الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

«أبوظبي للتعليم» يدرس تدشين منظومة حديثة للمناهج

«أبوظبي للتعليم» يدرس تدشين منظومة حديثة للمناهج
23 يوليو 2011 23:17
يدرس مجلس أبوظبي للتعليم “حالياً” خطة جديدة لتدشين منظومة متكاملة للمناهج الدراسية التي تواكب القرن الحادي والعشرين، وتلبي احتياجات أجندة السياسة العامة لحكومة أبوظبي ورؤيتها الاقتصادية 2030. وستتيح المنظومة الجديدة التي يعكف خبراء المجلس على دراستها، ومن ثم وضعها في إطار علمي تطبيقي، للطالب دراسة مساقات علمية إجبارية وأخرى اختيارية، بما يعزز قدرته على اختيار التخصص العلمي المناسب منذ مرحلة دراسية مبكرة. كما ستعمل على إتاحة الفرصة للطالب لاختيار مساقات قريبة من نفسه وتفكيره وهواياته، وهو ما يعزز قدرة الطالب على الإبداع في حياته العلمية والعملية، كما أنّ مخرجات هذه المنظومة الجديدة ستجعل الطلاب مؤهلين للالتحاق بالجامعات الـ 10 الأولى على مستوى العالم، وأيضاً الانخراط في تخصصات دراسية مثل: التقانات الحيوية، وأشباه الموصلات، والإلكترونيات الدقيقة، وصناعة الفلك، والاتصالات، وأيضاً الجينات والهندسة الوراثية، وغيرها من التخصصات التي تمثل العمود الفقري لاقتصاد ومجتمع المعرفة خلال القرن الحالي. وأكد معالي الدكتور مغير خميس الخييلي مدير عام مجلس أبوظبي للتعليم لـ “الاتحاد” أنّ مجلس أبوظبي للتعليم سيعرض هذه الدراسة على الجهات العلمية والتعليمية ذات العلاقة، خاصة وزارة التربية والتعليم ، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وغيرهما من الجهات الحكومية. وقال “إن المجلس بذل جهوداً كبيرة خلال الفترة الماضية في تقييم المناهج الدراسية الحالية، ودراسة وضع منظومة جديدة من المناهج تواكب العصر وتلبي احتياجات التنمية الوطنية، وقد استعان المجلس بعدد من كبار الخبراء المتخصصين في المناهج في العالم لإنجاز دراسة علمية حول المناهج المقدمة للطالب من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية”. مواد اختيارية وأوصى الخبراء في نتائج الدراسة التي خلصوا إليها إلى ضرورة تقليل عدد المساقات الدراسية والذي يتراوح بين 10 و13 مساقاً في المرحلة الثانوية، بحيث تكون هذه المساقات من 6 إلى 7 مساقات، كما هي الحال في نظم التعليم المتقدمة، شريطة أن تكون المساقات الإجبارية التي ينبغي على الطالب دراستها تشمل: اللغة العربية، ولغة أجنبية ثانية، والرياضيات، والعلوم، والتاريخ، والتربية البدنية. وستكون هُناك مواد اختيارية تعزز من استقلالية الطالب، وتوجه قدراته نحو المواد التي يرغب في دراستها مع ضمان تمثيل المحاور الرئيسية لاستراتيجية النهوض بالتعليم في إمارة أبوظبي، والتي تشمل إكساب الطالب المعرفة العلمية الدقيقة، وتمكين الطالب من إتقان مهارات القرن الواحد والعشرين، وغرس الهوية الوطنية لدى الطالب، وتعزيز كفاءة الطالب بصورة كبيرة في اللغتين العربية والإنجليزية. التنمية الوطنية وأشار معاليه لـ”الاتحاد” إلى أن المجلس بصدد تنظيم لقاء مع المسؤولين بوزارة التربية والتعليم لمناقشة ما تم التوصل إليه في هذه الدراسة التي بدأت بسؤال محوري يقول: كيف نُعد الطالب أو خريج المرحلة الثانوية لأن يكون متوافقاً مع احتياجات ومتطلبات التنمية الوطنية في إمارة أبوظبي ورؤية 2030، ومن هُنا فقد جاءت هذه الدراسة التي تمت من خلالها مراجعة المناهج الدراسية للتأكد من مواكبتها لرؤية 2030. كما دلّت الدراسات التي أنجزها خبراء المجلس على وجود فجوة كبيرة بين ما ينبغي أن يتوافر في المناهج الحالية ليلبي الاحتياجات المستقبلية وبين ما هو قائم الآن، واتساع هذه الفجوة في المرحلة التأسيسية الأولى من الصف الأول حتى الخامس، وفي المرحلة الثالثة من الصف العاشر حتى الثاني عشر. وبمقارنة علمية قام بها الخبراء، فإن المعايير العالمية المتعارف عليها بنسبة تغطية المنهاج الدراسي الحالي للمرحلة الأولى لما ينبغي أن يوفره هذا المنهاج للطالب من محتوى معرفي وفقاً لرؤية 2030، لا يغطي أكثر من 50 في المئة في مواد اللغة الإنجليزية، والرياضيات، والعلوم، في حين أن هذا المنهاج لا يتجاوز 67 في المئة في المرحلة الثانية من الصفوف السادس وحتى التاسع، أما في المرحلة الثالثة من الصفوف العاشر حتى الثاني عشر، فإن هذه النسبة تنخفض إلى 65 في المئة. وكشف معاليه عن أنّ الطالب في المرحلة الأولى لا يدرس منهاجاً يمكنه من حل المسائل الرياضية إلا بنسبة 5 في المئة فقط، كما أنّ قدرة هذا المنهاج على تدريب الطالب على التفكير المنطقي لا تتجاوز 40 في المئة، وقدرته على إكساب الطالب مهارات القياس واستخدام البيانات 60 في المئة، في حين تنخفض هذه النسبة في قدرة المنهاج على تدريب الطالب بشأن ما يطلق عليه “النمذجة” إلى نسبة لا تتجاوز 10 في المئة، أي أنّ المنهاج الدراسي لهذا الطالب لا يمكنه من القدرة على بناء نموذج إلا بهذه النسبة فقط، في حين لا يقدم المنهاج الدراسي لهذا الطالب أكثر من 40 في المئة فقط من تدريبه على تحليل الأرقام، و30 في المئة فقط على تدريبه على استخدام الأدوات الحسابية. مهارات التفكير وأشار الدكتور الخييلي لـ “الاتحاد” إلى أنّ نتائج الدراسة في المرحلة الثانية كشفت عن أن طلبة هذه المرحلة يدرسون منهاجاً لا يمكنهم من إتقان مهارات التفكير الاستراتيجي في مادة مثل الرياضيات إلا بنسبة 30 في المئة، والإحصاء 50 في المئة، والدالة أو الاقتران 50 في المئة، في حين أن قدرة هذا المنهاج على تعليم الطالب النسب والتناسب تعتبر “صفراً في المئة”، و20 في المئة لاستخدام الأدوات، وكذلك 20 في المئة للنمذجة، و50 في المئة للتحليل الكمي للرياضيات. وأوضح معاليه أن نتائج المرحلة الثالثة في مادة مثل الرياضيات كشفت أن المنهاج الحالي لا يقدم للطالب أكثر من 40 في المئة للتعاون مع الأدوات الحسابية، و50 في المئة للنمذجة، و40 في المئة للأرقام، و60 في المئة للتفكير المنطقي، وفي مادة العلوم فإن منهاج المرحلة الأولى يغطي 10 في المئة من قدرة الطالب على التقييم، و50 في المئة على طرح الأسئلة، و20 في المئة لتدريب الطالب على التواصل، و40 في المئة لحل المشكلات والتفكير المنطقي، في حين أن منهاج المرحلة الثالثة لا يغطي أكثر من 40 في المئة لقدرة الطالب على التقييم وطرح الأسئلة في هذه المادة. أما في اللغة الإنجليزية فإن الدراسة كشفت عن وجود فجوة كبيرة في قدرة المنهاج الدراسي على تلبية المعايير العالمية لهذه المادة، حيث دلّت الدراسة على أنّ معيار المطابقة في اللغة الإنجليزية تتم تغطيته في هذا المنهاج بنسبة 10 في المئة، كما أن منطقية المنهاج ومدى ملاءمته للمرحلة العمرية الدراسية للطالب من الصفوف الأول وحتى الخامس بلغت “صفراً”، في حين لم تتجاوز هذه المعايير في المرحلة الثانية نسبة 50 في المئة مقارنة بالمناهج العالمية، وفي المرحلة الثالثة للصفوف من العاشر وحتى الثاني عشر من 40 إلى 80 في المئة. معايير الجودة وأكد معالي الدكتور مغير الخييلي أنه وفقاً للدراسات العلمية العالمية، فإن المنهاج الدراسي في الوقت الراهن ينبغي أن تتوافر فيه معايير الجودة اللازمة، ففي المرحلة الدراسية الأولى وفي مادة مثل اللغة الإنجليزية فإن المنهاج في حاجة لأن يكون متوائماً مع المناهج الدراسية الأخرى في العلوم والرياضيات ومتسلسلاً بطريقة علمية أفضل مما هو عليه الآن، وكشفت الدراسة غياب كثير من المعايير وعدم وضوحها بسبب غياب وسائل القياس في هذا المنهاج. كما أنّ المؤشرات العلمية الموجودة فيه “عمومية” بصورة كبيرة، وبالتالي فإن “الثوابت” الخاصة بالمنهاج ينبغي أن تركز على استراتيجيات التفكير المنطقي والمهارات والتعلم، أما الموجود حالياً فإنه لا يعكس في مخرجاته التعليمية أن هؤلاء الطلبة تعلموا لغة ثانية، حيث يركز المنهاج الحالي على القواعد دون التركيز على المهارات اللغوية والتواصل وفعالية اللغة، كما أنّ مهارتي الاستماع والمحادثة في المنهاج الدراسي الحالي للغة الإنجليزية غير “مغطيتين” بشكل كافٍ. وأوضح الخييلي أن جهود المجلس لم تقف عند هذا الحد، بل قام الخبراء المتخصصون بعقد لقاءات علمية موسعة مع ممثلي 65 جهة عمل في أبوظبي لرصد احتياجاتهم في ضوء خطة التنمية 2030، وأكد هؤلاء ضرورة أن يتوافر لدى الخريج في “المرحلة الثانوية” عدداً من المزايا في مقدمتها: المعرفة الكافية التي تؤهله لإتقان مهارات القرن الواحد والعشرين وتوظيف ذلك في بيئة أبوظبي، وتكريس الهوية الوطنية، وتعزيز القدرة على التواصل والتفكير المنطقي، وحل المشكلات والعمل بروح الفريق، والكفاءة في اللغتين العربية والإنجليزية. أما في المرحلة الدراسية الثالثة، فقد دلّت الدراسة على وجود غياب تام لمهارات القرن الواحد والعشرين لطلبة هذه المرحلة، وعدم تعرضهم لمناهج دراسية تمكنهم من إتقان هذه المهارات، فالمنهاج لا يدرس بطريقة تعزز هذه المهارات. وأضاف أنه بمقارنة المناهج مع عدد من الدول ومنها سنغافورة، وفنلندا، وألمانيا، وماليزيا، وقطر، والأردن تبين أن 40 في المئة من ممثلي جهات العمل قالوا “إن خريجينا ليست لديهم المعرفة العلمية الكاملة، وذكر 40 في المئة أن الخريجين ليسهم لديهم المعرفة الكاملة بالهوية الوطنية، كما أن 90 في المئة أكدوا أن خريجينا ومدارسنا يفتقرون إلى مهارات القرن الواحد والعشرين، و90 في المئة منهم ليست لديه خطط لتعزيز مهاراته في اللغتين العربية والإنجليزية”. وأكد الخييلي أن مجلس أبوظبي للتعليم بصدد اتخاذ خطوات بشأن إعادة صياغة وبناء المناهج الدراسية في هذه المساقات لتوفر المخرجات التعليمية التي تناسب احتياجات سوق العمل ورؤية 2030، وذلك كله بالتعاون مع الجهات المعنية بالشأن التعليمي على مستوى الدولة.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©