الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

التغير المناخي يلقي بظلاله على صناعة السيارات

التغير المناخي يلقي بظلاله على صناعة السيارات
12 فبراير 2008 23:40
يتفق معظم خبراء صناعة السيارات على أن القوة المفرطة، والطاقة الميكانيكية العالية، والرقم الضخم من السنتمترات المكعبة التي تقيس سعة المحركات، لم تعد تمثل المعايير المقبلة للنجاح في صناعة السيارات· وتحت عنوان ''أميركا جاهزة لاطلاق النار على محركات الأسطوانات الثماني'' كتب الخبير هيلتون هولووي مقالاً في مجلة ''أوتوكار'' الإنجليزية قال فيه: ''لا شك أن المحركات الهجين وتقنيات الشحن التوربيني للوقود الحيوي، هي التي تحمل سمات وخصائص مستقبل صناعة السيارات، وهي التي ستستبدل المحركات ذات السعات العالية من أجل تحقيق شعار ''أميركا جديدة أكثر اخضراراً''· وأشار هولووي إلى أن القوانين الجديدة التي ينتظر العمل بها في الولايات المتحدة خلال السنوات القليلة المقبلة، سوف تفرض على شركات صناعة السيارات المحلية والعالمية الالتزام بتخفيض معدل استهلاك الوقود إلى ما دون اللتر الواحد في كل 17 كيلو مترا· وهو رقم يقلّ بنحو أربع مرات عن استهلاك معظم سيارات الاستخدامات الرياضية الضخمة ذات الاسطوانات الثماني التي تنتشر في الولايات المتحدة· وفي أواخر عام ،2007 وقع الرئيس بوش قانوناً من شأنه أن يغير مستقبل صناعة السيارات برمته ويقضي بالإسراع في ابتكار التكنولوجيات الجديدة التي تضمن تخفيض استهلاك الوقود المستورد إلى الحد الأدنى· وكان لا بدّ لصنّاع السيارات في الولايات المتحدة أن يجدوا في هذه السياسة الجديدة ما يكفي من الإيحاءات للتوقف عن بناء المحركات الضخمة من فئة الأسطوانات الثماني التي تفوّق الأميركيون في صناعتها على غيرهم· وتم التوقيع على القانون الجديد في 19 ديسمبر الماضي؛ وتضمن إشارات واضحة تحثّ كافة القطاعات الصناعية من دون استثناء للعمل على مكافحة ظاهرة احترار الأرض ونشر استخدام الوقود الحيوي على أوسع نطاق من أجل تخفيض مستوى الاعتماد على النفط الخام المستورد من الشرق الأوسط· وتضمن القانون مادة تتعلق بتخفيض معدل استهلاك الوقود في السيارات الأميركية إلى ما دون اللتر الواحد في كل 17 كيلو مترا بحلول عام ·2020 وتحسّباً لأية محاولة لتطبيقه بطريقة تعسفية، حذّر القانون صنّاع السيارات من مغبّة اللجوء لبناء سيارات بالغة الصغر ما لم تتوفر فيها كافة شروط ومعايير السلامة المعمول بها في الولايات المتحدة· وترتبت على هذا القانون الملزم أيضاً، الكثير من النتائج على صناعة السيارات في أميركا حين عمدت كبريات الشركات هناك، وخاصة منها العمالقة الثلاثة: ''جنرال موتورز'' و''فورد'' و''كرايسلر''، إلى إنفاق مليارات الدولارات على بحوث تطوير المحركات الهجين وخلايا الوقود وبطاريات أيونات الليثيوم بالإضافة لتطوير التكنولوجيات المتخصصة بتوفير الوقود في المحركات التقليدية· وحددت نصوص القانون الجديد مستوى الانبعاثات الغازية من ثاني أوكسيد الكربون في السيارات الأميركية بـ160 جراماً في كل كيلو متر، وهو أكبر بقليل من الرقم الذي ستلتزم به مصانع السيارات الأوروبية ويبلغ 140 جراماً من ثاني أوكسيد الكربون في كل كيلو متر· وتكمن المشكلة الكبرى بالنسبة لصنّاع السيارات الأميركيين في ضيق المهلة الزمنية الممنوحة لهم للامتثال للقانون الجديد والتي تقلّ عن عشر سنوات· وكان لحاجة الأسواق وتغيّر توجهات المستهلكين، أن تفرض على شركات صناعة السيارات في أميركا سباقاً محموماً لتقديم طرازات جديدة تتميز بفعالية عالية في استهلاك الوقود، وتخفيض كبير في معدل الانبعاثات الغازية· وبدا في كل هذه الحالات أنه بات من الضروري التخلّي عن المحركات العملاقة ذات الأسطوانات الثماني وعلى رأسها محرك ''جنرال موتورز'' الشهير (نورث ستار في 8) Northstar V8 الذي ينتظر إحالته على التقاعد بحلول عام 2010 حتى يفسح المجال للمحركات المبنية وفق الأسس والتعاليم البيئة الجديدة· ويقول التقرير: ''وإذا كان يبدو من الوهلة الأولى أن من الصعب بالنسبة لصناعة السيارات الأميركية أن تتخلى عن هذا المحرك المتطور، إلا أن الحقائق الماثلة على الأرض تشير إلى أن أيام ''نورث ستار في ''8 باتت معدودة وخاصة في السيارات ذات الاستخدامات العادية· ولا شك أنه سيستمر في السيارات ذات الاستخدامات الخاصة ومنها بشكل خاص السيارة السوبررياضية ''شيفروليه كورفيت''· وأشارت ''جنرال موتورز'' إلى أنها تعتزم استبدال محركات الأسطوانات الثماني بأخرى ذات 6 أسطوانات· ومنها المحرك (إم كي إس) حثس الذي يتألف من 6 أسطوانات ويولّد 340 حصاناً ويعمل بتقينة الشحن التوربيني المضاعف للبنزين· وهو الذي عمدت إلى عرضه ضمن فعاليات الدورة الأخيرة من معرض ديترويت· وعمدت ''فورد'' من جهتها إلى استبدال محرك النسخة الجديدة من سيارتها ذات الاستخدامات الرياضية (إكسبلورر) بمحرك جديد يتألف من 4 أسطوانات يمكنه توليد 275 حصاناً من الطاقة الميكانيكية وترتفع فعاليته في حرق الوقود بمعدل 30% عن المحرك السابق· نقلاً عن ''أوتوكار''
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©