الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

احترام الكبير

19 أغسطس 2006 01:04
كلنا نعيش ولله الحمد في مجتمع متكامل متآلف متعاون، الصغير يعين الكبير، والكبير أيضا يعين الصغير، كون الصغار اللبنة الأساسية في المجتمع، وبهم يزدهر وينمو ويتقدم المجتمع إلى الأمام، فتعاون الكبير مع الصغير مهم للتآخي مع بعضهم البعض في زرع بذور النقاء والاحترام والتميز في المجتمع ، ولكننا في بعض الأحيان نجد بعضاً من الصغار يريدون أن يعكسوا ''الآية'' وأن يخربوا تركيبة هذه المعادلة، بعدم احترامهم وتقديرهم للكبير، ومد ''اللسان الطويل'' في وجوههم، فالكلمة عندهم بـ 20 كلمة، و''رشة الماي'' عندهم بالدم والسكاكين، وما خفي كان أعظم!! والكثير منا يا أحبابي يشهد يومياً صوراً متنوعة من هذه الشاكلة من الناس، لا الأخت الصغيرة تحترم أختها ولا البنت أو الولد يحترمان أمهما وأبوهما، والكثير منهم وللأسف يرفعون أصواتهم في وجوههم ، مواقف عديدة شهدتها وشهدها العديدون من حولي، من قلة أدب وسوء احترام للكبير، وإذا أردت أن ''ترمسهم'' وتنصحهم كونك مسلم ومن أهم واجباتك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، يردون عليك و''اسكت أحسنلك ولا رمس الكراسي اللي جدامك'' ويقلون أدبهم بغلق الباب في وجهك أو يطردك من محله!! والله إني لم انته أبداً، كم وكم سأحدثكم عن مثل هذه الأمور التي يحزن الفؤاد لها ويغتاظ القلب للكثير من المواقف السخيفة التي تحدث في هذا الشأن، وقد واجهنا في الحياة العديد والعديد منها، وبالتأكيد قد تكون أنت أيها القارئ العزيز أحد الذين تعرضوا لها، وأصبحت في موقف لا يحسد عليه أبداً أبدا!! فيا أيها الصغير: يا من تظن نفسك بأن معنى القيادية وفرض نفسك بين الجميع: الخشونة والغلظة واللسان الطويل·· الله سبحانه وتعالى قال لرسوله: ''ولو كنت فظا غليظ القلب لأنفضوا من حولك''، رسولنا الكريم كان نعم اللين الطيب الحكيم في تصرفاته وكانت من أهم صفاته القيادة والعفو عند المقدرة ومسامحة من حوله وكظم الغيظ· فمن تكون أنت كي تتغطرس وتتكبر وتطول لسانك!! ومن تكون أنت كي ترفع صوتك على من هو أكبر منك سناً وعقلاً ورجاحة!! يا أيها الصغير·· لا تطلق طلقات تصيب أخاك المسلم بجراح أليمة، قد تدوم في قلبه لسنوات وسنوات·· بل كن عاقلاً حكيماً· وعد من 1 ـ 10 قبل أن تتفوه بأي كلمة·· وتدبر قوله تعالى ''ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد'' فالكبير كبير مهما كان، فلا نطول ألسنتنا عليه ولا نجرح شعوره ونحط من كرامته، بل يجب عليك أن تجعل ''الاحترام والتفاهم'' من أساسيات قاموس حياتك · وآمل عبر هذا المقال أن تكون رسالتي للصغير واضحة ومفهومة، كي يحترم الصغير أخاه المسلم الكبير، ونتمنى أن لا تكون هناك خلافات أبداً، بين أولادنا وآبائنا، ولا بين أخوتنا المسلمين مع بعضهم أبداً· ريا المحمودي ـ رأس الخيمة
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©