إعداد ـ أيمن جمعة:
قررت الولايات المتحدة تجميد خطط تسمح للمستثمرين الأجانب بتملك حصة أكبر في شركات الطيران الأميركية وهي خطوة يرى المراقبون أنها تهدد الجولة الأخيرة من المحادثات التي تعرف باسم ''السماوات المفتوحة'' مع الاتحاد الأوروبي·
واعترفت إدارة الرئيس جورج بوش بأن مقترحات رفع القيود عن الملكية الاجنبية التي يتعين ألا تتجاوز 25 % قد تم تأجيلها الى ''أجل غير مسمى'' بسبب ضغوط من الكونجرس·
وقال جيفري شين وزير النقل الاميركي ''لن نضع الجدول الزمني الذي كنا نفكر في وضعه بحلول نهاية هذا الشهر او اوائل سبتمبر·'' وكان المفاوضون يأملون التوصل لاتفاق بحلول نهاية العام الحالي، حيث أعلن فرانسو لامبورو رئيس ادارة النقل في المفوضية الاوروبية أنه يأمل التوصل لاتفاق مبدئي بحلول نوفمبر·
ويستهدف الاتفاق التخلص من سلسلة اتفاقيات ثنائية بين اميركا ودول الاتحاد الاوروبي وابرام اتفاقية واحدة تنظم حركة النقل الجوي بين جانبي المحيط· كما تشمل الاتفاقية محادثات للتعاون بشأن السلامة والامن· وقد خولت دول الاتحاد الاوروبي في يونيو ،2003 المفوضية الاوروبية صلاحية التفاوض مع واشنطن بشأن اتفاقية بعدما خلصت محكمة العدل الاوروبية إلى أن بعض أجزاء الاتفاقيات الثنائية تنتهك قواعد الاتحاد·
''أسف أوروبي''
ورد الاتحاد الاوروبي بغضب على القرار الاميركي، وقال ستيفان دي رينك المتحدث باسم مفوض النقل الاوروبي ''ناسف لهذا التأجيل'' لكنه أوضح ان المسؤولين الاميركيين اكدوا له ان واشنطن لا تزال ملتزمة بالتوصل لاتفاق·
ويقول الخبراء إن التحرير الكامل للتحليق بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي قد يغير وجه صناعة الطيران، وقد يؤدي إلى اندماج عدد من خطوط الطيران·
وتشير صحيفة ''ديلي تليجراف'' البريطانية في تقرير الى ان الاتفاق يواجه معارضة شديدة في الكونجرس الاميركي، ويقول النائب جيمس اوبرستار إن ابرامه سيؤدي الى تسريح عمالة اميركية في حين أثار سياسيون اخرون هواجس بشأن الامن والسلامة· كما ان هناك مشاعر معادية بشكل متزايدة في واشنطن تجاه الاستثمارات الاجنبية خاصة واننا نقترب من انتخابات الكونجرس المزمعة في نوفمبر· ويحاول السياسيون الاميركيون اللعب بورقة ''الوطنية'' خاصة بعد الجدل الذي اثارته صفقة موانيء دبي بشراء شركة بي اند او البريطانية وما استتبع ذلك من حصولها على حق ادارة ستة موانئ اميركية، قبل ان يتدخل الكونجرس لمنع هذا الجزء من الصفقة·
ومن شأن التوصل لاتفاق بشأن ''السماوات المفتوحة''، ان يؤدي لدمج أكبر سوقين للطيران في العالم واللذين يمثلان 60 % من اجمالي حركة الطيران العالمية، وبما يسمح لشركات الطيران الاميركية والاوروبية بالطيران الى أي وجهة يريدونها من دون الالتزام بمسارات محددة عبر المحيط الاطلنطي، وبالتالي تقليل تكلفة السفر جوا·
وتتطلع الشركات الاوروبية من خلال هذا الاتفاق للحصول على حق تسيير رحلات على الخطوط الداخلية الاميركية· في حين يأمل الاميركيون من خلاله لالغاء اتفاق يعرف باسم ''برمودا ''2 والذي يسمح لاربع شركات فقط بالانطلاق من مطار هيثرو الى الولايات المتحدة وهي الخطوط الجوية البريطانية وفيرجين اتلانتك واميركان ايرلاينز ويونايتد ايرلاينز· ويقول المراقبون إن الاتفاق سيؤدي أيضا لاجراءات غير مسبوقة بما يفتح مسارات الطيران التي تخضع حاليا لقيود صارمة· في حين تؤكد سلطات الجانبين انها بحاجة ماسة للاتفاق·
''اتفاقيات ثنائية''
وقدرت دراسة وضعتها المفوضية الاوروبية ان يؤدي ابرام الاتفاق الى فوائد للمستهلكين تقدر بنحو خمسة مليارات دولار سنويا، وزيادة عدد المسافرين بمعدل 17 مليون راكب سنويا· ويتم حاليا تنظيم حركة الطيران بين اميركا واوروبا من خلال 11 اتفاقية ثنائية بين واشنطن ودول الاتحاد الاوروبي الخمس والعشرين· وتسمح هذه الاتفاقيات للشركات الاوروبية بالتوجه الى أي مطار اميركي ولكن من مطارات دولها فقط· ولذا فإن شركات الطيران الاوروبية قد تخسر هذه الحقوق اذا دخلت في صفقات اندماج· ويقول خبراء إن التحرر الكامل ستكون له تداعيات كبيرة على صناعة الطيران بالكامل وستفتح الباب امام سلسلة اندماجات كالتي حدثت بين اير فرانس مع كيه ال ام·
وتقول وزارة الخارجية الاميركية على موقعها بالانترنت إن اتفاقيات السماوات المفتوحة تؤدي لزيادة الطلب على الخدمات الجوية الدولية وتفتح افاق عمل جديدة لشركات الطيران الدولية· وتقول ''كما انها تعزز السفر والتجارة والانتاجية وفرص العمل وايضا النمو الاقتصادي، وذلك من خلال تقليل تدخل الحكومات في القرارات الاقتصادية الخاصة بشركات الطيران ·
ومضت تقول ''هذه الاتفاقيات تسمح لشركات الطيران الاميركية وشركات الدول الموقعة على الاتفاقيات بان تتخذ قراراتها بحرية بشأن المسارات واسعار التذاكر والانشطة الجوية بما في ذلك المشاركة في الرمز· وسياسات السماوات المفتوحة ناجحة لأنها تتواءم مع جهود عولمة الطيران·''
عدد اليوم
