الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«بلد المهاجرين».. تاريخ حافل بالانقسام حول الهجرة!

«بلد المهاجرين».. تاريخ حافل بالانقسام حول الهجرة!
2 فبراير 2017 22:51
نيويورك (أ ب) لطالما ارتبطت صورة أميركا بـ«بوتقة الانصهار» مثلما وصفها الكاتب البريطاني «زانجويل» عام 1908 في مسرحية تحمل الاسم ذاته، فهي أمة ترحب بالبائسين المرفوضين من العالم، ودولة بناها المهاجرون، وشعارها «واحد من الكثرة» من بين شعارات أخرى كثيرة! بيد أن تاريخ أميركا مليء أيضاً بجهود إغلاق بابها الذهبي أمام القادمين من الصين ومن شرق وجنوب أوروبا، ومؤخراً من دول ذات أغلبية مسلمة، وهو ما يشي بأن علاقة أميركا بالهجرة تبقى دائماً «معقّدة». وأفادت «إريكا لي»، مدير مركز أبحاث «تاريخ الهجرة» في جامعة «مينسوتا»: «بأن كثيراً من الأميركيين سواء السياسيين أو المواطنين يتحدثون عن تأثير قرارات الإدارة الجديدة، ويقولون إننا دولة مهاجرين، وتتناقض هذه السياسات مع قيمنا المهمة، وهذا أمر حقيقي تماماً». لكنها استدركت قائلة: «لدينا أيضاً سجل حافل بحظر المهاجرين، وترحيلهم وبناء الأسوار!». وقالت «ماي نجاي»، أستاذة التاريخ في جامعة «كولومبيا»، ومؤلفة كتاب «الموضوعات المستحيلة: الأجانب غير الشرعيين وصنع أميركا الحديثة»: «إن التوترات بشأن قبول أو رفض المهاجرين تظل حاضرة دائماً». وأدرك قادة «المستعمرات الأميركية» أنهم بحاجة إلى مهاجرين لإعمار أراضيهم الجديدة، لكن «بنيامين فرانكلين» ضاق ذرعاً بتدفق الألمان «داكني البشرة»، وتم سنّ قوانين في 1798 جعلت من الصعب الحصول على الجنسية، ومن السهل ترحيل غير المواطنين الذين يعتبرون خطرين. وكانت تلك القوانين مثيرة للجدل، ولم يتم تجديد معظمها بعد انتهاء العمل بها في غضون أعوام قليلة، لكن قانون الترحيل لا يزال سارياً إلى الآن، والمبرر أن بعضاً أو كثيراً من المهاجرين كانوا خطرين، ومن ثم تم تفعيله مراراً وتكراراً. وفي عام 1868، وقعت الولايات المتحدة معاهدة تشجع هجرة الصينيين، وبعد 24 عاماً أخرى، أعاد قانون «طرد الصينيين» المهاجرين من الصين التي كانت حتى آنذاك أكبر دول العالم من حيث تعداد السكان. وما بين المعاهدة وقانون الطرد، أصبح يُنظر للمهاجرين الصينيين الذين ساعدوا على بناء دول الغرب باعتبارهم «تهديداً»، وكان يشار إليهم بـ «الخطر الأصفر»! وامتزج الخوف بالتعصب في عام 1917، عندما مرّر الكونجرس قانوناً يطالب باختبار القراءة والكتابة للمهاجرين، حتى رغم أربعة اعتراضات «فيتو» رئاسية. وقالت «نجاي» لم يتمكنوا آنذاك من قول: «امنعوا اليهود والإيطاليين، لكن كان ذلك هو الهدف». وفي 1921 و1924، في أعقاب الحرب العالمية الأولى والخوف من الشيوعية التي أعقبت الثورة الروسية، تم تطبيق نظام الحصص، التي وضعت قيوداً للهجرة من الدول التي اعتبرت غير مرغوبة، وتم تقليص الهجرة من أفريقيا، ومنعت من الدول الآسيوية والعربية، وتم وضع عراقيل أمام القادمين من جنوب وشرق أوروبا. وحظرت أميركا اللاجئين اليهود من أوروبا أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية. ونوّهت «ماريا كريستينا جارسيا»، أستاذة الدراسات الأميركية في جامعة «كورنيل»، «أنه على الرغم من كافة شكوك الأميركيين تجاه المهاجرين، لكن كان هناك تقدير لجهودهم». وأوضحت «منذ بداية الجمهورية، أدرك الأميركيون أن المهاجرين ضروريون لبناء دولتهم، فحرث المهاجرون وعملوا في المصانع وعبّدوا الشوارع، وشقوا القنوات والسكك الحديدية». وأضافت «جارسيا»: «استخرجوا الفحم، وزرعوا وحصدوا، وقدموا الخدمات الأساسية، واستقطبتهم الحكومة والشركات لتسهيل النمو الاقتصادي». وكانت أميركا دائماً حلماً لكثير من الشباب المتعلمين، ولا تزال بالنسبة لهم أرض الفرص. وخلال الفترة من أكتوبر 2015 إلى يونيو 2016 تم تقديم أكثر من 700 ألف طلب للحصول على الجنسية، بزيادة 25 في المئة مقارنة بالعام السابق. وأصدرت الولايات المتحدة أكثر من عشرة ملايين تأشيرة دخول في 2015.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©