الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

كذب الأزواج «حباله قصيرة» والتلفيق «إسطوانة مشروخة»

كذب الأزواج «حباله قصيرة» والتلفيق «إسطوانة مشروخة»
10 أغسطس 2014 02:13
أجل.. إنه كذّاب! فلا أكاد آخذ منه كلمة واحدة صادقة! فإذا حادث النساء على «الواتس آب»، فمرة يقول: هذه المحادثات بدواعي متابعة العمل، وأخرى يدّعي بأنه يحادث رجالاً، والأمر ليس كذلك. وعندما أطلب منه المال لشراء بعض الحاجيات يدّعي في كثير من الأحيان بأنه لا يملك المال، فأعمد إلى البحث في جيوبه لأجد بين يديه المال الوفير! فإذا ما طلبت منه شراء بعض الأغراض وهو في طريقه إلى المنزل، يأتيني بيدين فارغتين مدّعياً بأن معظم المحال مغلقة، ولا تكون كذلك، هكذا حياتي معه، كذب وتلاعب بالألفاظ، ما يسبب الكثير من المشاكل بيننا، وعندما أواجهه بالحقيقة، إما يثور ويغضب، أو يتعامل معي بسخرية، وأن من حقه أن يتكلم كيفما شاء، ويخرج من الموقف كخروج الشعرة من العجينة. كثير من الزوجات يتحدثن عن نجاحهنَّ في كشف كذب أزواجهن، من خلال الإشارات التي تصدر منهم أثناء اقترافهم الكذب، وهي غالباً ما تكون على شكل إيماءات وحركات جسدية، أو عبر أسلوب المبالغة في تلفيق بعض الأحداث والقصص، خاصة تلك التي يؤدي فيها الزوج دور البطولة ورغم براعة النساء في كشف أدنى كذبة من أزواجهن، إلا أنَّ كثيراً منهن يلجأن أحياناً إلى تصديقهم على نحوٍ متكرر، تجنباً لإثارة المشاكل الزوجية، حتى اعتدن على كذبهم، وعلى الرغم من ذلك فإن كذب الأزواج ليس إلا حكايات خلف أسوار الصمت لأن مثل هؤلاء الزوجات لا يؤثرن البوح إلا في حالات الاضطرار الشديد وتحت ضغوط نفسية كبيرة، أو عندما يفيض بهن الكيل. خبراء الكذب في هذا السياق تعترف نورة قاسم «متزوجة منذ سنتين» أن زوجها كذّاب، وتمتلك علامات معينة تؤكد كذبه، أولها حين يحاول التهرب واللجوء إلى النوم، أو عندما يتظاهر أنه غاضب ويرتفع صوته بلا مبرر، وكما يقول المثل «خذوهم بالصوت .. لا يغلبوكم»، وتضيف « ليس فقط ذلك بل يلجأ إلى الشتم أو إنهاء المناقشة بالموضوع، وللأسف يتميز زوجي عندما أواجهه لأكشف كذبه أنه لا يرتبك، بل يدخل من كذبة إلى كذبة أخرى أكبر من الأولى. وتقول مبينة وجهة نظرها حول كذب الأزواج :«أغلب الرجال لديهم كبرياء أو غرور أو مكابرة عند الخطأ، بحيث لا يعترفون بالحقيقة مهما كانت، لأنهم يعتقدون أنّ الحقيقة تقلل وتنتقص من شأنه، وأنه هو على حق دائماً». كما لا يختلف رأي شهد يوسف «موظفة، وأم لتوأم» عن رأي سابقتها، بل تتفق معها وتقول «أحياناً أضطر إلى تصديق الكذب عندما يكون خفيفاً، وأتماشى مع طريقه زوجي نفسها، فغالباً ما تفضح حركاته التي أألفها كذبه خاصة خلال ما يبديه من تكلف في الظهور بمظهر الإنسان الجاد عبر تقاسيم وجهه ونبرات صوته واختياره الكلمات المؤثرة والتي غالباً لا أقتنع بها عند الحديث معي، إلى جانب تكراره الكلمات نفسها مرات عديدة للظهور بموقف ثابت لأطول فترة ممكنة. مؤكدة أن ما يقوم به زوجها هو من باب عدم القدرة على المواجهة الموضوعية معها.حبال الكذب بدورها. تلفت فاطمة عبيد (متزوجة) أن الرجال خبراء في الكذب، حيث يستطيعون في ثواني حبك الكذب والتفنن في تأليفها على زوجاتهم وكأنها حدثت بالفعل، في «اسطوانات مشروخة» ومفضوحة، وتقول «إن حبال الكذب قصيرة أمام الزوجة، فالمرأة تستشعر بكذب الزوج بسهولة من خلال إيماءات وحركات يده أو نظراته أو تكراره لكلمات معينة، حتى أنها تكتشف ما يصعب على الآخرين اكتشافه، مؤكدة أن المرأة العاقلة هي من تمرر الكذب الأبيض وتكف عن الجدال والمناقشة وسرد الأسئلة على زوجها حين تعرف أنها مما تحدثت معه واكتشفت كذبه، سيستمر على هذا الحال. وتضيف فاطمة «يمكن للزوجة أن تكشف كذب زوجها عن طريق تعرق الزوج، حكه لأنفه وكثرة تحريك يديه، عدم الإطالة بالإجابات، افتعال المشاكل مع الزوجة، التهرب، اللجوء إلى النوم، التظاهر بالغضب، الشتم، ارتفاع الصوت، إنهاء المناقشة، كثرة الهدايا، الكلام المعسول، والارتباك، ومساعدة الزوجة في أمور المنزل». رأي نفسي الكثير من النساء يعلمن كذب أزواجهن لكن رغم وجود الأدلة والبراهين على كذبه، إلا أنها في النهاية تتجاوز عن أخطائه وزلاته مرجعة ذلك إلى خوفها من وقوع الخلاف بينهما وتصدع الأسرة بالانفصال عنه. في هذا الإطار تؤكد الأخصائية النفسية سوزان الخطيب، «ليس بالضرورة أن يكون تقبُّل الزوجة لكذب زوجها نوعا من اللامبالاة، ولكن قد يكون ذلك رغبة منها في الاحتفاظ بزوجها وأسرتها». وترى أنَّ ذلك لا ينفي وجود بعض الزوجات اللامباليات بهذا الشأن، إذ أنَّ ذلك يعتمد على شخصية الزوجة سواء كانت من الصنف الذي لا يبالي بكذب الزوج رغم علمهن بذلك، أو ممن لا تسمح لهن كرامتهن بتقبل هذا الأمر على الإطلاق، مُوضحة أن الاستمرار في تصديق الكذب من شأنه إيجاد نوع من التنافر بين الزوجين، إلى جانب حدوث عدم الثقة بينهما، وكذلك انعدام الشعور بالأمان، إضافة إلى تأثير ذلك بشكل سلبي على الأبناء، لافتة إلى أن مصارحة الزوجة لزوجها بعلمها بشأن كذبه وتغاضيها عن ذلك قد ينتج عنه العديد من ردود الأفعال لديه. وأشارت إلى أن ردود الأفعال تختلف باختلاف شخصية الزوج وبحسب وضعه الاجتماعي، مؤكدة على أن الكذب يعد من معكرات الأجواء الأسرية ومن المسببات الكبرى للمُشكلات، كما أن الاستمرار فيه قد يولِّد انعدام الثقة بين الزوجين، ويتسبب في مشكل اجتماعية كبيرة». فن التعامل توضح الأخصائية النفسية أنه ليس هناك روشتة جاهزة تصلح في كل الأحوال ومع كل الأزواج، لذا على كل زوجة أن تختار من الحلول ما يناسب حالتها، والتي تختلف حسب شخصيتها وشخصية زوجها، ومن ثم عليها اتباع المناقشة الصادقة الموضوعية الهادئة، فهي أفضل وسيلة، لأن مهاجمة الكذاب سوف تؤدي إلى مزيد من الكذب. وتجنب الجدال والشجار على كل كبيرة وصغيرة، وتجنب معايرة الزوج بأخطائه ولومه عليها، حتى لا يضطر إلى إخفاء الحقيقة عنها، كذلك تجنب الضغط عليه ليتكلم عندما تشعر أنه لا يريد ذلك، وعليها أن تفهمه وتؤكد له أنه باتباع الكذب يجرح مشاعرها وليس العكس، وأن ذلك ينتقص من قدره. وعليها أن تعلم أن من أهم احتياجات الرجل التقبل والثقة، أي الشعور بأن الزوجة تتقبله كما هو، وأنها تثق به وبقدراته وكفاءته، وبالصورة التي هو عليها دون زيف مهما حدث وفى كل الأحوال.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©