دبي - مصطفى عبدالعظيم:
خلال فترة لا تتجاوز الشهر الواحد تقريبا نجحت موانئ دبي العالمية في إعادة اكتشاف قارة أميركا الجنوبية ومنطقة الكاريبي بعد أكثر من خمسة قرون، من اكتشافهما للمرة الأولى من قبل الرحالة الإسباني كريستوف كولومبس، الذي نجح في اكتشاف الأرض والإنسان، فيما اكتشفت موانئ كنزا من الفرص الاستثمارية الواعدة في بلدان هذه المنطقة التي تتعطش للاستثمارات القادمة من الشرق·
ويرى كثير من المحللين والخبراء في دول هذه المنطقة الى جانب رجال أعمال ومستثمرين إماراتيين في خطوة موانئ دبي العالمية بالاتجاه الي ابعد نقاط التجارة في العالم، انها بمثابة نقطة بداية نحو فتح الباب أمام التدفقات الاستثمارية من منطقة الخليج بشكل عام ودولة الإمارات العربية المتحدة على وجه الخصوص، إلى دول أميركا اللاتينية التي تتعطش لهذه الاستثمارات·
ويؤكد مسؤولون حكوميون في عدد من هذه الدول وخاصة في بيرو وجمهورية الدومينكان وبنما والأرجنتين ان المنطقة بشكل عام ترحب على نطاق واسع بقدوم الاستثمارات الخليجية لاسيما وان معظم اقتصادياتها تشهد مرحلة انتقال واسعة من الاقتصاديات المغلقة الى العمل بآليات السوق الحر وما يتبع ذلك من تزايد في عمليات الخصخصة وفتح المجال واسعاً أمام الاستثمار الأجنبي المباشر·
كما يشيرون الى ان كثيرا من دولهم لديها رغبة حقيقية في تنويع مصادر الاستثمارات المتدفقة إليها من خلال سعيها لتوقيع اتفاقيات استثمارية وتجارية مع دول في مناطق مختلفة من العالم، ومما يؤكد على الآثار الايجابية السريعة لخطوة موانئ دبي العالمية تلك هو الاستجابة الفورية لمستثمرين ورجال أعمال من الإمارات يقومون حالية بجولة استكشافية للفرص الاستثمارية المتاحة في تلك البلدان، فهناك وفد استثماري عالي يزور الأرجنتين حاليا لهذا الغرض، كما صرح بذلك أحد أعضاء الوفد لـ ''الاتحاد''·
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن الحافز الأساسي وراء هذا القرار هو خطوة موانئ دبي التي شجعت كثيرا من المستثمرين لاستغلالها والتعرف على هذه البلدان بشكل أكثر عمقاً، مشيرا الى ان هناك مشاريع وأفكارا كثيرة يمكن ان نطرحها على الجانب الأرجنتيني مثل إمكانية تصنيع المنتجات التي لا تتوفر لديهم المواد الخام اللازمة لتصنيعها وتتوفر لدينا، ومن ثم نقوم بتصديرها مباشرة إليهم حيث لم يعد هناك مشكلة في الشحن البحري وربما الجوي قريباً بعد ان تقوم طيران الإمارات بتسيير رحلات مباشرة الى هذه البلدان·
وفي الوقت الذي أعلنت فيه موانئ دبي العالمية فعلياً استثمار مليارات الدراهم في عمليات استحواذ وتطوير وتشغيل موانئ ومحطات حاويات في أربع مناطق في اميركا اللاتينية والكاريبي وتحديدا في بيرو وفنزويلا والدومينيكان والأرجنتين، كشفت الشركة عن نيتها التوسع في شراء وادارة موانئ جديدة في هذه المنطقة خلال السنوات الثلاث المقبلة في ظل معدلات النمو القوية التي تحققها الموانئ التابعة لها في هذه المنطقة·
ويؤكد الرئيس التنفيذي لموانئ دبي العالمية سلطان بن سليم أن الشركة قامت بدراسات مكثفة حول الموانئ التي تقوم بشرائها في اميركا اللاتينية وان جميعها اثببت الامكانات الضخمة لهذه المنطقة بالنظر لمعدلات النمو القوية بها، مشيراً الى ان خبرة موانئ دبي العالمية في الإدارة والتشغيل سترفع من مستوى هذه الموانئ بما يتيح تحقيق نتائج قوية في المستقبل القريب·
وأوضح ان إدارة موانئ دبي العالمية لميناء كاياو في بيرو وكايسدو في الدومينكان ستفتح افاقاً جديدة للعلاقات التجارية معهما خاصة ان ميناء كاياو يعد الاسرع نمواً على الساحل الغربي لاميركا الجنوبية حيث يسجل نموا سنويا اجماليا سنويا يزيد عن14 % ومن المتوقع ان تصل الطاقة الاستيعابية لهذا الميناء الجديد مع اكتمال مرحلتيه الى 1,35 مليون حاوية نمطية، فيما يتوقع ان يصبح ميناء كاوسيدو واحدا من اكبر الموانئ في الكاريبي في المستقبل القريب·
كما اتجهت موانئ دبي العالمية أيضاً نحو جمهورية بنما الواقعة في وسط أميركا الجنوبية بين المحيطين (الهادئ والأطلنطي) وبحر الكاريبي، بهدف استكشاف عدد من فرص الاستثمار، بما في ذلك إنشاء موانئ ومناطق حرة جديدة، وحوض للسفن ومرافق أحواض جافة، وتوسيع قناة بنما، ومشاريع عقارية وبورصات سلع·''
وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر قوية في موانئ دبي العالمية أن جهود الشركة لن تكتفي بهذه المناطق فقط بل سيكون هناك توسعات أخرى كثيرة في المستقبل سيتم الإعلان عنها في أوقات لاحقة حيث تجري الشركة تقيماً شاملاً لهذه الفرص وجدوى الاستثمار بها، فإنه وفي المقابل هناك دلالات قوية على إمكانية زيادة معدلات التبادل التجاري بين منطقة الخليج والشرق الأوسط وبلدان أميركا اللاتينية في المستقبل القريب وذلك انعكاساً للتوسعات الكبرى لموانئ دبي العالمية·
عدد اليوم
