أعلنت السلطات الإيرانية مقتل 38 شخصاً، جراء تحطم طائرة ركاب تابعة لشركة «سباهان» الإيرانية للخطوط الجوية بسبب عطل أوقف محركها بعد إقلاعها صباح أمس من مطار مهر آباد غرب طهران المخصص للرحلات الجوية الإيرانية الداخلية في طريقها إلى مدينة طبس في شمال شرق إيران.
وقال نائب وزير الطرق والمواصلات الإيراني أحمد مجيدي، ورئيس هيئة الطيران المدني الإيرانية علي رضا جهانغيريان، والمدير التنفيذي لشركة المطارات الإيرانية محمد إيلخاني، إن الطائرة المنكوبة من طراز «إيران-140» مطابقة لطائرة «أنتونوف-140» الأوكرانية، وهي نتاج تصنيع إيراني أوكراني مشترك في إيران، وقد انفجرت وانقسمت إلى شطرين، وسقط حطامها فوق أشجار واصطدم بجدار إسمنتي لثكنة سلاح الجو الإيراني في حي «آزادي» المخصص للعسكريين وعائلاتهم وسط طهران على بعد نحو 5 كيلومترات من المطار.
وأوضحوا أنها كانت تقل 40 راكباً، بينهم رضيعان وثلاثة أطفال تحت سن 12 عاماً، و8 أفراد طاقم، هم طيار أوكراني ومساعده وفنيان ومضيفان ورجلا أمن، أصيب 10 منهم بجروح وحرق خطيرة، وقتل الباقون، ولا ضحايا على الأرض.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية أن الطيار رصد مشكلة فنية بعد 4 دقائق من الإقلاع، وحاول العودة إلى المطار، ثم تجنب بصعوبة المباني وسوقا مكتظة قبل الكارثة.
وأبلغ شهود عيان «الاتحاد» في طهران، بأنهم سمعوا صوتاً مدوياً وخشوا أن يكون هناك زلزال، لكنهم نظروا إلى السماء، فشاهدوا النيران مشتعلة بطائرة مدنية انقسمت إلى نصفين بفعل الانفجار، وسقط ذيلها على بعد نحو 30 متراً عن مقدمتها التي احترقت بالكامل.
وقال شاهد عيان «إنه مشهد رهيب.
ذيل الطائرة سقط على طريق، وسقطت الطائرة على بعد 500 متر عن السوق، لو سقطت فوقه لسببت موت عدد كبير من الأشخاص».
وقال جندي «كنت ماراً على متن دراجة نارية وسمعت ضجيجاً صاخباً ورائي.
وعندما نظرت، رأيت طائرة متجهة صوبي.
ألقيت بنفسي على الأرض واصطدمت الطائرة بجدار إسمنتي».
وأضاف «هرعت مع أشخاص آخرين لإنقاذ الركاب، لكن حصل انفجاران أو ثلاثة انفجارات، واندلعت ألسنة النار».
وأمر الرئيس الايراني حسن روحاني بوقف جميع رحلات طائرات «إيران-140» الباقية وهي 8 طائرات.
وذكرت وسائل الإعلام الإيرانية أنه طلب من وزير الطرق والمواصلات المهندس محمود حجتي تقريراً كاملاً عن الكارثة، وفي انتظار ذلك، أمر بوقف رحلات هذا النوع من الطائرات كافة واحترام قواعد السلامة في جميع الرحلات الجوية.
وتحطم النموذج الأول من «إيران-140» في أصفهان على بعد 340 كيلومتراً جنوب طهران، بينما كانت تقوم برحلة تجريبية، ومنذ ذلك الحين، تستخدم تلك الطائرات في الرحلات الداخلية.
وشهد قطاع الطيران الإيراني خلال السنوات العشر الماضية حوادث تحطم طائرات متكررة، عزاها المسؤولون إلى العقوبات الدولية والغربية المفروضة على إيران بسبب برنامجها النووي، لأنها حالت دون شراء شركات الطيران الإيرانية طائرات أميركية وأوروبية جديدة أو قطع غيار للطائرات القديمة.
في غضون ذلك، صرح مساعد وزير الخارجية الإيراني لشؤون أوروبا وأميركا مجيد تخت روانجي، بأن بلاده لن تقبل بتخفيف العقوبات فقط، بل تطالب بإلغائها في أي اتفاق مع «مجموعة خمسة + واحد» المؤلفة من الدول الست الكبرى، الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، لحل مسألة برنامجها النووي.
وقال لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) الرسمية «إن موضوع الحظر (العقوبات) يشكل أحد محاور الخلاف بين ايران ومجموعة خمسة +واحد ونحن نتوقع مباحثات معقدة وصعبة بشأنه بالذات في المستقبل ونريد إلغاء الحظر نهائياً وليس تعليقه».
عدد اليوم
