الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الترفيه

«قرصنة الأفلام».. تهدد عرش السينما

«قرصنة الأفلام».. تهدد عرش السينما
14 أكتوبر 2018 00:40

تامر عبد الحميد (أبوظبي)

في ظل قرصنة مواقع الأفلام مع انتشار التطبيقات الذكية والإلكترونية، التي أصبحت توفر خدمات سينمائية عبر شاشة التلفزيون أو الأجهزة اللوحية بضغطة زر، يتساءل البعض عن مستقبل السينما، وهل يؤثر ذلك بالسلب على الحضور الجماهيري لها، وانخفاض الأرباح التي تحققها الأفلام..؟، أسئلة تم طرحها على مجموعة من المنتجين ومسؤولي دور عرض سينمائية وخدمات إلكترونية وتطبيقات ذكية وقنوات مشفرة، للحديث عن مستقبل السينما في عصر الإنترنت.. هذه الشبكة التي توفر العديد من التطبيقات والمواقع، وتتيح بث الأفلام التي يتم طرحها في دور العرض السينمائية، أو بعد عرضها مباشرة، من خلال دفع مبلغ رمزي أو مشاهدتها مجاناً عن طريق «التحميل».

خدمة مجانية
أشار المنتج أحمد زين، إلى أنه يوجد أزمة في التوزيع والإنتاج السينمائي في العالم بشكل عام، ويرجع السبب إلى ما يسمى بالقرصنة التي تؤثر سلبياً على السينما، وعلى الحضور الجماهيري لصالات العرض، فمثل هذه المواقع أتاحت خدمة مجانية للمشاهد، لمتابعة الأفلام الجديدة من أماكنهم، الأمر الذي عاد بالضرر على المنتج ودور العرض السينمائية، والأرباح التي يحققها الفيلم في شباك التذاكر، منوهاً إلى أن التطبيقات الإلكترونية والقنوات المشفرة وكذلك قائمة الأفلام التي يتم عرضها على رحلات الطيران، هي عملية مكملة لنجاح الفيلم وتحقيقه إيرادات أعلى ونسبة مشاهدة أكبر، خصوصاً أن هذه المنصات تأخذ حقوق عرض الأفلام باتفاقات مسبقة ورسمية مع جهات التوزيع وشركات الإنتاج، بحيث يتم عرض الفيلم بصالات السينما، وفور الانتهاء منه يتم تحويله إلى التطبيقات ومن ثم رحلات الطيران.وأوضح زين أن بعض الأفلام التي لا يتمكن المشاهد من متابعتها في السينما، نراها متاحة على التطبيقات أو القنوات المشفرة لشرائها ومشاهدتها عبر الأجهزة اللوحية، موضحاً أنه رغم كل الوسائل التكنولوجية الحديثة إلا أن السينما لا تزال لها رونقها الخاص.

ظاهرة إيجابية
من جهته، قال عبد الرحمن بن علي الطواش، رئيس مجلس إدارة سينما «سيني ماكس»، في الإمارات ودول الخليج، إن ظهور مثل هذه الخدمات السينمائية الإلكترونية، التي تقوم بعرض أفلام وبشكل حصري على المنصات الرقمية، تعتبر ظاهرة إيجابية وليست سلبية، حيث تسهم في تحريك آلية التوزيع، مشيراً إلى أن التطبيقات الإلكترونية والقنوات المشفرة، تبدأ بشراء بعض حقوق الأفلام وعرضها مقابل اشتراك بسيط، واستطاعت من خلال التكنولوجيا والمحتوى الجيد جذب قاعدة جماهيرية ضخمة.
وأشار الطواش إلى أن قرصنة الأفلام وسرقتها بجودات مختلفة، تعمل على تقليل نسبة الأرباح للفيلم، إلا أن تطور السينما نفسها بتوفير تقنيات جديدة تعمل على جذب الجمهور لمشاهدة عروض لن تتوفر إلا في صالات السينما مثل تقنية 4D والتي تجعل المشاهد وكأنه يعيش أحداث الفيلم نفسه، إلى جانب المؤثرات الصوتية ووجود شاشات عرض بحجم وتقنيات مرئية مختلفة مثل MAX، وبذلك لن تستطع هذه الخدمات سحب البساط من تحت أقدام دور العرض السينمائية، التي تمثل تجربة فريدة للمشاهدة.

مشاهدة «أونلاين»
مستقبل التوزيع السينمائي وتأثير شبكات العرض المنزلي على السينما وآليات الإنتاج، ينقسم إلى شقين بحسب ما أكده المنتج علي المرزوقي، وقال: القرصة الإلكترونية للأفلام القسم الأهم والأكثر تأثيراً على السينما وحضورها الجماهيري، حيث توفر هذه المواقع خدمة للجماهير لتحميل الأفلام ومشاهدتها بطريقة «أون لاين» فور عرضها بشاشات السينما، الأمر الذي يقع ضحيته كل من المنتج وشركات التوزيع، وهؤلاء يعانون بشدة من هذه المسألة، ورغم تكاتف الجميع لوضع قوانين وحلول لها ومصادرة أجهزة البث غير القانوني ومعاقبة جرائم المحتوى، إلا أنها لا تزال موجودة حتى الآن، ولا أحد يتصدى لها.
أما القسم الثاني المتعلق بالتطبيقات الإلكترونية التي توفر خدمات سينمائية، فهذه العملية تعود بالفائدة لكلا الطرفين، خصوصاً أن الفيلم نفسه يحقق أرباحاً أعلى من خلال عرضه عبر الشاشتين السينمائية أو التلفزيونية، مؤكداً المرزوقي أن لكل شاشة جمهورها، ولذلك فلن تسحب شاشة البساط من الأخرى، مقتنعاً بأن الحضور السينمائي له بريق خاص، رغم وجود الأجهزة الرقمية والتطبيقات الذكية.

منصات رقمية
وحول تأثير مشاهدة المحتوى عبر التلفزيون والمنصات الرقمية على السينما، قال مارتن ستيوارت الرئيس التنفيذ للقنوات المشفرة OSN: «الخدمات التي تقدمها الشبكات المدفوعة للأفلام تؤثر وبطريقة إيجابية، حيث تعمل خدمات البيع والإيجار للأفلام، على زيادة الشريحة الجماهيرية للفيلم الذين لم يتمكنوا من الذهاب إلى السينما خلال الفترة المحددة لعرضه، وهذا الأمر ينطبق كثيراً على الأفلام التي يتم عرضها لفترات قصيرة مثل الأفلام المستقلة، وبذلك يمكن للمشتركين أن يستمتعوا بمشاهدة الأفلام التي فاتتهم في السينما عن طريق التطبيقات الإلكترونية والقنوات المشفرة المختلفة.

جرائم المحتوى
أما بالنسبة لتأثير القرصنة على كلا الطرفين سواء سينما أم تلفزيون، والجهود المبذولة لمحاربتها، قال ستيوارت: لطالما اتخذنا موقفاً قوياً ضد جرائم المحتوى، ولدينا فريق متخصص لمحاربتها، ونجحنا هذه السنة في إزالة 97.4% من الروابط غير القانونية المبلغ عنها للأفلام العربية من شبكة الإنترنت، كما قمنا بالعمل مع السلطات لإجراء 240 مداهمة في المنطقة، تم خلالها مصادرة ما يقارب 112 ألف جهاز بث غير قانوني.

تجارب فريدة
وعن مستقبل الحضور السينمائي في ظل انتشار التطبيقات والمواقع والخدمات السينمائية الأخرى، قالت ميشيل والش، الرئيس التنفيذي للعمليات لشركة ماجد الفطيم للسينما، «فوكس سينما»: يمتاز العملاء في منطقة الشرق الأوسط بإقبالهم القوي على التجارب الفريدة، ونحن نفخر بتقديم أفضل التجارب الترفيهية وأكثرها ابتكاراً في منطقة الشرق الأوسط، ونتيجة لذلك، فإننا نواصل تحقيق معدلات نمو قوية لأعمالنا في جميع أنحاء المنطقة. وأضافت والش: وعلى الرغم من التطورات المستمرة في عالم الترفيه، إلا أن ارتياد صالات السينما يبقى من التجارب المتميزة والفريدة، مما يجعل عشاق الأفلام يعودون إلينا لمشاهدة المزيد.

وجهة أولى لعشاق الأفلام

لفتت ميشيل والش إلى أن السينما سوف تحافظ على مكانتها كوجهة أولى لعشاق الأفلام الراغبين بمشاهدة أحدث الإنتاجات السينمائية، خصوصاً وأن ثقافة ارتياد السينما لا تزال في أوج نشاطها في منطقة الشرق الأوسط رغم القرصنة. وقالت: نعارض وبشدة كافة أشكال القرصنة، وعلى الرغم من أنه لم يتم التغلب على التحديات في هذا المجال بشكل كامل، فإن الإمارات قدمت مساهمات عظيمة لخفض معدلات القرصنة والحد من تأثيرها على البائعين المرخصين.

جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©