الثلاثاء 19 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

هدى الخميس لـ «الاتحاد»: علينا أن نكون مشاعل التنوير والانفتاح والإخاء العالمي

هدى الخميس لـ «الاتحاد»: علينا أن نكون مشاعل التنوير والانفتاح والإخاء العالمي
20 نوفمبر 2017 16:28
حوار: فاطمة عطفة قالت هدى إبراهيم الخميس، مؤسس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، المؤسس والمدير الفني لمهرجان أبوظبي، إن التكريم الذي حصلت عليه مؤخراً من الرئيس الفرنسي بمنحها أعلى وسام، وتسلمته من معالي وزيرة الثقافة الفرنسية فرنسواز نيسن نيابة عنه، ليس تكريماً شخصياً وحسب، وإنما هو تكريم للثقافة والإمارات وقيادتها الحكيمة، بقدر ما هو تكريم لصاحب كل جهد وطني وفكري وثقافي وعلمي وفني في دولة الإمارات. وأكدت في حوار مع «الاتحاد» أن «كل تكريم يحمل في طياته مفاجأة مفرحة للنفس وسبباً للاعتزاز بالإنجاز، وكل إنجاز يحمّلنا مسؤولية أكبر، ويعطينا الحافز على الاستمرار والتصميم على استكمال مسيرة العطاء. وبالتالي، فإن المسيرة الطويلة منذ التأسيس هي مسيرة إنجاز لأبوظبي والإمارات، ولمجموعة أبوظبي للثقافة والفنون، مسيرة تحديات ومعوقات وتذليل صعوبات، وعمل يومي وجهد كبير في سبيل إثراء الرؤية الثقافية لدولتنا، وفي هذا كلنا جنود نستحق التكريم، وكلنا نسعى لأجل خير البلاد ونهضتها الثقافية»... هنا تفاصيل الحوار: * مر على تأسيس المجموعة 21 سنة من العمل الثقافي المتواصل، ما هي المعاني الجديدة التي يضيفها هذا التكريم، على المستوى الشخصي، والمستوى الثقافي والفني، وعلى مستوى الإمارات والمنطقة؟ ** لا ينفصل المستوى الشخصي عن المستوى الثقافي والفني طالما أننا متفرغون متطوعون للعمل الثقافي والإبداعي منذ ما قبل تأسيس مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون في العام 1996، وعاملون بشتى الطرق والسبل لأجل استدامة النهضة الثقافية منذ البدايات الأولى المتواضعة، وصولاً إلى تحقيق التماهي التام مع أهداف الرؤية الثقافية لأبوظبي والإمارات. نعم، لا يزال ينتظرنا المزيد من الحراك الثقافي والدبلوماسية الثقافية، والعمل على تحفيز الصناعات الثقافية والإبداعية، وصقل المواهب واحتضان الابتكار والمبتكرين. وأمامنا، كمؤسسات مجتمعية ذات نفع عام، المزيد من العطاء والجهد ونحن على أبواب إنجاز رؤية الإمارات 2021، ليكون جهدنا رافداً من روافد الإنجاز الوطني قيادةً وحكومةً وشعباً ومؤسسات، حاضراً ومستقبلاً، في إطار ثوابت ورؤية خطة الإمارات 2071. ومن هنا تكمن أهمية التكريم ليكون محفزاً لي وللمجموعة على الانطلاق إلى مراحل متقدمة جديدة في العمل الثقافي والفني والإبداعي. وتأتي أهمية قيامنا بواجباتنا الثقافية تجاه الوطن والآخر، مع توقيع معالي نورة الكعبي وزيرة الثقافة وتنمية المعرفة اتفاقية التعاون الثقافي بين الإمارات وفرنسا، تأكيداً لرؤية القيادة الرشيدة في توطيد علاقات الثقافة والإبداع بين البلدين، وتعزيز التعاون الثقافي الذي نعمل جميعاً على ترسيخه أداةً لإعلاء ونشر قيم التسامح والانفتاح وحوار الثقافات وتكاملها. كما لا نستطيع أن نفصل هذا التقدير عن المرحلة الجديدة من العمل الثقافي والحضور الثقافي للمجموعة إماراتياً وعالمياً، بالتزامن مع الانطلاقة المتوثبة لهذه المرحلة الخلاقة للإبداع الإماراتي، والانتقال إلى اقتصاد المعرفة وترسيخ مقومات جذب السياحة الثقافية، بافتتاح متحف اللوفر أبوظبي، مع ما يطلبه هذا الدور منّا أن نكون حاملي مشاعل التنوير والانفتاح والإيجابية وأصحاب رسالة الإخاء العالمي بكل تجلياته. * يشار إلى أن هناك ما يزيد على 40 ألفاً من أفراد المجتمع الإماراتي المواطن والمقيم، يشتركون في فعاليات المجموعة، إضافة إلى دعم الشباب العربي، هذا الاحتضان من دولة الإمارات للأجيال الجديدة كيف برأيك سوف يسهم في تعزيز دور الثقافة وإثراء الوعي الاجتماعي نحو الأفضل؟ ** نحن نلتزم رؤية القيادة الرشيدة في الإمارات، تلك الرؤية الثقافية التي ترى في الشباب عنصر الاستثمار المستقبلي الأغلى والأجدى في الوقت نفسه، فشبابنا هم مستقبلنا والاستثمار في تدريبهم، وصقل مواهبهم، وتطوير مهاراتهم القيادية، هو الوسيلة المثلى لبناء اقتصاد المعرفة والانتقال إلى أهداف مئوية الإمارات. معظم جمهور مهرجان أبوظبي من الشباب وطلبة المدارس، ويحضرني هنا أنّ الذين نتعاون معهم اليوم في مجالات عديدة بينها الفنون بكل مدارسها من الفنون التشكيلية، وفنون الأداء والموسيقى، وصناعة السينما والمسرح والأدب، ودعم الرسالة الإعلامية، هم الشباب الناشئة الذين احتضنا إبداعهم في بدايات عملنا وطورنا مهاراتهم حتى باتوا اليوم على ما هم عليه من خبرة ومهنية واحتراف. إن ما زرعه الآباء المؤسسون، وسرنا نحن في هديهم وعلى خطاهم، صار اليوم باسقاً شامخاً. والفكرة التي لم تكن مقبولة يومها، باتت مرحباً بها من قبل جميع فئات المجتمع دون استثناء. والجيل الشاب الذي اكتشفنا قدراته، ورعينا مواهبه قبل واحدٍ وعشرين عاماً، هو جيل القيادات وصناع القرار والمبدعين والأفراد المؤثرين اليوم في العديد من الجهات والهيئات والمؤسسات الوطنية. وهذا ما يؤكده الإقبال الكبير من الشباب اليوم على الاحتكاك بالرواد من الفنانين عبر المنصات الإبداعية التي نوفرها في مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون ومهرجان أبوظبي، وعبر العديد من فعاليات برنامجنا التعليمي المجتمعي. إن وعي الشباب بأهمية الفنون، كأداة معرفية وثقافية مستقبلية، هو الأساس الذي يعزز بنية إبداعية وطنية عبر العقود، ويخلق بالتالي اهتماماً مجتمعياً متزايداً بالدور الإيجابي والفاعل للشباب. * هناك مؤسسات ثقافية عالمية في بلدان غربية عديدة تعمل في حوار الثقافات. برأيك، لماذا جاءت هذه المبادرة الفرنسية لتكريم الثقافة الإماراتية قبل غيرها؟ ** إن فرنسا كانت عبر التاريخ مصدر إبداع وفكر وأدب وثقافة، ومبادرتها إلى تكريم منجز مجموعة أبوظبي للثقافة والفنون كعنصر من عناصر الحراك الثقافي والمنجز الإماراتي هي مبادرة تهدف إلى تقدير الدور الإماراتي الثقافي الرائد في حوار الثقافات والتبادل الحضاري والمعرفي بين الدول. كما أنها مبادرة تكريم لكل جهد ثقافي عربي وخليجي أولاً، وليس بالضرورة أن يكون التكريم بترتيب الفعل الثقافي الذي يخضع في كل حالة إلى شروط معينة ترتبط بحالة الدولة ورؤية القيادة والبنية التحتية للثقافة والسياسات الوطنية لرعاية الإبداع وصقل المواهب، وكل هذه الشروط اجتمعت - والحمد لله - في دولة الإمارات فأتاحت لنا أفراداً ومؤسساتٍ التميز في الإنجاز واستحقاق التكريم. * افتتاح متحف «اللوفر أبوظبي» يشكل فرحاً عارماً رسمياً وشعبياً في الإمارات، برأيك ما هي انعكاسات هذا المنجز التاريخي والحضاري على أجيال الإمارات، وعلى المستقبل بالمنطقة؟ ** إن افتتاح اللوفر أبوظبي يمثل واحداً من أهم الأحداث الثقافية في إماراتنا الحبيبة منذ التأسيس، فمع هذا الافتتاح لصرح ثقافي عالمي على أرضها، تقف الإمارات عالمياً كمنصة تسامح ومنارة تنوير وإشعاع حضاري وحوار ثقافات، مؤكدةً على أن التسامح هو السبيل الوحيد لتزاوج الثقافات وتلاقيها حول قيم الأخوة الإنسانية التي تعلمناها من إرث المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وإخوانه مؤسسي الاتحاد. إن فرحتنا بهذا الإنجاز الوطني هي فرحتنا بأجيالنا القادمة التي سيمثل هذا المتحف لها مدرسةً للفنون ومساحة تفاعل إنساني ثقافي وفني خلاق ومعبّر ومبدع، كما أن اللوفر أبوظبي سيحمل رسالة الجمال إلى العالم، رسالة مفادها أن الإمارات ترسّخ مكانتها كأيقونة للتاريخ، تصنع حضارتها ونهضتها، بالقوة الناعمة وأدوات الثقافة والفنون.  
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©