الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

«ثورة الفحم» الأسترالية تهدد «الحيد المرجاني العظيم»

16 يوليو 2012
نيوكاسل (أستراليا) (ا ف ب) - يسمح ازدهار قطاع المناجم لأستراليا بمقاومة التدهور الاقتصادي، الذي يصيب عدداً من البلدان الغنية الكبيرة الأخرى، لكن تأثيره على البيئة البرية والبحرية يثير انتقادات الكثيرين، ومن بينهم منظمة “اليونسكو” التي تخشى على الحيد المرجاني العظيم. وهو يقع بالقرب من ولاية كوينزلاند بشمال أستراليا ويمتد لمسافة 2300 كيلومتر واكتشفه جيمس كوك عام 1770. وهو تشكيل ضخم من الشعاب المرجانية يعتبر أكبر حيّد طبيعي على وجه المعمورة، ويضم أكثر من 350 نوعية من المرجان. وتأتي تسمية الحيّد للتشكيلات المرجانية نظراً لكونها تبرز فوق سطح البحر، والحيد بالعربية هو ما برز من الشيء. بالقرب من مرفأ نيوكاسل، وعلى بعد 160 كيلومترا شمال سيدني، تنتظر سفن متوجهة إلى آسيا وصول حمولتها المؤلفة بشكل خاص من الفحم الذي تنقله مجموعة كبيرة من القطارات. وبحلول 2020، ستعبر حوالي 7 آلاف سفينة سنوياً، مقابل 5 آلاف حالياً، الحيد المرجاني العظيم الذي يقع شمال شرق السواحل الأسترالية، وسينقل خمسها الفحم المحمل في مرفأ نيوكاسل. وبالقرب من هناك، ازداد عدد المناجم المكشوفة في منطقة هانتر فالي ستة أضعاف خلال السنوات الثلاثين الأخيرة. ويقول السكان إنهم يشعرون يومياً بتأثير هذه الطفرة المنجمية الذي يترجم بانتشار الأمراض التنفسية ونوبات الربو في منطقة تعبرها حافلات من القطارات والشاحنات تخلف وراءها موجات من الغبار. وقضت المناجم تدريجياً على صناعة الألبان والأجبان التي كانت في ما مضى مزدهرة، ويخشى السكان تدهور الزراعة بشكل عام في هذه المنطقة، إذا حصل مشروع مضاعفة قدرات المرفأ الخاصة بالفحم على الضوء الأخضر من السلطات. ويقدر المسؤولون عن مرفأ نيوكاسل أن المرفأ سيصدر 139 مليون طن من الفحم في السنة المالية الحالية (يونيو 2012 - يونيو 2013)، وهم يسعون إلى زيادة قدراته إلى 330 مليون طن. لكن المدافعين عن البيئة وخبراء التنمية المستدامة يعتبرون أن هذا المشروع ينتهك السياسة الحكومية القاضية بتخفيض انبعاثات غازات الدفيئة. ويحذر العالم مارك ديسندرف من تدهور، لا بل خسارة، المناظر الطبيعية التي تعتبر من الأجمل في العالم، وأبرزها المثلث المرجاني العظيم الذي يتمتع بتنوع حيوي كبير والمدرج في قائمة التراث العالمي الخاصة بـ”اليونسكو”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©