القاهرة (الاتحاد)
عبدالغني السيد.. من المطربين المهمين في تاريخ الغناء العربي، امتلك صوتاً رخيماً شجياً، لمع في الإذاعة المصرية مع افتتاحها عام 1934، وعمل في السينما بالتمثيل والغناء، وأطلقت عليه ألقاب عديدة، أهمها «البلبل الباكي».
ولد في القاهرة عام 1908، ولم يحظ بقدر من التعليم، وبدأ حياته في محل للموبيليا بأجر يومي 60 قرشاً، ولفتت وسامته وصوته انتباه أحد الزبائن، وهو الموسيقار زكي مراد، والد ليلى ومنير مراد، وأعجب به وأخذ بيده إلى الملحنين والمؤلفين وأصحاب المسارح، وترك مهنته واحترف الغناء حتى أصبح له وزنه بين مطربي شارع محمد علي، إلى أن التقى الموسيقار رياض السنباطي ووقع معه عقد إنشاء شركة بيضافون التي أصبحت أكبر شركة أسطوانات في مصر، وأصبح أول مطرب يغني في الإذاعة المصرية عند افتتاحها، وأجرت مجلة «الاثنين» وقتها استفتاءً لأحسن مطرب ففاز عبدالغني بالمركز الأول، بينما فاز محمد عبدالوهاب بالمركز الثاني، ثم اتجه إلى السينما من خلال فيلم «وراء الستار» 1937، ثم «شارع محمد علي»، وغنى فيه «وله يا وله».
أشهر أسطوانة
وهاجمته صحافة «الباشاوات» لولع بناتهم به، وقدم في ذلك الوقت أسطوانة «نسيتي حبي بعد اللي كان»، وكانت أشهر أسطوانة شدا بها، وباعت أكثر من مليون نسخة، وهو ما شجع منيرة المهدية على تقديمه كبطل لمسرحية «كليوباترا»، بعد سفر بطلها محمد عبدالوهاب إلى لبنان، فحقق أيضاً نجاحاً بالتمثيل والغناء، جعل المهدية تُمد العرض، وبعد عودة عبدالوهاب شهد العرض الختامي للمسرحية، وأعجب بأدائه الفني، ولم يفوت الفرصة فتعرف عليه وأصبحا صديقين ومتنافسين في آنٍ، ووصفه عبدالوهاب في مناسبات كثيرة بقوله: «عبدالغني السيد هو الرجل الذي هزمني مرتين في حياتي، الأولى عندما كان منافساً قويا لي، والثانية عندما مات، فخسرت أقوى وأحب صديق لي».
880 أغنية
كما شارك في أفلام «سفير جهنم»، و«نور من السماء»، و«ليالي الأنس»، و«البيت الكبير»، و«بنت العمدة»، و«ضحيت غرامي»، و«أسرار الناس»، و«بيني وبينك»، و«كيلو 99»، ومن أشهر أغنياته «البيض الأمارة»، و«ع الحلوة والمرة»، و«افرح افرح»، و«أنا بستنى معادك»، و«انت فاكر ولا ناسي»، و«آه من العيون»، و«ايه فكر الحلو بيه»، و«يللي بعادك طال»، و«يا بايع الصبر»، و«العلم نور»، و«بايعني ولا شاريني»، وله بالإذاعة أكثر من 880 أغنية عاطفية واجتماعية ودينية ووطنية، وغنى لعمالقة التلحين، ومنهم السنباطي، ومحمود الشريف، وعبدالوهاب، والموجي، والقصبجي، وبليغ، وكمال الطويل، وتزوج ثلاث مرات، الأولى إحدى قريباته وأنجب منها زينب، والثانية بثينة ابنة وزير الحربية وقتها، ثم شجون توفيق راسخ، وأنجب منها ليلى، وإيمان، ومحمد، وتوفي بعد إصابته بأزمة قلبية في 21 أغسطس 1962.
عدد اليوم
