عقيل الحـلالي (صنعاء) - عبر مسؤول أوروبي رفيع في مجال مكافحة الإرهاب، عن قلق دول الاتحاد الأوروبي من “المستوى الخطير” لهجمات تنظيم القاعدة في اليمن، البلد المضطرب منذ عام ونصف العام، على وقع احتجاجات شعبية أطاحت، نهاية فبراير، الرئيس السابق علي عبدالله صالح. وقال المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب، جيل دي كليشوف، لدى لقائه أمس السبت في صنعاء، الرئيس اليمني المؤقت، عبدربه منصور هادي، إن “هناك شعوراً بالقلق من الوصول بالعمليات الإرهابية في اليمن إلى هذا النوع والمستوى الخطير”. وقُتل تسعة من طلبة أكاديمية الشرطة اليمنية في صنعاء ومدني، الأربعاء الماضي، في هجوم غامض استهدف العشرات من طلبة الأكاديمية، وأربك السلطات الأمنية في هذا البلد، بعد أن تضاربت بياناتها بشأن هوية منفذ الهجوم ووسيلته التفجيرية. وأضاف المنسق الأوروبي لمكافحة الإرهاب:”على الجميع خصوصا المختصين في الجهات الأمنية، أن يواجهوا هذا التحدي بقوة وعزيمة لا تلين من أجل تكريس الأمن والاستقرار والسكينة العامة” في البلاد، حسبما أفادت وكالة الأنباء اليمنية “سبأ”.
وقال كليشوف إن الاتحاد الأوروبي يدعم “الجهود الكبيرة” لتعزيز الشراكة مع اليمن في مكافحة الإرهاب”، مؤكدا التزام الاتحاد “تقديم الدعم اللازم على مختلف المستويات”. وكان تنظيم القاعدة في اليمن، الذي استغل اضطرابات العام الماضي في توسيع نفوذه خصوصا في الجنوب، أعلن مسؤوليته عن هجوم انتحاري، استهدف، أواخر مايو، قوات عسكرية وأمنية كانت تؤدي تمارين لعرض عسكري، وأوقع مائة قتيل على الأقل في صفوف الجنود.
ودعا الرئيس عبدربه منصور هادي، الاتحاد الأوروبي إلى مساعدة اليمن، الذي قال إنه يعاني “ظروفاً اقتصادية صعبة”. وأضاف: “تحملتُ المسؤولية الوطنية في ظرف صعب ودقيق ومعقد جداً (..) لم يسبق له مثيل في تاريخ اليمن المعاصر”، مشيراً إلى “أزمات اقتصادية وسياسية وأمنية” يعانيها البلد على خلفية احتجاجات واضطرابات العام الماضي.
واُنتخب هادي، الذي كان يتولى منصب نائب الرئيس اليمني منذ العام 1994، نهاية فبراير، رئيسا انتقاليا توافقيا لمدة عامين، بموجب اتفاق لنقل السلطة قدمته دول مجلس التعاون الخليجي وأيدته الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي. ودعا الرئيس اليمني المؤقت الاتحاد الأوربي إلى “تقديم المساعدات من أجل تحقيق تلك الغايات نتيجة الظروف الاقتصادية الصعبة التي يمر بها اليمن في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة”، مشيراً إلى أن اليمن عانى “صعوبات جمة، نتيجة ما يواجهه من أزمات، ومواجهات عسكرية مع تنظيم القاعدة الإرهابي وأعمال القرصنة في خليج عدن والتي جاءت أصلا وسط ظروف اقتصادية وأمنية وسياسية صعبة”.
وجدد تأكيده أن اتفاق “المبادرة الخليجية” هو المخرج الوحيد لليمن من أزماته الراهنة، معتبراً أن هذا الاتفاق، الذي ينظم منذ أواخر نوفمبر وحتى مطلع العام 2014، انتقالا سلميا وسلسا للسلطة في هذا البلد، “فرصة تاريخية يدعمها المجتمع الدولي بأسره”.
وغادر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، جمال بن عمر، أمس السبت، العاصمة صنعاء، منهياً بذلك زيارته الثانية عشرة لهذا البلد منذ اندلاع أزمته منتصف يناير 2011. وسيقدم بن عمر تقريراً بشأن نتائج زيارته الأخيرة لليمن، التي استمرت أسبوعين، إلى مجلس الأمن الدولي، بعد غدٍ الثلاثاء، حسبما أعلن في مؤتمر صحفي عقده في صنعاء ليل الخميس الماضي.
إلى ذلك، شُيع أمس السبت في صنعاء جثامين طلاب أكاديمية الشرطة التسعة الذين قضوا في هجوم الأربعاء، وذلك في موكب جنائزي تقدمه وزيرا الدفاع والداخلية في الحكومة الانتقالية، المُشكلة، مطلع ديسمبر الماضي، مناصفة بين حزب الرئيس السابق وتحالف سياسي معارض له.
وذكرت صحيفة يمنية أهلية، أمس السبت، أن هادي أقصى رئيس جهاز الأمن القومي، علي الآنسي، المحسوب على الرئيس السابق، من رئاسة اللجنة الأمنية العليا، وعين بدلا عنه وزير الداخلية، اللواء عبدالقادر قحطان، المؤيد لاحتجاجات العام الماضي.
وأوضحت صحيفة “أخبار اليوم”، المقربة من القائد العسكري البارز، اللواء علي محسن الأحمر، الذي تمرد العام الماضي على صالح، أن هادي “خوًل” وزير الداخلية “بالصلاحيات كافة لإدارة اللجنة، وما يخص الجانب الأمني في البلاد”، مشيرة إلى أن إقصاء الآنسي، الذي يشغل أيضاً منصب مدير مكتب الرئاسة اليمنية، جاء على خلفية “أخطاء متكررة” ارتكبتها اللجنة مؤخراً، والتي كان آخرها اتهام مدني، قُتل في الهجوم على أكاديمية الشرطة، بتنفيذ هذا الهجوم، قبل أن يتم تبرئته في وقت لاحق.
الزياني يدين الهجوم الإرهابي على أكاديمية الشرطة
صنعاء (وام)- أعرب معالي الدكتور عبداللطيف الزياني الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية عن إدانته للحادث الإرهابي الذي تعرضت له كوكبة من طلاب كلية الشرطة اليمنية الذين يعملون على التحصيل العلمي من أجل خدمة وطنهم. وعبر الزياني خلال اتصال هاتفي الليلة قبل الماضية مع الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي عن تعازيه ودول المجلس في ضحايا هذا الحادث ..متمنيا من الله العلي القدير الشفاء العاجل للجرحى. وأكد تضامن مجلس التعاون الخليجي الكامل مع اليمن من أجل تنفيذ التسوية السياسية المتمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة حتى خروج اليمن من أزمته إلى بر الأمان.
عدد اليوم
