الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

نجيب محمد: تصوير التراثيات أمدّني بالمعلومات التاريخية عن أمجاد الإمارات وشعبها

نجيب محمد: تصوير التراثيات أمدّني بالمعلومات التاريخية عن أمجاد الإمارات وشعبها
19 أكتوبر 2010 20:30
قضى فنان التصوير الفوتوغرافي نجيب محمد 11 عاماً مصوراً في “نادي تراث الإمارات”. التقط خلالها آلاف الصور المتصلة بتراث الدولة في البيئات البحرية والبرية والزراعية. ويعتز بأن قلبه ووجدانه يختزنها مع فيض من الذكريات الجميلة عن أبوظبي الباهرة. بينما آلات التصوير بالنسبة إليه هي أجمل وأغلى ما لديه، إذ يروق له تبديل عدسات الكاميرا وتركيبها وتصويبها بعد أن عمل كثيراً على تطوير هوايته وقدراته. يفخر نجيب محمد بأنه غطى مئات المهرجانات والمعارض والمؤتمرات والسباقات المتنوعة التي يقيمها النادي أو يشارك بها داخل الدولة، فضلاً عن ملتقيات السمالية والثريا الخاصة بأعضاء النادي من أبناء وبنات الدولة. إذ رصدت عين كاميرته حكايا المكان والزمان بكل ما يحويانه من إعادة لتفاصيل ووقائع حياة الأجداد ومهنهم ووسائل رزقهم وأساليب عيشهم اليومي، يؤديها الشيّاب والشباب ضمن فعاليات الملتقيات إحياءً لتراث الأجداد وحفاظاً عليه. ذكريات لا تنسى يخاطب نجيب محاوره بأسلوب يبوح لباقة، ويقول بتواضع الخجول الواثق إن عمر تجربته في التصوير الفوتوغرافي لا يزيد عن 11 سنة، قضاها كاملة في “نادي تراث الإمارات”، على الرغم من أنه مواليد 1979 وكان قد درس الثانوية وأنهى دراسته الجامعية في بلده الهند، وهو عضو في “جمعية كيرلا للمصورين الفوتوغرافيين”. يحب التصوير كثيراً، ومنذ كان في سن الطفولة كان يهوى آلات التصوير، وهي اليوم بالنسبة إليه مثل الدمى والألعاب بالنسبة للطفل، يروقه تبديل عدساتها وتركيبها وتصويبها في هذا الاتجاه وذاك، واستخدامها لأخذ مناظر من البر والبحر وحتى الجو، صباحاً ومساء، ليلاً ونهاراً. وبذا نشأت بينه وبين العديد من الصور التي التقطها هنا أو هناك قصص حب وعشق، يقول: “إن الرسائل والدلالات التي تحملها الصورة أكبر وأبعد وأعمق مما ترسله الكثير من الوسائل الأخرى، فمن المؤكد أن ما يقوم به نادي التراث من أنشطة تراثية وثقافية وفنية ورياضية وعصرية جميلاً في نظر ممارسيه من الفتيان والفتيات في الملتقيات، لكنه أكثر من ذلك بالنسبة لحامل الكاميرا، فكل صورة تختزن لدي ذاكرة ما، ورائحة ما، وحكاية ما، وشعور ما، وهكذا يصبح لسباق المراكب نكهته، ولسباق الخيول قصصه، ولسباق الهجن حكاياه، ولباقي الفعاليات مذاق لا ينسى”. معالجة الصور من بين الأعمال التي يستمتع كثيراً بتغطيتها “ملتقى الثريا” الشتوي الذي ينظم سنوياً، والأنشطة الصيفية التي يطلقها “ملتقى السمالية” صيفاً وشتاءً. ولا يخفي سعادته بقضاء فترات طويلة مع عالم يوغل بالبراءة ويضج بالتلقائية، يقول: “أتابع كل جديد في عالم التصوير الفوتوغرافي عبر شبكة الإنترنت والكتب المصورة كي أواصل الارتقاء بأدائي. وبينما اعتدت على معالجة صوري رقمياً باستخدام أحدث التقنيات، فإنني لا أحتاج إلى ذلك عند تصوير الأطفال، فجميع صورهم جميلة، وجميع ابتساماتهم بليغة، وجميع نظراتهم عميقة، ولا يحتاج أي منها إلى معالجة أو تجويد، لذا لا تفارق الابتسامة شفتي حين أصورهم وهم يقتفون آثار أجدادهم ويحافظون عليه”. يوضح نجيب نقطة مهمة تتصل باللباقة التي يفترض أن يتحلى بها المصور، إذ يشير إلى أنه عادة يقوم بتحية زوار القرية التراثية وكافة مرافق النادي من مواطني الدولة والمقيمين على أرضها والسياح، ولا يلتقط أي صورة إلا بعد استئذان صاحبها، سواء كان طفلاً أوفتاة أو امرأة أو رجلاً أو كهلاً أو شيخاً. هذه العناية باحترام مشاعر الناس ورغباتهم جعلته محبوباً من قبل الجميع وأولهم زملائه في العمل، خاصة أنه يعتبرهم إخوة وأفراد أسرة واحدة. التراث والمعاصرة عن عمله في مجال التراث المحلي يقول: “كانت فرصة عظيمة لي أن أكون مصور التراثيات فالعمل في هذا المجال يثقف ويكرس المعلومات التاريخية عن الإمارات وشعبها، ويدفعني إلى محاكاة الماضي عبر عين الكاميرا. وهذا لا يلغي معلوماتي وتصويري لكل ما هو عصري في أبوظبي من مرافق حديثة ومبان رائعة أو بنية تحتية خاصة أن عيني تقع على مشاهد رائعة في كافة أرجاء أبوظبي”. يسترسل مضيفاً: “بفضل إخلاصي لعملي الذي أحبه كثيراً رصدت كل ما يتعلق بأبوظبي الساحرة من صور تغطي جوانب الماضي والحاضر وإن شاء الله استمر بذلك مستقبلاً”. وبينما يغلق نجيب محمد عين كاميرته، يفتح عينيه على المدى الواسع طامحاً لا حالماً فقط بإنجاز حقيقي في مجال فن التصوير؛ والحياة عموماً.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©