يومان متتاليان طافت فيهما عقولنا بين بساتين السعادة، وارتشفت من ميادين المعرفة، واستأنست بثُلة من الإنجازات الاستثنائية في أروقة منتدى دبي لأفضل الممارسات الحكومية في محطته العاشرة. وأنت تغادر المكان يُلحّ عليك سؤال: كيف حققت دبي هذه المعادلة؟ والجواب: أعطني حكومة ملهمة تستشرف المستقبل وتسابق الزمن، أمنحك مواطناً إيجابياً مبدعاً سفيراً لوطنه وعاشقاً لأرضه، جواب منطقي من وحي واقعٍ شهدته في أروقة المنتدى توّجته حقيقة ارتقاء الإمارات إلى المرتبة الـ4 عالمياً في مؤشر إيديلمان للثقة لعام 2017 الذي يقيس مستوى أداء الحكومة.
أكثر ما استوقفني ضمن جلسات المنتدى لهذا العام جلسة استثنائية عنوانها «دبي تبتكر»، وقُدمت خلالها أهم خمسة أفكار إبداعية تم انتقاؤها من بين المئات في كيفية الاستفادة القصوى من أضخم معرض عالمي «إكسبو 2020» الذي تفصِلنا عنه سويعات وليس سنوات من الإعداد المتقن والتحضير المتميز والإخراج الباهر، خمسة أفكارٍ لخمس طاقاتٍ إبداعية في خمس دقائق، تنتهي بالتصويت لأميزها وأكثرها إبهاراً، فاعلية مميزة تسير في سياقٍ متناغم مع تصدّر الدولة للمرتبة 26 عالمياً في تقرير الموهبة العالمي لعام 2017. والفكرة التي تربعت على المركز الأول من بين الأفكار هي «تجربة الضيافة الإماراتية «Emirati Experience» التي تقوم على تصميم تطبيق ذكي لعرض ثلاث خدمات، «الطعام» و«الترحاب» و«اللقاء»، يمكن لأي أسرة إماراتية تقديم إحدى هذه الخدمات لزوار إكسبو 2020، ليعود الزائر وفي جعبته تجربة المعرض الحداثية وعراقة البيت الإماراتي بكل تفاصيله التراثية وتقاليده الأصيلة.
أما عن نبع الإبداع المتدفق من الأفكار الأخرى فيتمثّل في واحة طالما زيّنت الصحراء وعن قريبٍ ستتوسط المعرض، «واحة ساحرة للتمور»، في امتزاج غير مسبوق بين الموروث الوطني ومستقبل من الابتكارات تم استباقها واستضافتها في زماننا، وغيرها من الأفكار مثل «دبي تحبك» التي تصنع من الرحابة صناعة وبصمة لا تنسى. وبهذا تنشر الإمارات مفهومها للسعادة، الذي حققت فيه المرتبة الـ21 عالمياً لعام 2017، ويتم ترجمة شعار المنتدى «حكومة ملهمة تصنع المستقبل وتسعد الناس» لواقعٍ نلمسه ونبصره ونعيشه.
عدد اليوم
