الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

أحمد حسن أحمد: تنقصنا الثقافة السينمائية

أحمد حسن أحمد: تنقصنا الثقافة السينمائية
20 يوليو 2015 22:45
إبراهيم الملا (الشارقة) يعد أحمد حسن أحمد من المواهب السينمائية الشابة التي ساهمت بفاعلية وحماس في ظهور حركة سينمائية إماراتية متدفقة بتجاربها الواعدة والمبشرة قبل خمسة عشر عاما، عندما كانت مسابقة أفلام من الإمارات في المجمع الثقافي في أبوظبي هي الشرارة الفنية الأولى التي أنتجت منذ العام 2001 ذلك الوهج البصري المتواصل إلى اليوم، والمزدحم بطموحه ورغبته المخلصة في تقديم فيلم إماراتي ناضج ومؤثر وملفت في الساحة المحلية والدولية أيضا. وكان أحمد حسن في تلك الفترة المبكرة يعمل وما يزال حتى اليوم خلف كواليس الأفلام الروائية القصيرة والطويلة والتسجيلية، لاقتناص تفاصيلها الخفيّة، وحسّها الجمالي الخاص المتوفّر على قدر عال من الاعتناء بالديكور وبيئة التصوير، لتقديم قصص إنسانية معبرة وسط كادر بصري مشوق ومدهش في آن واحد. عمل أحمد حسن في توفير المتطلبات الإنتاجية لأفلام مبكرة مع شقيقه المخرج عبدالله حسن، وشقيقه الشاعر وكاتب السيناريو محمد حسن، ثم عمل كمدير إنتاج مستقل مع مخرجين آخرين ضمن توجهات فنية وأسلوبية متشابهة ومتناغمة مثل المخرج وليد الشحي، والمخرج خالد المحمود، وسعيد سالمين وغيرهم، كما ساهم في العمليات الإنتاجية لأفلام الطلبة والطالبات لتنفيذ مشاريع تخرجهم من الكليات والمعاهد التقنية والإعلامية. وبعد هذه الخبرة السينمائية المتراكمة يسعى أحمد حسن لخوض مغامرة الإخراج بنفسه ولأول مرة من خلال فيلم روائي قصير لم يحدد له عنوانا بعد، للمشاركة به في الدورة القادمة من مهرجان دبي السينمائي في ديسمبر القادم. في الحوار التالي يحدثنا أحمد حسن عن مغامرته الإخراجية الأولى، وعن شغفه بالسينما وظروف ارتباطه وتعلقه بها، وقراءته للواقع السينمائي المحلي وما يواجهه هذا الواقع من تحديات وصعوبات، وما يختزنه من طموحات وأحلام مؤجلة. بداية يشير أحمد حسن إلى أن الإصابة القوية التي لحقت به ومنعته من مواصلة اللعب في إحدى أندية كرة القدم الشهيرة في رأس الخيمة، هي التي جعلته يتفرغ للعمل في المجال السينمائي مع شقيقيه عبدالله ومحمد اللذين وفرا في منزل العائلة جوا فنيا مختلفا وذي خصوصية متفردة مقارنة بالبيوت الأخرى في منطقتهم. ويضيف بأن شغفه ومنذ طفولته وأثناء فترة الدراسة كان منصبا على الرسومات الفنية والتصميم والديكور، الأمر الذي جعله فيما بعد مشاركا وبشكل أساسي في تصميم مناظر وديكورات الأفلام، كما عمل كمساعد مخرج ومدير إنتاج في أفلام أخرى، وكانت البداية مع فيلم «الميرحانه» مع شقيقه المخرج عبدالله حسن في العام 2001، والذي شاركه بعد ذلك في أفلام أخرى حظيت بإشادات نقدية وحازت عدة جوائز مثل فيلم «آمين» و»تنباك» و»أصغر من سماء» و»بنت مريم» والتي كتب نصوصها السينمائية شقيقه محمد حسن، وكانت آخر مشاركاته كمدير إنتاج في الفيلم الروائي الطويل «دلافين» مع المخرج وليد الشحي، حيث عرض الفيلم العام الماضي في مهرجان دبي السينمائي، وأثنى حسن على الدور الواضح والجهد الكبير الذي يبذله مسعود أمرالله المدير الفني لمهرجان دبي السينمائي في دعم السينما المحلية وتأكيد حضورها.وحول تجربته الجديدة مع الإخراج السينمائي، أوضح أحمد حسن أنه قرأ نصا لم يكتمل بعد للشاعر وكاتب السيناريو أحمد سالمين، وتحمّس لخصوصية العمل الذي استشعر فيه جاذبية سردية وبصرية ملفتة، قرر على إثرها إخراج النص بنفسه ونقله إلى الشاشة. وعن رأيه في المشهد السينمائي المحلي اليوم، والتحديات التي تواجه السينمائيين الإماراتيين، كشف أحمد حسن جملة من الأسباب التي تعيق الخط التصاعدي للسينما في الإمارات، ومنها عدم وجود صحافة مواكبة للحراك السينمائي، وغياب النقاد المتخصصين في هذا الشأن، حيث أن أغلب الآراء النقدية، كما قال، هي أراء انطباعية وتميل إلى المبالغة والمديح والمجاملات، مع غياب واضح للتحليل الفني المحايد والقراءات المعمّقة والجريئة أيضا. وأضاف: إن السينما الإماراتية تعاني غياب الثقافة السينمائية الجادة، ونقص الحرفية والانضباطية، وندرة النص الجيد، وقلة عدد كتّاب السيناريو المبدعين والمميزين، كما أنها تعاني هوس المخرجين بتنفيذ الأفلام الروائية الطويلة فقط، بحثا عن الدعم المادي وبعيدا عن الهمّ الفني الخالص وتطوير معارفهم وأدواتهم الذاتية بشكل متوازن ومتدرّج، على الرغم من أن الفيلم الروائي القصير ما زال في طور النضوج، ولم يراكم إنتاجا نوعيا يستحق تصنيفه كاتجاه سينمائي مستقل ومكتمل الشروط. وطالب أحمد حسن أخيراً بعودة مهرجان الخليج السينمائي نظرا لأهميته في احتضان المواهب السينمائية المحلية والخليجية، داعيا إلى إنشاء معاهد سينمائية متخصصة تشرف عليها الجهات التعليمية بالدولة، على غرار كليات التعليم العالي، وكليات التقنية والتكنولوجيا، بحيث تضم هذه المعاهد كافة التخصصات السينمائية كالإخراج والتصوير والمونتاج وتصميم المشاهد والديكورات، والتمثيل والإضاءة والصوت وغيرها.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©