعمال التراجيدية مع قلة في الأعمال الكوميدية. وقد أتاح لها المجال في (صبايا) بأن تعبر عن قدراتها الكامنة، حيث قاربت روح الكوميديا والفكاهة، وأضفت جواً من المرح. وتضيف بأنها حريصة جداً في انتقاء أدوارها، ولا تلعب الدور إذا لم يقدم لها شيئاً جديداً ومهماً، فهي لا تراهن على كثافة الحضور، ولا على الوجود الدائم على الشاشة. ولا سيما أن قلة من الأدوار تغريها وتشدها، ولهذا اكتفت في الموسم الماضي بعملين وشاركت في عمل ثالث كضيفة. وهي ترى أنه مع الجدية والاجتهاد اللذين تقدم بهما أدوارها ستحصل دائماً على شخصيات مهمة وصعبة تلبي طموحاتها وتنقلها خطوات إلى الأمام. السائرون نياماً وعن موازنتها بين أدوارها الجادة والكوميدية، والتي عرضت على الشاشة في وقت واحد خلال الموسم الرمضاني، تقول إن حرفية الممثل واجتهاده على الشخصيات التي يلعبها، هي التي تميز الشخصيات عن بعضها، وتحقق له الاختلاف، فالمطلوب من الممثل أن يقدم نفسه في كل دور بشكل جديد غير مكرور وغير قابل للتكرار. وفي ضوء هذا الفهم شاركت قمر في رمضان الماضي بمسلسل (السائرون نياماً) مع المخرج المصري محمد فاضل. وتدور أحداث العمل في زمن حكم المماليك، حيث يتناول الظلم الواقع على الشعب المصري خلال هذه الفترة، وما كان يتعرض له من مؤامرات خارجية، وجسدت قمر شخصية (جلبهار) الجارية، التي كانت بذكائها ودهائها تشارك في رسم سياسة البلاد من خلال تحكمها بالملوك والسلاطين، إلا أنها تجد في النهاية مصيراً بائساً بعد أن يكتشف أمرها. كما شاركت كضيفة في مسلسل (بعد السقوط) مع المخرج سامر برقاوي. شخصيات كامنة وتعتبر قمر الفنانة الكبيرة منى واصف قدوتها ومثالها الأعلى في الفن، فهي تكن لها احتراماً وإعجاباً كبيرين، وتقول إنها تعلمت منها الكثير، ولا سيما الالتزام والجدية والعطاء، وهي من القيم المفتقدة في وقتنا الراهن. وتميل قمر في حياتها إلى المرح، فهي تحب الضحك كثيراً. كما تحب الهدوء والموسيقى الكلاسيكية، أما المطبخ فتعشقه، وتستغل أوقات فراغها لتمارس هوايتها في الطبخ. وهي تحتفظ في بيتها بمكتبة أشرطة تضم نخبة من الأعمال السينمائية العالمية، وتبدو سعيدة جداً في حياتها، إلا أنها تشعر دائماً بالتقصير تجاه ابنتها، ولا سيما أن عملها الفني يشغلها عنها أحياناً. أما الندم فلم يعرف طريقه إليها، ولم تشعر به في يوم ما تجاه عمل فني قدمته، لأنها تبذل دائماً أقصى جهدها، وتدرس أدوارها جيداً. وتقول إن في جعبتها الكثير من الشخصيات والكركترات التي تحلم بتقديمها على الشاشة الصغيرة، وتحس بأن لديها طاقات وقدرات تحتاج إلى أعمال محرضة لكي تفصح عن نفسها.