السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

تصاميم تتوه بين أزياء المهرجين والأشكال الهندسية

تصاميم تتوه بين أزياء المهرجين والأشكال الهندسية
24 يوليو 2011 19:51
توجهت أنظار العالم مترقبة أسبوع باريس لموضة الهوت كوتور لموسمي خريف وشتاء 2011/ 2012، لترى ماذا ستقدم الدار الفرنسية العريقة “كريستيان ديور” للمرة الأولى بعد تخليها الدراماتيكي عن مصممها المشاغب جون جاليانو، الذي اتهم مؤخرا بتصريحات معادية للسامية، أدت إلى تحويله لمتهم يواجه المحاكمة، بعد أن كان الفتى المدلل في عالم الموضة والأزياء ولعدة عقود من على منصات باريس، ظهرت التشكيلة الجديدة بتوقيع فريق “ديور” المدرب جيداً، وبقيادة المصممين بيل جايتن وسوزانا فينيجاس، اللذين عملا سابقا تحت إشراف المصمم جون جاليانو ولعدة سنوات، ليتحقق حلمهما المستحيل، ويتحولا بين ليلة وضحها من مجرد مساعدين ضمن فريق كبير، إلى قمة الهرم فيقودا معا دار الأزياء الأشهر في العالم “كريستيان ديور”. تعدد الأنماط تحت عنوان “الزهرة المعاصرة” جاءت مجموعة “ديور” لفن الخياطة الراقية “الهوت كوتور” للموسمين القادمين، ليهديها المصممان الواعدان جايتن وفينيجاس تكريماً لكل رواد الفن الحديث في العالم، مستلهمين عناصر جمالية من هيئة قوام المرأة وحنايا جسدها، مع هيكلة الأسطح الحديثة وتركيبها البنائي والهندسي البديع، لتظهر على المنصة مجموعة من العارضات فارعات الطول وهن متشحات بقطع وموديلات استعراضية إلى حد بعيد، في بعضها لمسات جلية من روح جاليانو الثائرة وفنه المجنون، ولكن بشكل أكثر تطرفاً وإثارة، مع إيحاءات متعددة من زمن ثمانينيات القرن الماضي، وما يسمى بجنون الديسكو، وقطع أخرى مستلهمة من ملابس المهرجين، وهذا ربما أفقد المصممين بعض النقاط في رأي النقاد، حيث ظهرت علامات التشتت وعدم التركيز على مفهوم واحد يضم كامل المجموعة في بوتقة واحدة، ما أنقصها شيئا من التناغم والانسجام فيما بينها، لتظهر التشكيلة غريبة نوعا ما.. أنماط متعددة من التنانير الواسعة والضيقة على شكل جرس أو كلوش، أو بالون، وبعدة أطوال منها القصير “ميني” والمتوسط “مدي” والطويل “ماكسي”، مع باقة من القمصان الفنتازية حيث الكشاكش وتعدد الطبقات المتتالية فوق بعضها البعض، مع شيء من الجاكيتات المخصرة نوعا ما، السترات المبتكرة الصغيرة، وبعض المعاطف المبهرجة، مع مجموعة من فساتين الكوكتيل والسهرة، والتي ظهرت إما بشكل انسيابي وفضفاض بقطع متماوجة خفيفة ومتطايرة من الشيفونات الملونة، أو على هيئة فساتين فخمة شبه فيكتورية لها مشدات وكورسيهات مع جوبات منتفخة بالجيبونات الكبيرة. بهرجة الألوان جاءت باقة “ديور” الجديدة بعدة ظلال وتدرجات لونية، بعضها هادئ ورائق من درجات ألوان الباستيل حيث براءة الأبيض، وشحوب الأصفر، ورقة الزهري، وضبابية السماوي، وعاجية البيج، لتنقلب إلى مسطرة من الألوان القوية الأكثر بهرجة وزهواً، كالأخضر الزمردي، والأزرق الزفيري، والبرتقالي العقيقي، والأصفر التوبازي، والبنفسجي الأمثيتسي، مع شطحات من الألوان المعدنية اللامعة كالفضي والذهبي، إلى جانب حضور الأسود الملك، وعلى الرغم من وفرة كل هذه الألوان وتنوعها، إلا أن المصممين جايتن وفينيجاس فضلا ألا تظهر جميعها بهيئتها المجردة “السادة”، بل اعتمدا أسلوب الدمج والتمويه والتطعيم فيما بينها، فظهرت ألوانها متعددة وغنية إلى حد بعيد، بعضها مقلم بالأبيض والأسود، وبعضها الآخر مرقط ببقع لونية، أو مموهة بتموجات رخامية، أو أشكال هندسية، لتنفذ بخامات وأقمشة مترفة بدءاً من رفاهية الحرير، وغنى التفتا، وشفافية التول، ورقة الشيفون، وحبكة الصوف، ونعومة القطن، مع شيء من زغب الفراء وبريق الترتر والباييت. ولهذه المجموعة اعتمد المصممان جايتن وفينيجاس على تشكيلة معينة من الاكسسوارات والمجوهرات المقلدة، كان تأثير فنون الآرت ديكو “Art Deco” واضحا عليها، حيث صمما عدداً من القلائد والعقود مع الأساور والأقراط التي تنتمي للمدرسة الحديثة في التصميم، تلك التي تتميز بأشكال هندسية ودوائر ومكعبات، ومصنعة بمواد غير تقليدية من الخشب والجلد والبلاستيك، والمعدن. كما عرضت مجموعة من الأحذية الملونة والصنادل المفتوحة ذات الكعوب المبتكرة والمنحوتة بعدة أشكال، مع موديلات متنوعة من القبعات الغريبة والتي تبدو متطرفة واستعراضية إلى أقصى الحدود. «الآرت ديكو» «آرت ديكو» هي موجة تصميم شعبية راجت بين عامي 1920 و1939، في بدايات الثورة الصناعية، وأثرت بالعديد من الفنون مثل العمارة والتصميم الداخلي، الفنون البصرية، والموضة وتصميم المجوهرات، حيث جمع هذا الأسلوب بين العديد من الأشكال الفنية التي ظهرت في أوائل القرن العشرين، خاصة الفنون الجديدة، والمدرسة التكعيبية والحديثة، حتى بلغت شعبية فن “الآرت ديكو” ذروتها في الحقبة التي سبقت سنوات الكساد الذي أصاب أميركا في الثلاثينيات، لتظهر بشكل بارز متأثرة بالموجة السائدة آنذاك، حين أبدى معظم الناس وقتها ميلا شديدا لطراز الأناقة والحداثة والبناء الهندسي في الأشياء.
المصدر: الشارقة
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©