الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

أردوغان يتعهد بالمصالحة والوفاق في تركيا

11 أغسطس 2014 23:50
تعهد الرئيس التركي المنتخب رجب طيب أردوغان، الليلة قبل الماضية، بتعزيز المصالحة والوفاق في تركيا بدلاً من نهجه السياسي العدواني أثناء توليه منصب رئيس الوزراء منذ عام 2003، لكن المعارضة التركية شككت في ذلك، مبديةً خشيتها من تحول البلاد إلى سلطة «استبدادية» في عهده الجديد. وبعد حملة دعائية لانتخابات الرئاسة اتسمت بنبرة عدوانية حادة في انتقاد خصومه، سعى أردوغان لتهدئة النفوس، معلناً بدء «عصر جديد»، بعيداً عن خلافات الماضي التي هزت تركيا طوال 11 عاماً. وقال لآلاف المؤيدين المتجمعين أمام مقر «حزب العدالة والتنمية» الحاكم بزعامته في أنقرة: «نختم اليوم مرحلة، وندخل في مرحلة جديدة. أقول هذا من القلب. فلنبدأ فترة مصالحة اجتماعية جديدة اليوم، ولنترك المناقشات القديمة في تركيا القديمة». وأضاف، مخاطباً معارضيه الذين يتهمونه بمحاولة «أسلمة النظام»، وكبح الحريات: «أتمنى أن يراجع كل من وصفوني بالديكتاتور والمتسلط موقفهم». وتابع: «سأكون رئيس سبعة وسبعين مليون تركي وليس فقط رئيس الذين منحوني أصواتهم، وأشكر جميع الناخبين، من دون استثناء، على مشاركتهم في الانتخابات». وعلى الرغم من النبرة المعدلة لخطابه الأول بصفته رئيساً منتخباً، إلا أن المعارضة نددت برغبته المعلنة في تعديل الدستور لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، الرمزية حالياً. وقال المتحدث باسم «حزب الشعب الجمهوري» المعارض الرئيس في مجلس النواب التركي هاليتش كوتش: «إننا الآن أمام سلطة قمعية لم تعد خاضعة للدستور بل تسعى لفرض نظامها الاعتباطي». واعتبر الأستاذ التركي في جامعة كامبريدج البريطانية، ضياء ميرال، أنه لأسباب عديدة، فالصعوبة الرئيسة التي تواجه أردوغان ليست في الفوز بالرئاسة ولكن ما يلي ذلك. وقال: «إن مستقبله السياسي يتوقف إلى حد كبير على الطريقة التي سيتمكن بها من المحافظة على سلطته على حزب العدالة والتنمية». وفور إعلان رئيس المفوضية العليا للانتخابات في تركيا سعدي غوفين مساء أمس الأول فوزه، قام أردوغان بزيارة رمزية إلى مسجد «أيوب سلطان»، حيث أدى صلاة، كما كان يفعل سلاطين الخلافة الإسلامية العثمانية التركية قبل اعتلاء العرش. واحتفل الآلاف من أنصاره في شوارع في المدن التركية الكبرى، مطلقين أبواق سياراتهم. وقال أحد المحتفلين في اسطنبول: «إننا سعداء للغاية! إننا نحبه بشدة، لأن كل ما فعله كان جيداً». وقال آخر، رافعاً العلم التركي: «نحن الآن بلد يعترف به جميع القادة الدوليين. اعتز بالقول: «إنني تركي». فيما انخفضت الأسواق في تركيا أمس الاثنين بعد فوز رجب طيب اردوغان في انتخابات الرئاسة، قيم المستثمرون المخاطر الاقتصادية التي قد تترتب على احتمال تركز المزيد من السلطات في أيدي رئيس الوزراء السابق. ومع تحول الاهتمام في الأسواق المالية التركية إلى الغموض بشأن السياسة النقدية لتركيا في المستقبل، وتشكيل فريقها الاقتصادي الجديد، انخفضت أسعار الأسهم في إسطنبول، وتخلت الليرة التركية عن مكاسب حققتها في مستهل التعاملات أمس. وقال الاقتصادي في أسواق اقتصاديات رأس المال «كابيتال إيكنوميكس ماركتس» وليام جاكسون: «كان منصب الرئيس (التركي) شرفياً إلى حد بعيد، ولكن يبدو أن السيد أردوغان سيسعى لتعزيز سلطاته. إذا حدث ذلك، فإن فوزه قد يحيط بيئة صناعة السياسات بمزيد من الغموض، ويحد من إمكانية التكهن بها». وأضاف: «بمرور الوقت، سيؤدي ضعف إمكانية التكهن بعملية صناعة السياسات، وتدهور المعايير المؤسسية بصفة عامة في تركيا إلى عزوف المستثمرين، وزيادة صعوبة جذب رؤوس الأموال». وقالت المحللة في «نورديا ريسيرش» إيمي يوان تشوانغ: «في الأسابيع المقبلة، من المرجح أن ترحب أسواق المال بفوز أردوغان باعتباره علامة على الاستقرار. لكن ستزيد ضبابية المشهد السياسي خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، بما يدعم توقعنا لانخفاض الليرة مقابل اليورو في هذه الفترة». ونزل سعر العملة التركية إلى 2,1555 ليرة مقابل الدولار الأميركي صباحاً، بعد أعلى مستوى سجله في التعاملات المبكرة عند 2,1351 ليرة، بدعم من فوز أردوغان في الانتخابات. ونزل المؤشر الرئيس لبورصة اسطنبول بنسبة %1,06 إلى 78359,54 نقطة، في حين ارتفع المؤشر الرئيسي للأسواق الناشئة وبنسبة 1%. وفي ردود الفعل الدولية، دعا الاتحاد الأوروبي أردوغان إلى توفيق المجتمع التركي. وقال رئيس المجلس الأوروبي فان رومبوي ورئيس المفوضية الأوروبية جوزيه مانويل باروزو ، في رسالة تهنئة مشتركة إلى أردوغان: «نهنئكم على انتخابكم، ونثق في أنك ستحافظ على الدور التوافقي الذي يتطلبه منصبك الجديد وستسعى، كما تعهدتم، إلى جمع كل المجموعات والمعتقدات الدينية والحساسيات والآراء وأساليب الحياة في المجتمع التركي». وذكَّرا بأن تركيا «شريكة جوهرية للاتحاد الأوروبي ودولة مرشحة للانضمام إليه وجارة وشريكة تجارية مهمة وحليفة دبلوماسية لدوله في السياسة الخارجية». وحثا أردوغان مواصلة جهوده لتسوية المشكلة الأقلية الكردية في جنوب شرق، وإيجاد مخرج لمشكلة قبرص العضو في الاتحاد الأوروبي والمقسمة إلى شطرين، تركي شمالي تحتله تركيا، وجنوبي يوناني. وهنأت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل أيضاً أردوغان، وأبدت رغبة شخصية في مواصلة وتعميق العلاقات «الودية التقليدية» بين بلديهما في عهده. وقالت، في خطاب تهنئة وجهته إليه: «إن ألمانيا وتركيا ترتبطان بشراكة وثيقة ومفعمة بالثقة، ولدينا الآن تحديات صعبة في المنطقة لا بد من مواجهتها. تركيا لديها هنا أهمية كبيرة». وأضافت: «أتمنى لك النجاح والمثابرة والقوة في مهامك المقبلة». وأعرب وزير الدولة في الخارجية الألمانية ميشائيل روت عن أمل بلاده في أن يوحد أردوغان المجتمع التركي. وقال لإذاعة ألمانية: «إن أردوغان أعلن بداية عصر للتصالح في بلاده، وهذا بالتأكيد أمر مهم للغاية. نأمل في أن يعقب تعهداته بأفعال»، وأضاف: «المجتمع التركي منقسم. هناك تقدم اقتصادي واجتماعي مبهر في تركيا، لكن فيما تعلق بالديمقراطية ودولة القانون والحريات لا يزال هناك الكثير لفعله». ورأي أن محاولة أردوغان تطبيق نظام رئاسي في تركيا ليست سلبية، وقال: «إن النظام الرئاسي لا ينتهك قواعد الدولة القانونية الديمقراطية، فالأمر يتوقف على تشكيل النظام نفسه، ومن المهم أن نعطي دفعة جديدة الآن لمفاوضات الانضمام الاتحاد الأوروبي، ومناقشة تلك النقاط الحساسة التي أثارت انتقادات خلال الأشهر الماضية، وهي: دولة القانون والديمقراطية وحرية الإعلام واستقلال القضاء». وسعى الرئيس الألماني يواخيم جاوك لمصالحة أردوغان بعدما أثار غضبه عندنا انتقد في شهر أبريل الماضي عندما انتقد ما اعتبره قصوراً في ديمقراطية تركيا. وقال في خطاب تهنئة له: «إن ألمانيا وتركيا مرتبطتان بشكل وثيق على كثير من الصعد، سواء اقتصادياً أو ثقافياً وإنسانياً بالدرجة الأولى». وأضاف: «أرى أن هناك فرصاً طيبة في جميع هذه المجالات للمزيد من توسيع العلاقات التعاونية بين بلدينا. سنستطيع، بالتأكيد مواصلة المباحثات، التي بدأتها خلال زيارتي لبلدكم في أبريل هذا العام، بشكل بناء وفي الوقت المناسب». (عواصم - وكالات)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©