اعداد - أيمن جمعة:
أظهرت تقديرات رسمية أن العدوان الاسرائيلي تسبب حتى الآن في تدمير أكثر من 900 مشروع صغير ومتوسط الحجم، فيما قدر مسؤولون حجم الاضرار المادية المباشرة التي تكبدها القطاع الخاص وحده بنحو 200 مليون دولار· ويقول متعاملون في الضواحي الجنوبية لبيروت التي تحملت وطأة الجانب الاكبر من الغارات الجوية، إن اكثر من 300 متجر ومبنى تجاري قد سويت تماما بالارض وتحولت الى أثر بعد عين· وقال تاجر ''تقريبا كل المتاجر والمنشآت في كل قرى الجنوب القريبة من الحدود الاسرائيلية تعرضت لاصابات مباشرة من قصف المدفعية والطائرات·''
لكن المراقبين يتوقعون ان تكون الاضرار غير المباشرة للقطاع الخاص أكبر بكثير من مبلغ ال 200 مليون دولار، وذلك لان كثيرا من منشآت هذا القطاع خسرت عقودا بقيمة مئات الملايين من الدولارات نتيجة الحرب·
وقال ''مجلس الانماء والاعمار'' في تقريره الثاني عن الاضرار الناجمة عن العدوان الاسرائيلي، ان اجمالي الاضرار المادية تقترب من 2,5 مليار دولار بما في ذلك الجسور والطرق والمنشآت العامة والصناعية والمنشآت الخاصة·
وقال فادي صعب عضو غرفة التجارة في تصريحات صحفية إن مجتمع رجال الاعمال قرر تأسيس ''مركز الدعم الاقتصادي'' لتوفير بعض المساعدة الى بعض الشركات التي تضررت بشدة من الحرب· ومضى يقول ''نحاول مساعدة الانشطة في لبنان بقدر ما نستطيع· ولكن يجب أن نوضح ان المركز لا يجمع أموالا لمساعدة تمويل جهود اعادة الاعمار التي تقوم بها الشركات المدمرة، وذلك لأن هذا هو مسؤولية اللجنة العليا للاغاثة التي شكلتها الحكومة·'' ومضى يقول إنه بمجرد توقف الحرب فان القطاع الخاص قد يدرس اقامة صناديق استثمار لمساعدة بعض المنشآت التي تضررت بسبب القصف الاسرائيلي·
ويخشى المتعاملون من أن يمتد القصف الاسرائيلي الى أجزاء أخرى في بيروت ومناطق أخرى بالبلاد خلال الايام القليلة المقبلة، وذلك بعدما وافقت اسرائيل على توسيع عمليات الجيش في لبنان·
وقام مجلس الانماء بتأسيس وحدات لتقديم بعض العون الى الشركات المتضررة منها وحدات اتصالات ومعلومات· وتشمل مهام هذه الوحدات تقديم دعم لوجيستي الى بعض الشركات المتضررة وكذا اجراء مسوح حول الخسائر المادية الفعلية للمنشات·
وتلقى المركز اقتراحات لا حصر لها من القطاع الخاص خاصة من المصانع· وطلب المركز من موانيء على البحر المتوسط تخزين صهاريج تابعة لشركات لبنانية مع استثنائها من الرسوم المقررة للتخزين· وطلب بعض المسؤولين اللبنانيين تطبيق ''خطة مارشال'' للبنان بسبب النفقات الهائلة المتوقعة لاعادة الاعمار·
من ناحية أخرى، أكد محافظ الجنوب العميد مالك عبد الخالق ان محطات المياه في صيدا ومحيطها مستمرة في العمل، رغم القصف الجوي الاسرائيلي لمحطة تحويل الكهرباء في صيدا، موضحا ان مولدات الكهرباء خاصة في هذه المحطات تعمل بشكل طبيعي· واضاف ان المفاوضات تجري على قدم وساق للشكف على أضرار محطة تحويل الكهرباء في صيدا، والعمل على اصلاحها لاعادة تأمين التيار الى صيدا ومنطقتها·
وتظهر احدث الاحصائيات للنازحين ان عدد المهجرين من الجنوب والضاحية الجنوبية نتيجة العدوان الاسرائيلي وصل الى 37706 أفراد يشكلون 7837 الف عائلة وهو ما يلقي عبئا كبيرا على جهود الاغاثة· وتشارك الهيئة العليا للاغاثة والبلديات والاندية والجمعيات والاحزاب والتيارات السياسية في تقديم المساعدات الانسانية لهؤلاء المهجرين· ويقول المراقبون إن الحياة لا تزال على وتيرتها الطبيعية لكن المشكلة الابرز هي نفاذ مادة المحروقات وعدم توفرها الا في السوق السوداء·
عدد اليوم
