«جانيت» توزع أجهزة ذكية على صحفييها

اشترت مجموعة «جانيت»، وهي أكبر ناشر للصحف في الولايات المتحدة الأميركية وبينها صحيفة «يو أس توداي»، وتعتبر في الوقت نفسه من أكبر المجموعات الإعلامية الشاملة، آلافاً من أجهزة «آي فون» و«آي باد» ونيتبوك لتوزيعها على آلاف الصحفيين والمحررين العاملين فيها في استثمار ضخم يهدف إلى تطوير صناعة الأخبار، ومواكبة التحديات التي تفرضها تكنولوجيا الاتصال الحديثة. وقال رئيس قسم الصحف في المجموعة بوب ديكي إن «تبني القراء السريع للتكنولوجيا الجديدة في استهلاك الأخبار يخلق فرصا جديدة لنا من أجل الاستفادة منها، ولهذه الغاية يجب علينا ضمان تجهيز صحفيينا وتدريبهم على هذه الأدوات للعمل بطريق جديدة». وذكر موقع «بوينتر»، وصحف غربية أخرى أن ديكي وزع مذكرة على العاملين أبلغهم فيها بأن المجموعة «قامت مؤخرا باستثمار ضخم في أدوات تدعم تجميع الأخبار، موضحا أن تلك الأدوات تشمل أجهزة «آيفون 4 اس» وملحقاتها مثل الميكروفون من أجل تعزيز تسجيل الصوت لتسجيلات الفيديو، وأجهزة «آيباد 2» ونيتبوك الخفيفة الوزن، وأجهزة «مايفاي» المتصلة لاسلكيا بالإنترنت وكيبلات وتجهيزات أخرى. وتهدف المجموعة من اقتناء هذه الأجهزة إلى تطوير نوعية وكمية وآليات إنتاج الأخبار وسرعة الاستفادة منها. وقد ذكر ديكي أن «هذه الأدوات سوف تساعد الصحفيين لدينا على مواكبة تحديات الدورة الإخبارية الجديدة، ومن بينها ما تتطلبه من سرعة في إجراء التحقيقات الصحفية في الوقت الحقيقي للأحداث والإعلام الاجتماعي والأهمية المتزايدة للقصص المصورة عبر تسجيلات الفيديو». وتملك المجموعة سلسلة واسعة من الصحف ومحطات التلفزيون. وبلغ مجموع عوائدها في العام 2010، حسب بعض التقارير، خمسة مليارات و439 مليون دولار أميركي، منها نحو مليار دولار أرباح تشغيلية، ونحو 588 مليون أرباح صافية. أما مجموع أصولها فيبلغ نحو سبعة مليارات دولار في حين يصل عدد موظفيها إلى أكثر من 32 ألفاً. وتعتبر «جانيت» أكبر مجموعة للنشر الصحفي في الولايات المتحدة من حيث التوزيع الإجمالي اليومي وهي تضم إلى جانب صحيفة «يو أس توداي» وإصدارها الأسبوعي، صحيفة «أريزونا ريبوبليك»، الأكثر توزيعا على مستوى صحف الولايات والمدن، كما تملك مجموعة واسعة من صحف المدن مثل «إنديانا ستار». و23 محطة تلفزيون ووسائل إعلامية رقمية مثل منصات ومواقع «بوينترول» و»بلانت ديسكوفر». وكانت المجموعة، التي تعرف بتوجهاتها المحافظ، تأسست في بداياتها في مدينة روشستر في ولاية نيويورك على يد فرانك جانيت حيث برزت في مجال صناعة الصحف التي أطلقتها في مدينة الميرا في العام 1906. أما مقرها الرئيس الآن فيقع في مدينة تايسون في ولاية فرجينا. وعُرفت في مراحلها الأولى بنجاحها في تحقيق أرباح جراء عمليات شراء الصحف الصغيرة المستقلة، وتطويرها ثم تحويلها لسلسلة كبيرة وواحدة من الصحف. ويذكر أن نهج شبكات أو سلاسل المؤسسات الإعلامية برز كتيار في قطاع الصحف في الدول المتقدمة صناعيا في القرن العشرين وساعد صناعة الصحف على تسجيل إنجازات مالية، لكنه قوبل بانتقادات حادة من قبل أنصار حرية الصحافة والمعارضين لهيمنة قلة من الملاك على قطاع الإعلام ووظائفه. وفي العام 1979 وصل عدد صحف المجموعة إلى 79 صحيفة. وبالمقارنة مع مثيلاتها من شركات النشر الصحفية الكبرى، لا تعتبر المجموعة حديثة العهد بالصحافة الرقمية، ففي العام 2005 بدأت «جانيت» مشروعها الريادي باعتماد صحافة «الموجو» أي الاعتماد على الهاتف النقال في صناعة الأخبار المتعددة الوسائط، وهو أسلوب عمل سرعان ما انتشر في جميع وسائل المجموعة. وتعرضت المجموعة في العام الفائت للنقد إثر تخليها عن 700 موظف في إجراء هدف إلى خفض النفقات، في الوقت الذي ارتفعت فيه رواتب ومكافآت الرؤساء التنفيذيين، ومنهم بوب ديكي نفسه الذي كان قفز مجموع دخله من نحو مليوني دولار في العام 2009 إلى 3.4 مليون في العام 2010. وينتظر أن يسهم توزيع المجموعة للأجهزة الجديدة في تكريس دور الأخيرة كضرورة لعمل الصحفي في مختلف وسائل الإعلام، كما قد يؤدي إلى قيام العديد من الصحف ووسائل الإعلام القديم بعمليات شراء واسعة لمثل هذه الأجهزة وجعل ذلك تقليدا لكل العالمين في صناعة الأخبار.