الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

جهود بيئية في الذيد لحماية التنوع «البيولوجي» والحياة الفطرية

جهود بيئية في الذيد لحماية التنوع «البيولوجي» والحياة الفطرية
15 يوليو 2012
إن إقامة المحميات يشكل خطوة عملية ومهمة في تعزيز جهود الحفاظ على التنوع البيولوجي وصون النظم البيئية، لكن تحقيق ذلك يتطلب وضع برنامج علمي يتضمن جملة من الإجراءات العملية، وهو ما سعت له هيئة البيئة والمحميات الطبيعية بالتعاون مع إدارات البلديات في إمارة الشارقة، وقد تم تنفيذ برامج زراعية في مجموعة من المحميات الطبيعية، وتعمل بلدية الذيد على تنمية الوعي الاجتماعي البيئي، وتقويم السلوك البيئي في العلاقة مع النظم البيئية. موزة خميس (دبي)- يقول علي مصبح الطنيجي مدير عام بلدية الذيد في المنطقة الوسطى، إن إدارة البلدية بالتعاون مع المجلس البلدي الذي يشكل أعيان المناطق والقبائل، إلى جانب هيئة البيئة والمحميات الطبيعية، تركز على إبراز أهمية التنوع البيولوجي والحياة الفطرية، وضرورة الحفاظ على النظم البيئية لصالح الأجيال الحالية والمقبلة، ونحن نعمل على تعزيز اتجاهات تحقيق الأهداف، كما أن التعاون مع القطاع الخاص يشكل أيضاً ركيزة مهمة في استراتيجيات بلدية الذيد البيئية لنحقق التوجيهات، وهو أيضاً توجه مهم لتعزيز مبدأ المسؤولية الاجتماعية لمختلف المؤسسات. الغطاء النباتي في خطر ويضيف الطنيجي، أن مشاركة المجلس البلدي في الخطط والبرامج، يعني التوجه للتركيز على الوعي البيئي، ومحاولة الوصول للقناعة الشخصية للقيادات والأفراد بالاهتمام بالبيئة والمحافظة عليها، وتسليط الضوء على ضرورة زيادة المساحات الخضراء، وقد عملنا على وضع خطة للتشجير في المنطقة، والمساهمة في برامج محمية البردي وكيفية الحفاظ عليها، ويوجد في البلدية شعبة مختصة بالبيئة هي شعبة الأمن وحماية البيئة، ولكن عدد عناصرها لا يكفي، ومع ذلك يعمل أفرادها من خلالها على مدار الساعة، على شكل دوريات لمراقبة وحماية البيئة من العبث، سواء كان بقطع أو باقتلاع الأشجار أو الصيد أو الرعي الجائر، أو رمي المخلفات الضارة بالبيئة. ويوضح الطنيجي: تقوم البلدية إعلاميا بكتابة وطباعة الإرشادات، وتوجه ندائها إلى المواطنين ومرتادي المنطقة، بضرورة المحافظة على الحياة البرية أثناء تنقلهم، بحيث يتقدمون بأي اقتراحات وملاحظات، ومن أهم ما يواجه بلدية الذيد هو تحمل مسؤولية حوالي 3200 مزرعة وتلك المزارع بحاجة لرقابة، كي لا تحدث مخالفات، ومن المهم أن تتم متابعة كل ماله علاقة بالبيئة المحيطة، ولكن من المؤسف أن الغطاء النباتي في المنطقة على وشك الانقراض، وسوف يجري توثيق النباتات في المنطقة سواء كانت حولية أو موسمية أو معمرة، ومنها الأشجار الشعبية المعروفة عند أهل الإمارات والخليج، مثل السمر والغاف والرمث وكذلك العوسج والأرطى والسدر، كما تنبت في بعض المواسم نباتات المرار والجعدة والحميض. قيمة غذائية للحيوانات وتحدث الطنيجي عن محمية البردي قائلا: تمتاز أشجار المحمية بتكيفها مع البيئة الصحراوية التي تسود الموقع ويغلب عليها المناخ الصحراوي الجاف، وهي ذات أشجار لها أهمية عالية لما تتميز به من خصائص فريدة وقيمة غذائية للحيوانات في المنطقة، لأن أوراق تلك الأشجار المعمرة وثمارها وهو ما يطلق عليه الحنبل يعتبر طعاما وغذاء جيدا لتلك الحيوانات، ويأتي إنشاء محمية سيح البردي، في إطار النهج الفكري والبيئي والحضاري لحكومة الشارقة، ويأتي ضمن إقامة المحميات الطبيعية بهدف الحفاظ على النظم البيئية وصون الحياة الفطرية وتنوعها الإحيائي، وهي تجسد التوجه الاستراتيجي الهادف، للمحافظة على البنية البيئية في المنطقة، وتعتبر محمية سيح البردي أول محمية مسيجة في الإمارة، وهي تقع في جهة الشرق من الذيد على مساحة 40 ألف متر مربع، ويوجد في غرب المحمية كثبان رملية، وتنتهي عند امتداد صغير يفصل المحمية عن المدينة، وتميل تربة المحمية إلى السواد في أرض السيوح، عند أعلى نقطة في المحمية وتميل إلى اللون الأصفر كلما تم الاقتراب من الكثبان. غذاء جيد للنحل ويشير الطنيجي قائلاً: من بين الأشجار تلك التي تنبت لها أزهارا تسمى البرم، وهي تعد غذاء جيدا للنحل الذي ينتج العسل المحلي، كما تكثر أشجار السمر المعمرة، ولهذه الشجرة أهمية كبيرة عند سكان المنطقة والرحالة وعابري السبيل، خاصة أنها كانت تستخدم أخشابها من قبل البدو وأهل الجبال أو الحيور في أغراض عديدة، ومن أهمها أن حطب السمر من أفضل الأنواع لتوفير الفحم الذي يستخدم للطهي ولصنع الخبز والقهوة، ومعروف عنه أنه لا يصدر الدخان ويدوم مشتعلا لفترة طويلة، كما يستخدم لبناء المنازل عوضا عن الأعمدة والأوتاد. وبالنسبة لما يتعلق بالحيوانات في المحمية يوضح علي الطنيجي: أنها قليلة ربما نظرا لوقوع المحمية بالقرب من المدينة ونظرا للنشاط البشري، كما أن للامتداد الزراعي والعمراني أثرا في جانب التكاثر حيث رحلت لأماكن بعيدة أو ربما تكون قد انقرضت، ويمكن حصر الحيوانات المتواجدة وهي الضب والورل والأفاعي، وكذلك الثعالب البرية والقوارض مثل الجرذ البري واليرابيع والحشرات والقنافذ، وهناك أنواع كثيرة من الطيور في المحمية، وهي ما بين الحمام البري والغربان وطائر الحداة وهي نوع من الصقور الصغيرة، وأيضا طائر البوم والبلبل الصحراوي الأصفر، ومن الطيور المعروفة التي تقطن المنطقة الهدهد الأزرق وأنواع من العصافير البرية الصغيرة، وفي موسم هجرة الطيور تتواجد في أعداد قليلة طيور الحبارى والقطاة. الغزال العربي ويضيف الطنيجي: تتميز محمية البردي بحياة فطرية طبيعية ولذلك تسعى بلدية مدينة الذيد بكافة الإمكانيات والجهود في المحافظة على استقرار البيئة التي تمثلها المحمية، كما تسعى لضمان إنتاجها على المدى البعيد كي تستمر الحياة الفطرية، ومن أجل المحافظة عليها من الانقراض، ومن المقرر أن يتم زرع بعض الأشجار من أجل إكثارها في المحمية كي تكون مؤهلة لاستقبال الغزال العربي والطيور والحيوانات البرية، ومن المنتظر أيضا أن تزرع في محيطها بعض العناصر التي تساعد على أن تكون منطقة صالحة بشكل أفضل للحياة الفطرية، وستعمل البلدية على وضع خطط تتناسب مع صون الموارد الطبيعية والحفاظ على الإرث الطبيعي والتراث الحضاري. كما تسعى البلدية أيضا إلى رصد ودراسة المحميات الأخرى ومنها مشروع محمية المالحة الشرقية، حيث رصدت عائلة من الثعالب العام الماضي2011، وتقع منطقة المالحة في شرق مدينة الذيد على الحدود الفاصلة مع إمارة رأس الخيمة الجنوبية وهي كدره وشوكة والمنيعي، وتعد مساحة المالحة الشرقية صغيرة نسبيا وذات طبيعة جبلية وبها مجموعة من الأودية والشعاب، التي تنحدر من الهضبة المشكلة للجزء الأكبر من المحمية، وتشكل السيول المنحدرة التي تتسرب منها مياه الأمطار التي تذهب للتجمع في البحيرة. مشروع محمية حزم الشرش يقول علي الطنيجي: كانت محمية المالحة الشرقية ذات يوم واحة يتخللها فلج الشريعة، مع وجود آثار الآبار وأمهات الفلج التي تسمى ثقاب، إلا أن تلك الواحة قد اختفت ولم يتبق منها إلا بعض أشجار النخيل في مضيق الوادي، وتتميز بغطاء نباتي مختلف عن البردي، وبالنسبة لمشروع محمية عرقوب الصفرة وحزم الشرش، والذي يتم رصد المنطقة من أجله فقد أعتبر التقرير المنطقة مؤهلة للتحول لمحمية طبيعية، ولا يزال التقرير قيد الدراسة من الجهات المختصة.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©