الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألعاب الأولمبية... استنفار في الأمن البريطاني

15 يوليو 2012
هل يمكن أن تبدأ الألعاب الأولمبية حقاً؟ من مشاكل المطار، إلى الهفوات الأمنية، إلى مناخ "صيف" لندن المتقلب... يتصارع المسؤولون البريطانيون ومنظمو الألعاب الأولمبية حالياً مع تخوفات متزايدة حول مدى استعداد هذه المدينة لاستضافة أكبر حدث رياضي في العالم، من المقرر أن ينطلق في غضون أسبوعين. فالمشاكل في شبكة النقل المكتظة في لندن، أغضبت الركاب وأحرجت الحكومة. والكرة الطائرة الشاطئية يمكن أن تتحول إلى مصارعة في الوحل في حال استمرار المناخ الرطب القياسي الذي تعرفه لندن حالياً، وإن كان بائعو المعاطف والمظلات قد يجنون أرباحاً كبيرة من وراء ذلك. وإضافة إلى ذلك، فقد أعلن مسؤولون يوم الخميس أن العملية الأمنية الضخمة المحيطة بالألعاب الأولمبية ستصبح أكثر عسكرة مما كان متوقعاً، حيث تم استدعاء 3500 جندي بريطاني إضافي من أجل دعم ومساندة الـ 13500 جندي الذين تمت الاستعانة بهم أصلاً لهذا الغرض. البعض منهم من المرجح أن يكونوا جنوداً عادوا للتو من الحرب في أفغانستان، كانوا يأملون في أخذ قسط من الراحة ولكنهم وجدوا أنفسهم بدلاً من ذلك مدعوين للقيام بالواجب الوطني، في إطار أكبر تعبئة للقوات المسلحة في بريطانيا زمن السلم. الجنود الإضافيون ضروريون لأن شركة الأمن الخاص التي تم التعاقد معها من أجل توفير ما يصل إلى 20 ألف رجل أمن باتت تعترف الآن بأنها قد لن تتمكن من بلوغ هدفها. والوزراء الحكوميون غاضبون، ولكنهم يقولون إنه لا خيار لديهم غير الاستعانة بالجيش، الذي يعاني أصلاً من خفض كبير في الإنفاق. وفي هذا الإطار، قالت وزيرة الداخلية "تيريزا ماي" لمجلس العموم في جلسة عقدت على عجل يوم الخميس: "لا يمكن السماح بتقويض أمن الألعاب الأولمبية"، مضيفة "إن جنودنا يتمتعون بمهارات عالية وتدريب عال، وهذه المهمة هي الأهم التي تواجه بلدنا اليوم". ولكن الوزيرة كانت محل سخرية وتهكم من قبل سياسيي المعارضة، الذين وصفوا الوضع بأنه فوضى كبيرة. وفي هذا الإطار، قالت "إيفيت كوبر" من حزب العمل للوزيرة ماي: "رجاء، اعملي على حل هذه المشاكل الأمنية وكُفي عن خذل الجميع". غير أنه كان ثمة المزيد من الأخبار السيئة بالنسبة للألعاب الأولمبية في أسبوع يحفل أصلاً بالكثير منها. فمنذ أن حصلت لندن على شرف استضافة الألعاب الصيفية قبل سبع سنوات، تساءل المشككون حول ما إن كانت البنية التحتية المتهلهلة والمتقادمة في العاصمة البريطانية تستطيع تحمل مثل هذا الحدث العالمي الضخم، ولاسيما شبكة النقل المتقادمة في المدينة، والتي تضم أقدم نظام مترو أنفاق في العالم. وفي الأيام القليلة الماضية، انضم الكثير من المسافرين جواً وأرضاً إلى حشود المتشككين. ففي مطار هيثرو، الذي يستقبل أكبر عدد من المسافرين مقارنة مع أي مطار في أوروبا، وجد المسافرون أنفسهم مضطرين لتحمل طوابير طويلة استغرقت ما يصل إلى ثلاث ساعات من أجل اجتياز مراقبة الجوازات والجمارك. وأظهرت صور فيديو مصورة بالهاتف صباح الخميس المسافرين يقرأون كتباً أو بمظهر بائس، وهم ينتظرون في هذه الطوابير، في وقت كان فيه عدد من مكاتب ضباط الهجرة ومراقبة الجوازات فارغة. وفي وقت بدأ فيه الرياضيون يتدفقون على لندن من مختلف بقاع العالم نهاية هذا الأسبوع، يقول المنتقدون إن قوة الحدود البريطانية التي تعاني من نقص في عدد الموظفين باتت تواجه خطر أن تصبح "مهزلة الحدود". وللتغلب على هذه المشكلة، عمدت الحكومة إلى استدعاء 500 عنصر جديد من أجل تعزيز هذه القوة، ولكن منظمة مراقبة لقطاع الهجرة حذرت من أن العديد من الضباط المؤقتين سيكون لديهم الحد الأدنى من التدريب فقط. وفي هذا الإطار، قال وزير الهجرة "داميان جرين" في مقابلة تلفزيونية: "بالطبع لقد خططنا لذلك منذ وقت طويل"، مضيفاً،"وقمنا بزيادة الأعداد طيلة فصل الصيف إلى أن وصلنا إلى العدد الكامل يوم الأحد". وإن كان ذلك، بالنسبة للعديد من المشاهدين، لا يبدو واضحاً. وفي هذه الأثناء، أجرت شركات القطارات ومسؤولو النقل تمريناً محاكياً هذا الأسبوع في خمس محطات بلندن استعداداً للألعاب الأولمبية. وفي محطة "لندن بريدج" (جسر لندن) ، وهي واحدة مراكز العبور الرئيسية أثناء "الألعاب"، توزع الركاب على طوابير وكانوا يوجهون من قبل موظفي القطارات داخل محطة أنشئت في عهد الملكة فيكتوريا. ولكن الركاب، الذين اشتكى بعضهم من غياب خطوط ربط، لم يكونوا مستمتعين، حيث وصف أحد الركاب لصحيفة "ذا جارديان" ما يجري بأنه "ارتباك تام"، بينما قال آخر إن الوضع "مقرف". على أن الوضع لم يكن أفضل حالاً بالنسبة لسائقي السيارات والدرجات النارية. ذلك أن جزءاً من طريق "إم. 4"، الطريق السريع الذي يربط مطار "هيثرو" بوسط لندن، أغلق لأيام منذ أن تم اكتشاف تصدع على أحد الجسور. وإعادة فتح هذا الشطر التي كانت مرتقبة يوم الاثنين قد لن تحدث، مما يقوي المخاوف من أزمة نقل وشيكة. وفي هذا الإطار، كتب أحدهم لسائق غاضب على تويتر: "أعتقد أنك كنت ستصل بسرعة أكبر لو أنك كنت على صهوة حصان!". هنري تشو لندن ينشر بترتيب خاص مع خدمة «إم. سي. تي. إنترناشيونال»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©