الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

المداومة على الطاعة تغير الحياة إلى الأفضل

المداومة على الطاعة تغير الحياة إلى الأفضل
7 أغسطس 2014 21:02
أكد العلماء أن استدامة المسلم على النهج المستقيم، والمداومة على الطاعة، من أعظم براهين قبول الأعمال الصالحة، حيث إن الإسلام دعا إلى تهذيب أخلاق المسلم، ونشر القيم والمبادئ الحسنة في المجتمع طوال العام. في شهر رمضان المبارك، يقبل المسلمون على أداء الطاعات والعبادات، ويحرصون على الالتزام فضائل الأخلاقيات وطيب المعاملات والسلوكيات، وتعم المجتمع المسلم المظاهر الروحانية، وبعد انتهاء الشهر الكريم تضعف العزيمة، وينقطع بعضهم عن الطاعات والعبادات، ويتخلى البعض الآخر عما اعتاد عليه من همة ونشاط. أكد علماء الدين أن هذا الأمر يتنافى مع جوهر الصيام وغايته التي تتطلب الاستمرار في العبادة والطاعة بعد رمضان على الصورة نفسها التي كان عليها المسلمين أو قريباً منها. وأكد العلماء أن استدامة المسلم على النهج المستقيم، والمداومة على الطاعة، من أعظم البراهين على قبول الأعمال الصالحة، مشيرين إلى أن الإسلام الحنيف شرع صيام شهر رمضان من أجل تهذيب أخلاق المسلم، ونشر القيم والمبادئ الحسنة في المجتمع ليس فقط في رمضان، وإنما طوال العام. نشر القيم والفضيلة وتؤكد د. إلهام شاهين، أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، أن العبادات في مجملها تهدف إلى نشر القيم والفضيلة ومكارم الأخلاق بين أفراد المجتمع على الدوام وبصفة مستمرة، ومن ثم يجب على المسلم أن يلتزم الأخلاقيات والسلوكيات الطيبة التي اكتسبها في رمضان، ويستمر عليها طوال العام حتى يتحقق في المجتمع جوهر أخلاقيات الصيام، وحقيقة شهر رمضان التي أكد عليها القرآن الكريم في قول الله تعالى « كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون»، والتقوى هي غاية الصوم لا تتحقق في رمضان فحسب، بل لابد أن يتحلى بها المسلم طوال حياته . وتشير أستاذ العقيدة والفلسفة بالأزهر إلى أنه يجب على المسلم الذي أكرمه الله تعالى بطاعته والالتزام أوامره في شهر رمضان أن يستمر على ذلك بعده، فإن من علامة قبول الحسنة، التوفيق إلى الحسنة بعدها، فمن أحسن في شهر رمضان فليحمد الله، وعليه أن يزيد من الأعمال الصالحة بعد رمضان، وليواصل الإحسان، ومن أساء وقصر، فليتب إلى الله، وليتدارك عمله مادام في العمر بقية، وليتبع الحسنات بعد السيئات، تكن كفارة لها ووقاية من خطرها. الشعور بالمراقبة الإلهية ويوضح د. طه أبوكريشة، نائب رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن البركة في المداومة، فمن يحافظ على قراءة جزء من القرآن كل يوم، ومن يصوم ثلاثة أيام من كل شهر فكأنما صام الدهر كله، فنحن أثبتنا لأنفسنا في رمضان أننا قادرون على أداء صلاة الجماعة في المسجد، وقادرون على صلاة الفجر يوميا، فلنحافظ بعد رمضان على الصلوات في المسجد قدر استطاعتنا، ولا نكن ممن يقرأ القرآن في رمضان فقط ويهجره سائر العام، فالقرآن أُنزل لنتلوه ونعمل به باستمرار، وعلينا أن نجتهد بعد رمضان على أن نكون من الذاكرين لله، ونختار من يعيننا على الطاعة، فالمرء على دين خليله، والمؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا. ويشير د. أبوكريشة إلى أن شهر رمضان يعلمنا الشعور بالمراقبة الإلهية، حيث كنا نصوم في العلن والسر، وذلك ليقيننا بأن الله يعلم أحوالنا وأعمالنا، ونشعر بمراقبته لنا، فنخاف من مخالفة أوامره، وينبغي أن ننمي في أنفسنا الشعور بالمراقبة الإلهية بعد رمضان وطوال الحياة، فثمرة رمضان الحقيقة تظهر بعده، فمن استمر على أخلاق وعبادات وطاعات رمضان، فهذا بالفعل قد أدى صياما صحيحا مقبولا. صيام النوافل ويرى د. عبد الحكم الصعيدي، الأستاذ بجامعة الأزهر، أنه إذا انقضى رمضان فبين أيدينا مواسم تتكرر، فالصلوات الخمس من أجلّ الأعمال، وأول ما يحاسب عليها العبد، يقف فيها العبد بين يدي ربه، وإن انتهى رمضان فهناك صيام النوافل كالست من شوال، والاثنين والخميس، والأيام البيض وعاشوراء وعرفة وغيرها، وإن انتهى قيام رمضان، فقيام الليل مشروع في كل ليلة، وإن انتهت صدقة أو زكاة الفطر فهناك الزكاة المفروضة، وهناك أبواب للصدقة والتطوع والجهاد كثيرة. ويقول د. الصعيدي: على المسلم أن يحرص على الخير والطاعة والقرآن والصدقة والصيام، ولنحاول أن تحدث تغييراً في حياتنا إلى الأفضل، وأن تنتصر على نفسك والشيطان. ويجب أن يكون لنا وقفةٌ نعاهد الله تعالى فيها على أن نستمر على ما كنا عليه، وأن نحافظ على الفجر وصلاة الجماعة، كما نحافظ عليها في رمضان، وأن نحفظ ألسنتنا كما حفظناها في رمضان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©