عبداللطيف فدواش (الرباط)
عبداللطيف فدواش (الرباط)
شرعت مدينة أصيلة، شمال المغرب، منذ أكثر من شهر، «تتزين» استعدادا لاستقبال ضيوفها، من الذين اعتادوا ربط موعد سنوي مع فعاليات المهرجان الثقافي الدولي، دون أن يخلفوا الموعد أو أولئك يزورون المدينة المطلة على المحيط الأطلسي، بشكل عابر، حيث تعبأ فنانون وفنانات، من مختلف الجنسيات، لتزيين جدران أصيلة، لتستقبل الضيوف بحلة جديدة، غير حلة السنة الماضية، خاصة أن «أصيلة ربما المدينة الوحيدة، في العالم، التي تغير جلدها كل صيف.. لا تكاد تمر من إحدى أزقتها إلا وتواجهك قضايا العالم، وهي متشكلة بكل الألوان على جدرانها، وأحاسيس تشكيلية أخرى يتقاسمها أشهر فناني العالم العربي والغربي، مع أبناء أصيلة (الزيلاشيين) وزوارها»، كما كتب المنظمون على جدار صفحة المهرجان على الفيسبوك.
أصيلة تنزع «رداء» الصيف الماضي «لترتدي رداء جديداً»، «رداء» يتجدد مع الموعد الجديد للموسم الثقافي الدولي في دورته السادسة والثلاثين، والذي انطلق رسميا يوم أمس الجمعة ويستمر إلى 22 من الشهر الجاري.
الدولة الوطنية والتنمية المستدامة
تتميز الدورة الـ36 للمهرجان، حسب البرنامج العام، بتنوع وكثافة الأنشطة الثقافية والفنية، من ضمنها فعاليات الدورة الـ29 لجامعة المعتمد بن عباد الصيفية، التي ستناقش، كالعادة، قضايا دولية مهمة لها راهنيتها، وستفتتح بمحور «الدولة الوطنية والاتحادات الإقليمية في عالم الجنوب»، الذي سيكون موضوع الندوة الأولى، أمس واليوم.
كما سينكب المشاركون من خبراء وصناع قرار، من مختلف الجنسيات والقارات، وبلغات مختلفة، في ندوة ثانية، وعلى مدى ثلاثة أيام، مناقشة موضوع «التنمية المستدامة والتغير المناخي: أي دور للمنظمات المتعددة الأطراف؟» أيام 12 و13 و14 أغسطس.
العرب غدا.. التوقعات والآمال
وإضافة إلى ندوة «الفن التشكيلي العربي المعاصر: الرهانات والتحديات»، يومي 17 و18 أغسطس، التي تتوزع على أربعة محاور: الفن العربي بين حرية والإبداع وحرية المبدع، والفن العربي المعاصر ومؤسساته ووسائطه، ورهانات التجديد في الفن العربي المعاصر، وأخيرا، الفن العربي المعاصر بين الذاكرة والتاريخ، ستختتم فعاليات الجامعة الصيفية بندوة حول «العرب غدا: التوقعات والمآل» من 20 إلى 22 أغسطس، والتي ستتمحور بدورها إلى أربعة محاور كبرى، تتلخص في التشخيص، وكيفية التأسيس للتنمية والديمقراطية من داخل المنظومة العربية، وسيناريوهات العالم العربي غدا والفاعلون الأساسيون، والمقاربات الممكنة، والمحور الرابع والأخير، الدور الذي يمكن أن يضطلع به المثقف والثقافة بوجه عام في إخراج المجتمعات العربية من هذا النفق المسدود.
«خيمة الإبداع» وجائزة تشيكايا
وإضافة إلى الجامعة الصيفية المعتمد ابن عباد، يستضيف مهرجان أصيلة الثقافي الدولي، في دورته الـ36 في ما بات يعرف بـ»خيمة الإبداع»، ضمن تقليدها الثقافي الأدبي، الروائـي والسينمائي وكاتـب السيناريـو المغربي يوسف فاضل الذي أدرجت روايته «طائر أزرق نادر يحلق معي» ضمن القائمة القصيرة لجائزة البوكر للرواية العربية 2014.
وتشهد الدورة الـ 36، التي تحتفي بالثقافة البحرينية كضيف شرف، كما سبق أن احتفلت في دورة سابقة بالثقافة الإماراتية، تسليم جائزة «تشيكايا أوتامسي للشعر الإفريقي» في دورتها العاشرة، وذلك يوم السبت 16 أغسطس.
وتمنح جائزة تشيكايا للشعر الإريقي كل ثلاث سنوات، وتعلن في أصيلة، في حديقة صغيرة، محاذية للسور قرب بوابة المدينة، حيث كان يحلو للشاعر والروائي الكونغولي الراحل تشيكايا أوتامسي، الذي تحمل الجائزة اسمه، أن يتمتع بغروب الشمس.
جداريات وفن تشكيلي
وعلى غرار الدورات السابقة، يحضر الإبداع التشكيلي بقوة ضمن فقرات الموسم الثقافي، إذ إضافة إلى ندوة «الفن التشكيلي العربي المعاصر: الرهانات والتحديات»، سيكون فنانون مغاربة وأجانب على موعد مع فضائهم الفني، من خلال ورشات النحت، والصباغة على الجداريات، والحفر والصباغة الزيتية، فضلا عن الركن المخصص للأطفال، الذي يعنى بالفنون التشكيلية، وكتابة وإبداع الطفل.
وفي إطار فعاليات ضيف الشرف، يقام معرض الفن التشكيلي البحريني برواق مركز الحسن الثاني للملتقيات الدولية، ومعرض الأزياء البحرينية بديوان قصر الثقافة وعروض لأفلام وثائقية.
وتتوزع باقي فعاليات الموسم بين معرض الكتاب، والعروض الموسيقية والغنائية في القاعة الكبرى بمكتبة الأمير بندر بن سلطان، وعروض لفرق موسيقية بحرينية في ساحة عبد الله كنون وعروض أزياء.
ومن الأسماء التي ستنشط فضاء الموسيقى والغناء بأصيلة الفنانة اليابانية ميسا جونوشي مع فرقة البحرين للموسيقى، وفرقة محمد بن فارس البحرين، والمغربية إحسان الرميقي (الطرب الأصيل، الأدوار والموشحات)، والحضرة الشفشاونية (الموسيقى الصوفية) من المغرب، والفرقة المغربية شباب تطوان بقيادة فهد بن كيران (الطرب الأندلسي)، والفنانة المغربية سلوى الشودري (الطرب الأصيل) وفرقة أركو (موسيقى الغجر، أوكرانيا) ومجموعة ماك الشوباند برئاسة الشيخ ماك فاي (أفرو بلوز، السنغال) وسميرة القادري ورباعي حذاف (المغرب/ هولندا/ تركيا/ فرنسا) وفرقة أهل أصيلة للمديح والسماع، والفنانة المغربية ليلى المريني (التراث الشعبي وفن الملحون) وفرقة أريج النسائية برئاسة محمد لطفي الخمال، والفنانة البحرينية حنان رضا.
عدد اليوم
